أعلنت الحكومة الأفغانية أمس، بدء مفاوضات مباشرة بين مقاتلي حركة "طالبان" ووفد ديبلوماسي كوري جنوبي في ولاية غزني وسط، في محاولة لإطلاق الرهائن الكوريين ال21 المحتجزين منذ 15 يوماً لدى الحركة. وأكد الناطق باسم"طالبان"قاري محمد يوسف أحمدي بدء المفاوضات المباشرة بين الطرفين، وهو ما سعت إليه الحركة بعدما اتهمت حكومة الرئيس حميد كارزاي مرات بعرقلة أي تسوية عبر رفض اطلاق معتقليها من السجون"إرضاء للأميركيين". وعمدت كابول إلى حشد أكبر عدد من شيوخ وقادة القبائل في غزني وسواها من الولايات لتأكيد تعارض احتجاز"طالبان"للنساء مع قيم المجتمع الأفغاني وعاداته، والمطالبة بإطلاقهن، خصوصاً ان يوسف اعترف بأن اثنتين من النساء ال16 في حال خطرة و"قد تموتان في ظل عدم امتلاكنا أدوية مناسبة لمعالجتهما". واستبعدت الحكومة والجيش الأميركي شن هجوم مباغت على مقاتلي"طالبان"لإطلاق الرهائن الكوريين. ورأت مصادر حكومية أن العملية العسكرية تشكل مغامرة غير محسومة النتائج على صعيد إطلاق الرهائن،"خصوصاً انه يرجح توزع الرهائن على أكثر من مكان وتدهور أحوالهم الصحية". تزامن ذلك مع وصول وفد برلماني كوري جنوبي بينهم أحد قادة الحزب الحاكم إلى الولاياتالمتحدة، لإقناع واشنطن بالمساعدة في إنهاء الأزمة. وأبدى مراقبون في كابول اعتقادهم بأن الوفد الكوري الجنوبي يحاول الحصول على موافقة أميركية على أي صفقة قد يتوصل إليها المفاوضون الكوريون مع"طالبان"، حتى لو تضمنت دفع فدية مالية، وعلى تسريع سحب القوات الكورية الجنوبية التي تناهز 200 جندي من أفغانستان استجابة لمطلب"طالبان"، علماً ان كوريا الجنوبية أعلنت قبل أزمة الرهائن عزمها سحب قواتها نهاية السنة الحالية. وفي المانيا، اعلنت وزارة الخارجية ان المهندس الالماني الذي اعلن مقتله بعد خطفه في افغانستان في منتصف تموز يوليو الماضي قتل بالرصاص, استناداً الى نتائج تشريح الجثة الذي اجري في معهد طبي في كولونيا. وقال الناطق باسم الوزارة ان"الرهينة تعرض فعلياً لوعكة نتجت من مشكلة في الدورة الدموية، لكنها لم تؤد الى وفاته بل اطلقت رصاصتان عليه، قبل ان يتابعوا بأربع اخرى بعد موته". وأكد وزير المستشارية توماس دي مايزيير ان"الحكومة الفيديرالية لا ترضخ للابتزاز، ولم يتبدل موقفنا على هذا الصعيد". وأظهر استطلاع للرأي اجراه التلفزيون الألماني العام ان 64 في المئة من الألمان يودون سحب القوات من افغانستان في اسرع وقت، في مقابل 54 في المئة قبل اسبوعين.