أكدت مصادر في الخارجية الفرنسية ل "الحياة" ان فرنسا مستمرة في مبادرتها لتقريب وجهات النظر وإعادة الحوار في لبنان. وقالت ان مبعوث وزير الخارجية جان كلود كوسران لم يعد يائساً من زيارته الاستكشافية الى لبنان لأنه لاحظ ان التركيز الاساسي حالياً هو على موعد انتخاب الرئيس اللبناني كموعد أساسي ليس فقط للانتخاب نفسه بل للمستقبل وتطوراته وللسلم الأهلي. وأشارت الى أن كوسران نصح وزيره بتأجيل زيارته إلى بيروت من 10 الى 15 يوماً. وقالت المصادر إن كوسران سيجري اتصالات بالمسؤولين السعوديين والمصريين والجامعة العربية. ورأت باريس ان الظروف الراهنة في لبنان تعكس مواقف لبنانية متباعدة جداً حول موضوع الرئاسة وهي تصف الوضع باعتباره بداية حملة رئاسية من أطراف، على خلاف حاد وعميق. وترى المصادر ان من الضروري في مثل هذه المرحلة أن تستمر المبادرة الفرنسية التي بدأها كوشنير في سان كلو لتقريب وجهات النظر ومحاولة التوصل الى اتفاق على رئيس للجمهورية. ورفضت المصادر القول إن مهمة كوسران مهمة مستحيلة، وقالت إنه حاول البحث في كيفية تقريب وجهات النظر في شأن موضوع الرئاسة وإقناع اللبنانيين بضرورة إيجاد الحلول لمشاكلهم بأنفسهم. ومن هنا تكرار كوسران خلال زيارته جميع المسؤولين التأكيد بأن هناك دستوراً وموعد انتخاب ينبغي احترامهما. وأشارت المصادر الى أن هناك أفكاراً لدى اللبنانيين حول التوصل الى وفاق بالنسبة الى الرئاسة لكنها متعددة ومتنوعة ومتباعدة. وترفض باريس الخوض في قضية اختيار المرشحين، لكنها ترى أن هناك شخصيات ذات كفاءة في لبنان قادرة على تولي الرئاسة، وأن القول إن مرشح التوافق سيكون مرشحاً سيئاً وضعيفاً ليس بالضرورة الاحتمال الوارد، إذ يحق للبنان أن يكون له رئيس جيد وقادر. وتقول المصادر الفرنسية إن كوسران مقتنع بإمكان التوصل الى نتيجة في شأن التوافق وتقريب المواقف، وإن فرنسا ستبقى الى جانب اللبنانيين للتحاور معهم بلغة الواقعية والمصالحة من أجل ترتيبات تؤدي الى انتخاب رئيس يرضي الجميع. في بيروت تواصلت أمس الاتصالات من القادة والسياسيين من كل الاتجاهات بالسفير السعودي لدى لبنان الدكتور عبدالعزيز خوجة، وسفير دولة الإمارات محمد سلطان سيف السويدي، تضامناً معهما إزاء بعض الإشارات عن إمكان تعرضهما ومقري بعثتيهما لعمل إرهابي. واتصل بالسفير خوجة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ورئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، فيما استنكر الرئيس عمر كرامي التهديدات معلناً تقديره لخوجة ودوره المخلص. كما اتصلت وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض ووزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ ونقيب الصحافة محمد البعلبكي والنواب والقوى السياسية. وعلى صعيد الأزمة السياسية اللبنانية واقتراب استحقاق الرئاسة، سجّل موقف مصري أمس إثر اتصال أجراه رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة بوزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط. إذ نقل الناطق باسم الأخير عنه تأكيده ان"حكومة الوحدة الوطنية في لبنان ستساهم من دون شك في تسوية الازمة إذا كانت مصحوبة بتفاهمات محددة حول الخيارات الرئيسة وكيفية إدارة البلاد...". وأشار الناطق باسم أبو الغيط الى انه أكد في حديثه مع السنيورة حرص مصر على"التوافق بين اللبنانيين في الاستحقاقات السياسية، في إطار احترام الدستور وعقد الانتخابات الرئاسية في موعدها وفي حضور كل القوى السياسية تفادياً لمزيد من الانقسامات". وفيما تزايدت التصريحات المحذرة من الفوضى في حال الفراغ الرئاسي، من رموز في الأكثرية وفي المعارضة أمس، كان لرئيس كتلة"الوفاء للمقاومة"حزب الله النيابية محمد رعد موقف لافت في معرض هجومه على حكومة السنيورة والأكثرية، إذ قال:"ما زلنا نمارس صبراً غير مسبوق وننتظر موقفاً من جهة لن نسميها الآن لكن موقف هذه الجهة هو الذي يحسم الأمور في اتجاه العودة الى استقرار الوضع وتوحيد المؤسسات والتوافق على رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية أو الذهاب الى التقسيم، وهذه الجهة مطلوب منها أن تحسم الموقف وتدلي بتوجيهاتها لمن يحتمون بعباءتها". وفي اسرائيل، حذر وزير الدفاع ايهود باراك أمس، من أن"حزب الله"يعيد تسلحه في مناطق خارجة عن سيطرة القوات الدولية في جنوبلبنان يونيفيل، بعد حرب تموز يوليو العام الماضي. وافادت وكالة"فرانس برس"ان أحد مساعدي باراك نقل عنه قوله أمام لجنة الدفاع والشؤون الخارجية في الكنيست البرلمان في جلسة مغلقة، إن"حزب الله يواصل إعادة التسلح، ويمتلك الآن عدداً أكبر من الصواريخ المتوسطة والطويلة المدى من تلك التي كانت في حوزته قبل حرب تموز، وحصل على عدد كبير من الصواريخ المضادة للدبابات، من النوع الذي ثبت انه مدمر للدبابات خلال الحرب". وقال نائب اسرائيلي حضر الجلسة للصحافيين ان"ترسانة حزب الله الجديدة موجودة شمال الليطاني وجنوب نهر الزهراني".