تجد زوجات المرشحين للانتخابات الرئاسية الأميركية، ومعهن بيل كلينتون زوج المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون، أنفسهن في واجهة الحملات الانتخابية قبل أكثر من سنة من موعدها. ومقارنة مع السيدة الأولى الحالية, التقليدية لورا بوش التي تغادر البيت الأبيض في كانون الثاني يناير 2009, فان زوجات المرشحين والزوج الرئيس السابق، يشكلون نماذج منوعة من الشخصيات. وتقول الصحافية والمعلقة الأميركية غلوريا بيرغر:"هذه الأيام, يمكن لزوجات المرشحين ان يكن بريئات، كما صديقة ناعمة، او مخيفات، كأي سياسي استراتيجي، وأحياناً الأمرين معاً". ويشارك بيل كلينتون بنشاط في حملة زوجته، حيث يستخدم حضوره القوي المعروف. وسيجد نفسه، في حال فوز زوجته في وضع استثنائي. اذ سيكون الرئيس الأميركي الوحيد الذي أمضى ولايتين في البيت الأبيض، ويعود إليه بصفته زوج الرئيسة. وبدأت وسائل الاعلام تتحدث بإسهاب عن عدد من زوجات المرشحين: إما بالانتقاد كما هي الحال مع جوديت جولياني، الزوجة الثالثة للمرشح الجمهوري الأوفر حظاً بالفوز رودي جولياني، رئيس بلدية نيويورك السابق، التي تصفها بعض المقالات بأنها وصولية وتشبه الرجال وسيئة جداً في التعامل مع أولاد زوجها. وإما بالثناء، كما هي الحال مع اليزابيث ادواردز، زوجة المرشح الديموقراطي جون ادواردز، المصابة بسرطان غير قابل للشفاء وتستقطب مناصرين متأثرين. حتى أنها باتت أكثر شعبية من زوجها. لكنها استقطبت الاهتمام أيضاً بعد توجيهها سلسلة انتقادات الى هيلاري كلينتون، الأوفر حظاً بالفوز بترشيح الحزب الديموقراطي، بحسب استطلاعات الرأي. فقد أكدت اليزابيث ادواردز ان زوجها يدافع عن قضايا النساء في شكل افضل من هيلاري، وأنها"أكثر فرحاً"من السناتورة كلينتون. اما ميشال اوباما، زوجة المرشح الديموقراطي الكاريزماتي باراك اوباما، فأثارت جدلاً واسعاً في الأيام الأخيرة بقولها إن"من لا يعرف كيف يدير منزله الخاص، لا يمكنه ان يدير البيت الأبيض". وفسرت الملاحظة على الفور على انها تستهدف هيلاري كلينتون التي عانت في السابق من مشكلات مع زوجها, الأمر الذي نفاه الزوجان اوباما. وجميع زوجات المرشحين لديهن حياة مهنية, باستثناء آن رومني زوجة الحاكم السابق لولاية مساشوستس المورموني ميت رومني, وهو احد المرشحين الجمهوريين البارزين. وهي تهتم بمنزلها وبأبنائها الخمسة وأحفادها العشرة وتنشر على الموقع الخاص بالحملة الانتخابية وصفات الأطباق المفضلة لدى زوجها. اليزابيث ادواردز هي محامية سابقة. ميشال اوباما تحمل شهادتين من جامعتي برينستون وهارفرد وهي نائبة رئيس المركز الطبي في جامعة شيكاغو. جيري تومبسون، زوجة الجمهوري والسناتور السابق فريد تومبسون، الذي سيعلن ترشيحه قريباً، محترفة في السياسة وتعمل منذ زمن طويل في الأوساط الجمهورية في واشنطن. والمرشحون الجمهوريون الذين يكونون تقليدياً في الولاياتالمتحدة متمسكين بالقيم العائلية، كلهم مطلقون ومتزوجون من نساء أصغر منهم سناً. فجيري تومبسون أصغر من زوجها ب24 سنة. سيندي ماكين التي كشفت أخيراً انها كانت مدمنة على تناول الأدوية المهدئة، أصغر من زوجها سناتور اريزونا الجمهوري جون ماكين ب18 سنة. أما اليزابيث, زوجة المرشح الديموقراطي دينيس كوسينيتش 60 سنة، سناتور اوهايو، فهي أول زوجة مرشح استحدثت ثقباً في لسانها. وهي صهباء يبلغ طولها 1.80 متر, وولدت في بريطانيا. وعملت في مجال التنمية في أفريقيا. كما انها اصغر الزوجات اذ يبلغ عمرها 29 سنة. كارهو هيلاري في غضون ذلك، تستعد مجموعة تطلق على نفسها اسم"كارهو هيلاري"لاستخدام شبكة الانترنت لشن"حرب كلامية"على هيلاري كلينتون في حال رشحها حزبها للانتخابات. وأفادت صحيفة"شيكاغو تريبيون"بأن جيشاً من"كارهي هيلاري"يجمع الأخبار والإشاعات القديمة لإعادة نشرها على مواقع الانترنت والمدونات. ولفتت الصحيفة إلى أنه من بين هذه المجموعة رجل الأعمال من ولاية تكساس، مسقط رأس الرئيس الأميركي الحالي جورج بوش، ريتشارد كولينز الذي أعلن نياته الصريحة القضاء على أي طموح رئاسي للسيدة الأميركية الأولى السابقة. وانشأ كولينز في معرض الهجوم على كلينتون موقعاً اطلق عليه"أوقفوها الآن"ستوبهرناو. كوم، يعرض حلقات رسوم متحركة سماها"ذي هيلاري شو"، يظهر كلينتون على أنها محاورة إعلامية قاسية ودنيئة. وردت كلينتون بالقول إنها تعرف تماماً إن الهجمات آتية وإنها جاهزة لردها.