سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اللجنة الرباعية ترفع غداً تقريرها الى بكركي مؤكدة الاحتكام إلى المؤسسات لا الشارع . لبنان : حوار بري - الحريري ينتظر لائحة صفير "الرئاسية" وكوسران يتوافق مع المسؤولين السوريين على "خمس نقاط"
قالت مصادر سياسية لبنانية مطلعة على أجواء التعثر الذي انتهت إليه أعمال اللجنة الرباعية التي شكلت من ممثلين عن الأطراف المارونية في الأكثرية والمعارضة برعاية البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير للبحث عن توافق يسهّل انتخاب رئيس جمهورية جديد للبنان في موعده الدستوري، ان البطريركية المارونية ستتجاوز الاختلاف الذي برز لجهة إعداد لائحة بأسماء المرشحين لاختيار واحد منهم لرئاسة الجمهورية على ان يعود توقيت إنجاز هذه المهمة الى البطريرك صفير. وفي هذه الأثناء توافق مبعوث وزير الخارجية الفرنسي جان كلود كوسران مع المسؤولين السوريين على مجموعة من النقاط في شأن الرئاسة اللبنانية، كما أفادت مصادر سورية. راجع ص7 ولفتت المصادر عينها الى ان الاجتماع الأخير للجنة الرباعية الذي يعقد غداً الثلثاء في حضور المطرانين سمير مظلوم وشكر الله حرب سيخصص للاطلاع على مشروع التقرير الذي أعده المطران مظلوم في شأن مداولات اللجنة، تمهيداً لرفعه الى صفير لاتخاذ الموقف المناسب، في ضوء إخفاق اللجنة في المهمة الموكلة إليها، باستثناء توافق جميع الأعضاء فيها على عدم الاحتكام الى الشارع وضرورة احترام المؤسسات الدستورية لحسم الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري. وأوضحت المصادر ل"الحياة"ان اجتماع اللجنة غداً، وهو الأخير، سيبقى محصوراً في الاطلاع على مسودة التقرير في شأن أعمالها، على ان يترك لصفير تقويم ما ورد فيه تحضيراً للخطوة التالية التي سيتخذها والتي باتت معروفة وتتعلق بوضع لائحة بأسماء المرشحين. ونقلت المصادر عن صفير قوله أمام زواره أمس، انه لن يسمح بحصول فراغ في سدة الرئاسة الأولى أو انقسام في البلد من خلال الموافقة على انتخاب الرئيس بالنصف زائداً واحداً، لكن في المقابل سيكون له موقف يمليه عليه ضميره في الوقت المناسب. وفهمت المصادر من كلام صفير انه سيتريث في إعداد لائحة بأسماء المرشحين الى حين جلاء الموقف النهائي على جبهة الاتصالات العربية - الدولية مع زيارة الموفد الفرنسي جان كلود كوسران دمشق أمس حيث التقى نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم، على ان يرفع تقريراً بنتائج زيارته الى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يستعد لعقد قمة في الأسبوع المقبل مع نظيره الأميركي جورج بوش، وعلى رأس جدول أعمالها الموقف الأميركي - الفرنسي من انتخاب رئيس جديد للبنان في موعده الدستوري. ولفتت المصادر الى ان الموقف الأميركي - الفرنسي من رئاسة الجمهورية يتوقف على مدى نجاح كوسران في الحصول على ضمانات من دمشق بتقديم تسهيلات لتمرير الاستحقاق الرئاسي ومنع حصول فراغ في لبنان، مؤكدة ان موقفهما سيُبنى على ما سيتوصل إليه الموفد الفرنسي مع كبار المسؤولين السوريين. وبالنسبة الى زيارة وزير الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان لدمشق، كشفت المصادر ان الاستحقاق الرئاسي كان مدار بحث في الاتصال الذي أجراه اخيراً رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بالرئيس المصري حسني مبارك. ولم تستبعد ان يقوم السنيورة في أي لحظة بزيارة خاطفة للقاهرة للقاء مبارك استكمالاً لما دار بينهما في الاتصال الهاتفي، خصوصاً ان زيارة سليمان دمشق مقررة لكن لا موعد نهائياً لها، على رغم ما تردد عن انها ستتم الثلثاء. ورأت المصادر ان موعد زيارة سليمان دمشق يتوقف على مدى إنضاج الظروف المواتية لإنجاحها على خلفية التأكد من حصول تبدل في الموقف السوري في اتجاه المساعدة على انتخاب الرئيس في موعده الدستوري. وأوضحت المصادر ان صفير مستعد لوضع لائحة بأسماء المرشحين في المدى المنظور إلا أنه يفضّل الانتظار، ليس لجلاء الاتصالات الناشطة عربياً ودولياً فحسب، وإنما للتشاور تحضيراً للخطوة التي سيقوم بها، لا سيما مع الفاتيكان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري، إضافة الى انه لم يعدل حتى الساعة عن رغبته في الدعوة الى اجتماع مسيحي موسع يعقد في بكركي، او الاستعاضة عنه بمشاورات مكثفة إذا ما استشعر صعوبة في عقد مثل هذا الاجتماع. كما ان صفير - بحسب هذه المصادر - لا يزال يراهن على التواصل القائم بين بري والحريري عله يتوصل الى نتائج ملموسة في شأن التوافق على اسم الرئيس قبل موعد عقد الجلسة النيابية في 12 تشرين الثاني نوفمبر المقبل لانتخاب الرئيس، علماً أنهما يراهنان في المقابل على مبادرة بكركي في وضع لائحة بأسماء المرشحين من شأنها ان توفر لهما الغطاء السياسي، خصوصاً الماروني، الذي يؤمّن استمرار الحوار وصولاً الى التوافق على الرئيس. وفي هذا السياق، قالت أوساط متابعة لحوار بري - الحريري ل"الحياة"أنهما يتطلعان الى توفير الغطاء المسيحي لدورهما، بغية قطع الطريق على محاولات تصويرهما وكأنهما يرغبان في إبعاد المسيحيين عن لعب دور فاعل الى جانب الأطراف الإسلامية الأخرى في تقرير مصير الرئاسة الأولى، بالتالي التحريض عليهما بذريعة ان المسلمين يتفردون في اختيار الرئيس. وتابعت الأوساط نفسها ان بري والحريري معنيان بالاستحقاق الرئاسي أسوة بالآخرين، وأنهما ينتظران من صفير موقفاً سيساعد في إنجازه في موعده الدستوري، لكنهما لن يقفا مكتوفي الأيدي إذا أحسا بأن البلاد تسير بخطوات سريعة في اتجاه الفوضى، مؤكدة انهما على ثقة تامة بأن صفير سيقول كلمته ولن يتردد في توفير غطاء سياسي يفتح الباب على مصراعيه لجهة التفاتهما الى قيادات الأكثرية والمعارضة لبلورة مشروع تفاهم سياسي يتجاوز حتماً الرئيس الى مرحلة ما بعد انتخابه، هذا إذا أبدت سورية التجاوب المطلوب لتسهيل عملية التوافق. كوسران في دمشق وفي دمشق، قالت مصادر سورية مطلعة ل"الحياة"ان محادثات كوسران مع المسؤولين السوريين أمس أظهرت وجود خمس نقاط"توافقية"بين الطرفين تتضمن انتخاب رئيس توافقي للبنان وعدم وجود اسم مرشح للرئاسة لكل من دمشقوباريس وبقاءهما على مسافة واحدة من الجميع وإجراء الانتخابات في موعدها ووفق الأصول الدستورية، ما يعني"معارضة"إجراء الانتخابات بغالبية النصف زائداً واحداً، في حين ينتظر ان يكون الوضع اللبناني محور محادثات يجريها وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي في دمشق اليوم. وأشارت المصادر الى ان أحد المسؤولين السوريين سأل كوسران ما إذا كانت بقية الأطراف الدولية والإقليمية، وبينها الولاياتالمتحدة تريد رئيساً توافقياً قادراً على العمل مع جميع القوى في لبنان، قبل ان يطلب"أدلة"على تدخل دمشق في شؤون لبنان. ولاحظت المصادر"فرقاً"في موقفي باريس وواشنطن. وكان كوسران التقى أمس نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم. وأعلنت مصادر رسمية ان الشرع بحث مع كوسران في"العلاقات الثنائية والمستجدات في المنطقة بما فيها الوضع في لبنان"وان الشرع أكد خلال اللقاء الذي حضره معاونه اللواء محمد ناصيف والسفير الفرنسي في دمشق ميشيل دوكلو"حرص سورية على استقرار لبنان وسلامته واستتباب الأوضاع الأمنية فيه، مشدداً على توافق اللبنانيين من دون تدخل خارجي من اجل انتخاب رئيس للجمهورية يكون لجميع اللبنانيين". وكانت هذه المسائل محل بحث مع المعلم في حضور نائبه فيصل المقداد ومدير إدارة أوروبا عبد الفتاح عمورة ودوكلو. وقالت المصادر الرسمية ان الوزير السوري"أكد الحرص على إجراء الانتخابات الرئاسية اللبنانية في موعدها ووفقاً للأصول الدستورية ودعمها كل المبادرات الجارية لتحقيق هذا الهدف"، قبل ان تنقل عن كوسران قوله ان باريس"تسعى الى العمل مع سورية من اجل المساهمة في إيجاد حلول سياسية للمسائل القائمة في المنطقة بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار فيها". وزادت المصادر:"كانت وجهات نظر الجانبين متفقة إزاء ضرورة ان يكون الحل لبنانياً وان يتوصل اللبنانيون الى اتفاق في ما بينهم حول رئيس توافقي يسهم في جعل الاستحقاق الرئاسي فرصة لتوحيد اللبنانيين وبما يحقق الأمن والاستقرار في لبنان". ولم يرد كوسران على أسئلة الصحافيين. لكن المعلم قال رداً على سؤال:"ليس لدى سورية أو فرنسا أي اسم لمرشح لبناني معين للرئاسة وان كلا الجانبين يريد إجراء الانتخابات في موعدها". وأوضحت مصادر شاركت في المحادثات ل"الحياة"ان"الطرفين متفقان على الهدف وهو انتخاب رئيس توافقي وإجراء الانتخابات في موعدها ووفقاً للأصول الدستورية وان يكون الرئيس مقبولاً من الجميع، مع ملاحظة ان الجانبين السوري والفرنسي على مسافة واحدة من الجميع". وأشارت المصادر الى وجود"آراء مختلفة"او"لا تطابق"في شأن كيفية الوصول الى"هذا الهدف، أي رئيس توافقي"، مشيرة الى ان المعلم أعرب عن الأمل بأن تكون"انتخابات الرئيس فرصة لتوحيد اللبنانيين"وانه شدد على"حرص دمشق على استقرار لبنان وأمنه". وفهم من المحادثات والمواقف ان باريسودمشق تعارضان انتخاب رئيس بغالبية النصف زائداً واحداً. وتطرقت المحادثات ايضاً الى موضوع التدخل الخارجي في الشؤون اللبنانية وكانت"الآراء مختلفة"بين الجانبين. إذ مقابل تأكيد كوسران"عدم التدخل في الشؤون الداخلية"للبنان، فإن الجانب السوري شدد على انه لا يتدخل في شؤون لبنان وان"الآخرين يتدخلون في شكل واضح"مشيراً الى السفير الأميركي في بيروت جيفري فيلتمان. ولدى إشارة كوسران الى أهمية دعم المبادرة الأوروبية، شدد المسؤولون السوريون على"دعم المبادرة الفرنسية والأوروبية وأي مبادرة لانتخاب رئيس وفق الأصول الدستورية". وتبلغت دمشق ان الوزراء الأوروبيين"ربما"يزورون بيروت قبل الانتخابات الرئاسية. وإذ قالت المصادر ان المحادثات تناولت"المبادئ العامة"لحل الأزمة اللبنانية و"بعض التفاصيل"، أشارت الى ان"تفاصيل التفاصيل"ستبحث في لقاء المعلم وكوشنير في اسطنبول بداية الشهر المقبل. ولفتت المصادر الى ان الوزيرين سيبحثان أيضاً في"قضايا الشرق الأوسط الأخرى"وان كان كوسران"لامس"بعضها إلى مأدبة الغداء من دون ان يكون مكلفاً ببحث أي مسألة غير الأزمة اللبنانية.