فشل الصحافيون الفلسطينيون امس في تنظيم اعتصام في حديقة الجندي المجهول وسط مدينة غزة احتجاجاً على الانتهاكات في حقهم واعتقالهم ومنعهم من العمل بحرية. وساد توتر شديد صفوف الصحافيين خصوصاً المنتمين لحركتي" فتح"و"حماس". وجاء فشل الاعتصام ايذاناً ببدء الانقسام العمودي في نقابة الصحافيين والجسم الصحافي في القطاع بعدما ساد هذا الانقسام الوضع الفلسطيني في شكل عام في اعقاب سيطرة"حماس"على القطاع في 14 حزيران يونيو الماضي. فبعد دقائق قليلة على وصول عشرات الصحافيين الى حديقة الجندي المجهول في اعقاب مسيرة انطلقت من امام مقر قيادة الاجهزة الامنية"السرايا"اضطر عضو لجنة حماية الصحافيين في نقابة الصحافيين الزميل شمس شناعة الى الغاء الاعتصام الذي كان مقرراً ان يستمر لبعض الوقت. وجرت تحرشات ومماحكات بين عدد من الصحافيين المحسوبين على حركتي"فتح"و"حماس"كادت تتحول الى عراك بالايدي لولا تدخل عدد من الزملاء المستقلين. وساد استياء شديد في صفوف الكتاب والصحافيين المستقلين وغير المنتمين للحركتين المتصارعتين وبعض نشطاء حقوق الانسان وممثلي القوى والفصائل جراء ما حصل، وحملوا الكتلتين الصحافيتين التابعتين لحركتي"فتح"و"حماس"المسؤولية عن فشل الاعتصام وحال الانقسام التي تسللت الى صفوف الجسم الصحافي، بعدما كان الصحافيون الفلسطينيون يفاخرون بوحدتهم سياسياً ومهنياً خصوصاً وهم يمارسون عملهم الصحافي وينقلون معاناة شعبهم بسبب الاحتلال الاسرائيلي. وتوجه الصحافيون في مقر نقابة الصحافيين في وسط المدينة في اعقاب فشل الاجتماع لكنهم فوجئوا بأن مجلس ادارة النقابة الذي يتكون معظم اعضائه من حركة"فتح"اغلق ابوابه موقتاً منعاً لمزيد من الخلافات والانقسامات، الامر الذي لم يقنع صحافيي"حماس"الذين قرروا مغادرة المكان والعودة الى اعمالهم. واتهم صحافيو"فتح"صحافيي"حماس"بمحاولة تسييس الاعتصام من خلال كتابة شعارات ضد الرئيس محمود عباس وترديد هتافات تقول"يا عباس يا عباس، الصحافة ما تنداس". لكن صحافيي"حماس"الذين حملوا صور زميل لهم وموظف اداري في صحيفة"فلسطين"التابعة للحركة قتل على ايدي حراس الرئيس عباس في ايار مايو الماضي اتهموا عضو مجلس ادارة في نقابة الصحافيين، وينتمي الى حركة"فتح"، بمنعهم من رفع اللافتات والشعارات المكتوبة . وجاءت هذه الخلافات والمناكفات في اعقاب اعتداءين من جانب عناصر القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية المقالة برئاسة اسماعيل هنية، ما ادى الى تنظيم اعتصامات احتجاجية يريدها صحافيو"حماس"ان تشمل ايضاً اعتقالات زملائهم على ايدي اجهزة الامن التابعة للرئيس عباس في الضفة الغربية واغلاق مكاتب وتدميرها ومنع صحيفتي"فلسطين"و"الرسالة"من الطبع والتوزيع في الضفة. وزاد من حدة التوتر بين الطرفين محاولة القوة التنفيذية اعتقال عضو مجلس ادارة النقابة عن فتح صخر ابو العون ليل السبت - الاحد الماضي، وهو امر دانته كتلة الصحافي الفلسطيني التابعة لحركة"حماس"بشدة. لكن بياناً اصدره مجلس ادارة النقابة حول محاولة اعتقال ابو العون اثار غضب الكتلة بسبب اللغة والمصطلحات التي استخدمها البيان.