اندلعت اشتباكات بين القوات الأميركية والبريطانية وميليشيا "جيش المهدي" في بغدادوالبصرة، استخدمت خلالها الطائرات الحربية، وأسفرت عن مقتل واصابة العشرات، بعد يوم من ظهور الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وإلقائه خطبة في مسجد الكوفة الجمعة مطالباً ب"خروج قوات الاحتلال"الاميركي. ولم تمض ساعات قليلة على دعوة التهدئة التي وجهها الصدر إلى أنصاره في البصرة، إثر مقتل قائد"جيش المهدي"في المدينة وسام عبدالقادر، على يد قوة مشتركة عراقية - بريطانية أول من أمس، حتى تفجر الوضع هناك ما ادى الى مقتل وجرح أكثر من 27 عنصراً من"جيش المهدي"في اشتباكات مع الجيش البريطاني، فيما تعرضت قاعدة بريطانية في المدينة للقصف ليل الجمعة السبت انتقاماً لمقتل عبدالقادر. وتزامن ذلك مع شن القوات الأميركية غارة جوية على مدينة الصدر قتل فيها 5 أشخاص وأصيب 8 بعد عملية دهم وتفتيش اعتقل خلالها شخص تتهمه القوات الأميركية ب"الارتباط بخلية سرية تهرب الاسلحة والمتفجرات الخارقة للدروع من ايران". وهاجم عناصر من"جيش المهدي"بالأسلحة الرشاشة والصاروخية أمس"مركز التنسيق المشترك"في الحكيمية في وسط البصرة دائرة الاستخبارات سابقا واندلعت اثره مواجهات عنيفة بين الطرفين. وكانت القوات البريطانية أعلنت ان احدى قواعدها في البصرة تعرضت لهجوم عنيف ليل الجمعة - السبت لمدة 3 ساعات من جانب"جيش المهدي"انتقاماً لمقتل عبدالقادر، تخلله قصف بقذائف الهاون والآر بي جي بالاضافة الى اطلاق نار من اسلحة خفيفة، أصيب خلالها 3 جنود بجروح. وأضاف الجيش البريطاني انه"شن غارة جوية عقب الهجوم على موقع للميليشيات فجر أمس"من دون اشارة الى حجم الاصابات. لكن مدير مكتب الشهيد الصدر في البصرة عدنان السيلاوي أكد ان"8 اشخاص قتلوا على الاقل واصيب 22 بجروح عندما قصفت مقاتلات بريطانية مجموعة من المصلين كانوا خارج مسجد"فجر أمس. وأضاف ان"مقتدى الصدر أمر بالتهدئة وعدم اللجوء إلى العنف"، مضيفاً أن"جيش المهدي قادر على اختيار قادة جدد سيتولون مسؤولية القيادة في البصرة بعد مقتل كل من ابو قادر الوائلي وسلام خريبط واسعد فاخر"، الذين توعد بالانتقام من قتلتهم. وحملت حشود غاضبة النعوش الثمانية في جنازة مرت في شوارع البصرة. واتهم ابو زهرة، وهو من سكان البصرة، طائرة بريطانية باطلاق صواريخ على حي التميمية المزدحم. وشاهد مراسل"رويترز"حفرة كبيرة وسط احد الشوارع في حين لحقت اضرار بمسجد على مسافة قريبة. وتزامن ذلك مع شن القوات الأميركية غارة جوية على مدينة الصدر قتل فيها 5 أشخاص وأصيب 8 بعد عملية دهم وتفتيش اعتقل خلالها شخص تتهمه القوات الأميركية ب"الارتباط بخلية سرية تهرب الاسلحة والمتفجرات الخارقة للدروع من ايران وكذلك ارسال متمردين لتلقي التدريبات هناك"كما ذكر بيان عسكري أميركي، مضيفاً انه"يشتبه بأن المعتقل يعمل وكيلاً لضابط في الحرس الثوري الايراني". واوضح البيان"بعد اعتقال الشخص المشتبه به، قامت حوالي تسع مركبات وصلت الى المنطقة على ما يبدو بمحاولة لغلق الطريق امام القوة المداهمة وايقاعها في مكمن الامر الذي اضطرها الى استدعاء اسناد جوي ما ادى الى مقتل خمسة مسلحين مشتبه بهم". واكد مصدر امني عراقي ان طائرات اميركية قصفت سيارات كانت ضمن طابور يصطف امام محطة وقود في المدينة التي تعاني من ازمة حادة ما اسفر عن اضرار في عدد من المنازل وتدمير 11 سيارة، وأصاب أحد الصواريخ حائطاً في مبنى المستشفى وغاص أمتارا عدة في الارض من دون أن ينفجر. واعلن مصدر طبي مقتل ثلاثة اشخاص واصابة ثمانية. ففي حي البياع جنوب غربي بغداد قتل 6 عراقيين وأصيب 34 بهجوم منسق بثلاث قذائف هاون أعقبه انفجار سيارة مفخخة استهدف سوقا شعبية مكتظة وحيا صناعيا في المنطقة. من جهة اخرى، قال مصدر امني ان"مسلحين مجهولين اغتالوا أمس العقيد في شرطة حي البياع حامد عبد الله". وفي تكريت 180 كلم شمال بغداد اعلن مصدر"مقتل الرائد خالد مكي من شرطة محافظة صلاح الدين عندما هاجم مسلحون سيارته على الطريق الرئيسي شرق"المدينة. وفي كركوك 255 كلم شمال بغداد، اكدت الشرطة مقتل احد عناصرها في هجوم مسلح في احد قرى قضاء الحويجة 50 كم غرب كركوك. الى ذلك، اشار العقيد فراس عبدالله مدير شرطة ناحية الرشاد 200 كم شمال بغداد الى"العثور على اربع جثث قتل اصحابها بالرصاص، إحداها لطفل يبلغ ستة اعوام". من جهة أخرى، اعلن الجيش الاميركي السبت مقتل ثلاثة من جنوده في هجمات متفرقة الجمعة في العراق. وجاء في بيان الجيش ان"جنديا قتل ليل الجمعة السبت بانفجار عبوة ناسفة زرعت على جانب الطريق في محافظة ديالى"شمال شرقي بغداد. كما قتل جندي آخر بنيران اسلحة خفيفة اثناء مواجهات في بغداد. وقتل جندي من"المارينز"في حادث لا علاقة له بالعمليات العسكرية في محافظة الانبار. وقتل 93 جنديا اميركيا على الاقل منذ بداية ايار مايو ما يجعل الشهر الجاري واحداً من اكثر الشهور دموية على القوات الاميركية. وبذلك يرتفع الى 3445 على الاقل عدد الجنود والموظفين الاميركيين الذين قتلوا في العراق منذ اذار مارس 2003.