طالبت السلطات الافغانية أمس، حركة "طالبان" بتمديد مهلة المفاوضات الخاصة بمصير الرهائن الكوريين الجنوبيين ال21 فترة 48 ساعة، فيما هدد المتمردون باستئناف قتل المحتجزين. وقال النائب محمود غيلاني، احد المفاوضين باسم الحكومة الافغانية في ولاية غزني جنوب:"طلب الزعماء القبليون الذين يتوسطون باسم الحكومة تمديد المهلة 48 ساعة، بعدما انتهت عند الساعة 7:30 بتوقيت غرينيتش، وننتظر رداً". وقتلت"طالبان"منذ خطف المجموعة في 19 تموز يوليو الماضي رهينتين، هما قس ومدرس. وتريد اطلاق سراح ثمانية من معتقليها من السجون الافغانية، في مقابل العدد نفسه من الرهائن قبل اجراء مفاوضات جديدة حول مصير بقية الرهائن. لكن كابول ترفض التبادل وتطالب بالافراج من دون شروط عن النساء ال16 في المجموعة. وفي خطوة تهدف الى تعزيز الضغوط على كابول، اعلنت"طالبان"مسؤوليتها عن قتل اربعة قضاة افغان عثر على جثثهم ممزقة بالرصاص بعد اسبوعين من خطفهم قرب غزني. وقال الناطق باسم"طالبان"يوسف احمدي:"قتل القضاة لأنهم عملوا لحساب الحكومة الافغانية". في غضون ذلك، ضاعفت احزاب كورية جنوبية نداءاتها الى واشنطن للتدخل في المفاوضات. ونشرت في البرلمان الكوري الجنوبي اعلاناً مشتركاً طلبت فيه من الحكومة الاميركية والولايات المتحدة الاضطلاع بدور فاعل لوقف قتل الرهائن. وأورد الاعلان ان سيول لا تملك وسائل مناسبة لمواجهة مطالب"طالبان"، علماً ان الرئاسة الكورية الجنوبية أكدت انها"لا تستطيع التأثير في قرارات الحكومة الافغانية", داعية الى"مرونة"اكبر في المفاوضات. لكن مسؤولاً كورياً جنوبياً طلب عدم نشر اسمه اشار الى ان"طالبان"تتصل بسفارة بلاده في أفغانستان. وتوجهت اسر الرهائن الى السفارة الاميركية في سيول للمطالبة بمساعدتها في الافراج عنهم. ورد ناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ان واشنطن"لا تقدم تنازلات الى الارهابيين". وصرح رئيس جهاز الاستخبارات الكورية الجنوبية بأن الخاطفين يغيرون مواقعهم باستمرار لمراوغة القوات الافغانية والدولية، فيما اعلن عضو في لجنة الاستخبارات أن الرهائن مقسمون ومحتجزون في تسع قرى. وفيما تستمر"طالبان"باعتقال مهندس الماني واربعة من زملائه الافغان منذ ان خطفتهم في ولاية ورداك جنوب في 18 تموز الماضي، بثت قناة"الجزيرة"شريط فيديو وجه فيه الالماني رودولف بي 62 سنة رسالة استغاثة الى بلاده والولايات المتحدة لسحب قواتهما من افغانستان لمساعدته في العودة الى المانيا. ووصفت وزارة الخارجية الالمانية الشريط بأنه"محاولة ترهيب"، بينما اكدت مجلة"در شبيغل"ان الشريط"يعود الى ايام"، فيما رأى خبراء الشرطة الجنائية ان الالماني محتجز لدى"عصابة اجرامية محلية"على اتصال ب"طالبان"، مشيرين الى انه ارتدى سترة من الصوف سلمتها خلية ازمة المانية مكلفة بالملف الى وسطاء نهاية الاسبوع الماضي. بدوره، أكد بيتر شتروك رئيس الكتلة النيابية للحزب الاشتراكي الديموقراطي المشارك في الحكومة"وجود صعوبة كبيرة في أفغانستان لتحديد الجهة التي نتفاوض معها". واضاف:"من غير الواضح إذا كان الأمر يتعلق بمنفذين سياسيين أم مجرد مجموعة إجرامية"، وتابع أن"الطرف المحاور قد لا يكون أيضاً مفوضاً اتخاذ قرار بإطلاق الرهينة". ورفض شتروك الذي شغل منصب وزير الدفاع سابقاً عمليات الابتزاز، ودفع فدية مالية إلى الخاطفين، مشدداً على اهمية متابعة مهمات القوات الألمانية في أفغانستان، وعدم استبعاد زيادة عددهم إذا تطلب الأمر". وايضاً، ابلغ وزير التجارة والصناعة الأفغاني أرمين فرهانغ صحيفة"ميتلدويتشه تسايتونغ"الألمانية رفض حكومته دفع فديات إلى الخاطفين قائلاً:"في حال حصل ذلك باستمرار لن نستطيع وقف الأمر بعد ذلك". كما رفض اجراء مفاوضات مباشرة بين الدول المعنية والخاطفين"لأن ذلك يضعف الحكومة الأفغانية ويقوي الإرهابيين". وكان الناطق باسم"طالبان"اعلن الاحد الماضي ان صحة المهندس الالماني غير جيدة، مشيراً الى عدم اجراء اي مفاوضات لمبادلته بعشرة من سجناء الحركة. وعثر على جثة احد الالمانيين وهو مهندس مدني في الرابعة والاربعين في 22 تموز، مصابة بالرصاص.