التقى البابا بنيديكت السادس عشر أمس ممثلين عن الجالية الإسلامية الذين يمثل الأتراك غالبيتها، لتأكيد الأهمية التي يضعها على إقامة علاقات أقوى مع الأديان الأخرى على غرار سلفه البابا يوحنا بولس الثاني، وذلك في اليوم الثالث لزيارته، قبل أن يحيي مساء احتفالات مع نحو 700 ألف شاب كاثوليكي يشاركون في أيام الشبيبة العالمية. والتقى البابا الذي يزور بلده الأصلي ألمانيا للمشاركة في مهرجان للشباب المسيحي مع جماعات يهودية وبروتستانتية لكن لقاءه مع المسلمين كان أكثر توتراً بسبب معارضته محاولة تركيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وقبل توليه منصب البابا قال الكردينال جوزف راتزينغر إن تركيا العلمانية التي تسكنها غالبية مسلمة ينبغي أن تخطط لمستقبلها مع الدول الإسلامية وليس مع الاتحاد الأوروبي الذي له جذور مسيحية. والتقى البابا أعضاء من"السلطة الدينية الإسلامية التركية"التي تشرف على كثير من المساجد في ألمانيا إلى جانب المجلس الإسلامي المركزي في ألمانيا، في اجتماع قصير في مقر إقامة رئيس أساقفة كولونيا. ويعيش نحو 3.2 مليون مسلم في ألمانيا بينهم مليونان من أصل تركي. وقال رأفت أوزتورك أحد الأشخاص الذين التقاهم البابا لصحيفة"سودودويتشه تسايتونغ":"سيكون الأمر له قوة رمزية كبيرة إذا قام البابا بزيارة لأحد المساجد أيضاً أثناء زيارته كولونيا". وغداة خطابه الملحوظ في كنيس كولونيا والذي قدرته الجالية اليهودية الألمانية، خصوصاً لإدانته"من دون لبس جرائم"النازية، استقبل الكردينال الألماني السابق جوزف راتزينغر مسؤولين مسلمين في أبرشية كولونيا حيث يقيم أثناء زيارته التي تنتهي اليوم. ودان بنيديكت في لقاءاته جميع أشكال الإرهاب بما في ذلك الإرهاب تحت راية الدين. وصباح أمس، التقى البابا في مقر ابرشية كولونيا حيث يمكث، المستشار الألماني غيرهارد شرودر وعقيلته والمرشحة اليمينية للانتخابات المبكرة المقبلة في 18 أيلول سبتمبر أنجيلا ميركل وزوجها. وقالت ميركل التي تنتمي مثل شرودر إلى الكنيسة البروتستانتية،"نحن فخورون جداً لان لدينا بابا ألمانياً". وتوافد مئات آلاف المشاركين في الايام العالمية للشباب سيراً على الأقدام وفي القطارات والحافلات، إلى مجمع مارينفيلد العملاق أمس للمشاركة في الاحتفالات الختامية لهذا اللقاء العالمي الذي يترأسه البابا. وخاطب البابا أولاً أساقفة العالم ثم الشباب من على"تلة البابا"التي جهزت خصيصاً لمجيئه إلى مارينفيلد. وعاد بعد ذلك إلى كولونيا فيما قضى الحجاج الليلة في الموقع نفسه لحضور القداس الاختتامي الذي سيحتفل به بنيديكت السادس عشر صباح اليوم، وسيكون أيضاً حدثاً بارزاً. إذ يتوقع المنظمون حضور أكثر من 800 ألف شخص. وتحيط بالساعات الأخيرة من الأيام العالمية للشباب التي أرهقت المشاركين فيها والذين توافد معظمهم إلى ألمانيا منذ الأسبوع الماضي، تدابير أمنية مشددة في الوقت الذي يتصاعد فيه التهديد الإرهابي في أوروبا.