تباينت تصريحات المسؤولين الاكراد في شأن عبور قوات تركية الحدود العراقية بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى انقرة التي بدأت امس. ونفى رئيس ديوان رئاسة اقليم كردستان انزال قوات تركية خاصة قرب قضاء زاخو الحدودي، مشيراً الى أن القوات التركية قصفت عدداً من المناطق التابعة لقضاء زاخو والعمادية وميركة سور ذات الغالبية الكردية والمسيحية. واكد تقرير ل"الوكالة الكردية"، التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس جلال طالباني، تمركز 350 جندياً تركياً في منطقة"سه ري سيفي"شمال شرقي مدينة زاخو. وكان المالكي وصل انقرة امس لاجراء محادثات مع المسؤولين الاتراك تتناول سبل مكافحة"المتمردين"الاكراد الاتراك المتمركزين في شمال العراق، كما ذكرت وكالة الاناضول للانباء. والتقى المالكي، الذي يرافقه وفد من 30 شخصاً ابرزهم وزير الخارجية هوشيار زيباري، نظيره التركي رجب طيب اردوغان والرئيس احمد نجدت سيزر قبل ان يغادر تركيا اليوم الى ايران. وذكرت الصحف التركية ان انقرة سلمت بغداد اخيراً مشروع اتفاق للتعاون يتضمن عرقلة الدعم المالي واللوجستي الذي يتمتع به حزب العمال الكردستاني ووقف بثه الاذاعي والتلفزيوني، بالاضافة الى السماح بتسليم المسلحين وتبادل المعلومات الاستخبارية. ونقلت الوكالة عن المالكي قوله انه يجب وضع اللمسات الاخيرة على المشروع وان الوفد العراقي يزور تركيا لاجراء محادثات مفصلة حول مسائل الامن. كما نسبت الصحف التركية الى المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ قوله ان المالكي واردوغان سيشددان في"اعلان مشترك"يصدر اليوم على"محاربة الارهاب". وكثف حزب العمال الكردستاني هجماته في تركيا منذ بداية العام. وتعتبر تركيا ان الافا من متمردي الحزب يستخدمون شمال العراق قاعدة خلفية لشن عمليات في جنوب شرق تركيا حيث الغالبية كردية. كما ترى ان اكراد العراق يبدون تساهلاً حيال حزب العمال الكردستاني او يدعمونه. ويطالب الجيش التركي منذ نيسان ابريل بالسماح له بشن عملية عبر الحدود لملاحقة متمردي حزب العمال الكردستاني، لكن الحكومة فضلت حتى الان الديبلوماسية من دون ان تستبعد كلياً الخيار العسكري. وكانت تقارير اميركية افادت امس أن"القادة الأتراك سيطالبون رئيس الوزراء العراقي بوقف تهديد حزب العمال الكردستاني للامن القومي التركي ومطالبة الاكراد بوقف دعمهم للمنظمة التي تنشط عبر الحدود العراقية - التركية وإلا فإن أنقرة ستضطر إلى تنفيذ تهديدها بشن حملة عسكرية داخل الأراضي العراقية". وتتهم تركيا الاكراد بايواء عناصر حزب العمال الكردستاني ودعمهم في حين يطالبها الاكراد بحل خلافاتها الداخلية عبر الحوار الديموقراطي وعدم تصدير ازماتها الى الدول المجاورة.