لا تزال المواقف على حالها بين الأكثرية في لبنان والمعارضة من موضوع الاستحقاق الرئاسي والمسائل السياسية الخلافية الاخرى. وكرر امس, رئيس"كتلة الوفاء للمقاومة"النيابية حزب الله محمد رعد"ان الحل للازمة الداخلية واضح والطريق لتحقيق الاستقرار في البلاد واضحة, وهو الشراكة الوطنية والرئيس التوافقي لرئاسة الجمهورية وما عدا ذلك هو ذهاب بالبلد الى المجهول ومغامرة خطرة تضع البلد على كف عفريت". ورأى رعد في احتفال جنوبي ان"المشروع العدواني فشل عسكرياً، وما يجري الآن هو محاولة تعويمه سياسياً, وان الخلاف على الحكومة هو في هذا السياق والخوف على رئاسة الجمهورية لأنهم يريدون تفرداً واستئثاراً على مستوى الحكومة حتى يكملوا في السياسة ما فشلوا في تحقيقه في الحرب ويريدون الاستفراد في انتخاب رئيس للجمهورية ليعترف احلافهم الدوليون بشرعية هذا الانتخاب وليأخذوا لبنان الى حيث يريد الاميركيون والإسرائيليون ويرفضون التسوية ويعتبرون الشراكة انتحاراً". ولفت الى ان"التفرد هو نحر للبلاد وتضييع لمصالحها". وقال:"نحن لا نريد ان نلغي أحداً انما نريد ان نحقق شراكة حقيقية وفق الالتزامات التي أودعتها تسوية الطائف قبل عشر سنوات، اما الذي يرفض التسوية ويرفض الشراكة انما هو الذي يخوض انقلاباً على تسوية الطائف لمصلحة من؟ لمصلحة الاميركيين الذين وحتى اليوم لم يلتزموا بموقف نهائي لهم, فهم ساعة مع تعديل الدستور وساعة ضد التعديل وساعة مع رئيس ينتخب بنصاب الثلثين وساعة يسكتون والسبب ان الاميركي هو في مأزق فهو يخسر في العراق وفي افغانستان ولا يعرف ماذا يفعل في فلسطين والآن في لبنان لا يدري بأي اتجاه تسلك الأمور أو كيف يريدها ان تسلك". ورحبت"الكتلة الشعبية لنواب قضاء زحلة"، في بيان بعد اجتماعها برئاسة النائب إيلي سكاف، بأي حوار وطني"يهدف الى تقريب وجهات النظر بين اللبنانيين ويؤدي الى حل متواز أساسه الاتفاق على اسم الرئيس العتيد للجمهورية، بحيث يسبق انتخابه تشكيل حكومة إنقاذ وطني تلفها ضمانات متبادلة". ونبهت الكتلة من"مراهنة فريق السلطة على تقطيع الوقت لاستجرار الضغط الدولي في ربع الساعة الاخير لفرض حل فئوي، لأنها مراهنة خاطئة". وطالبت الكتلة بإدراج قضية تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه في"إطار ملفات عمل لجنة التحقيق الدولية إن لم يصر الى تأليف لجنة خاصة بها وحدها، وأن يتولى لبنان رفع شكوى أمام المحافل الدولية المختصة". وكان رئيس الحكومة السابق سليم الحص اصدر بياناً باسم"منبر الوحدة الوطنية"القوة الثالثة, أعرب فيه عن خشية الناس من"ان الاستحقاق الرئاسي لن يمر بسلام، اي بانتخاب رئيس في موعده توافقياً، ما لم تقترن عملية الانتخاب برضا الدولتين الشقيقتين سورية والسعودية". وأمل"في اختيار رئيس توافقي، وليس من آلية جاهزة للتوصل الى توافق على هوية الرئيس المقبل. فإن وجدت حكومة الوحدة الوطنية, فإننا نأمل في ان يتم التوافق على هوية الرئيس المقبل عبرها". ورأى ان"في حال لم تتم عملية الانتخاب الرئاسي في موعدها، وهو احتمال ضئيل, ربما كان هناك قوى خارجية معادية لا مصلحة لها في ذلك. في تلك الحال تتسلم صلاحيات رئاسة الجمهورية وسلطاته حكومة الوحدة الوطنية ريثما يتم التوافق حول رئيس مقبل". وأمل عضو كتلة"المستقبل"النيابية عاطف مجدلاني, في حديث الى إذاعة"صوت لبنان","ان تنجح الجهود الفرنسية بتهدئة الأجواء, في سبيل الوصول الى طاولة حوار تكون كما طالبت فيها قوى 14 آذار, للتلاقي لحل الازمة اللبنانية بكل مندرجاتها وبسلة متكاملة". وأسف لاستعمال"حزب الله"وحلفائه لغة التهديد والوعيد". وقال:"اذا لم يوافق الحزب وحلفاؤه على طاولة حوار، هذا يعني انهم ينوون اخذ لبنان الى الفوضى, في محاولة للسيطرة عليه عبر تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية". وحمل النائب مصباح الاحدب، في حديث الى"تلفزيون لبنان"بشدة على رئيس"تكتل التغيير والاصلاح"النيابي ميشال عون، وقال:"احترنا مع العماد عون من يدير من، هل قريطم تدير المسيحيين كما كان يقول عشية الانتخابات، أم جعجع وجنبلاط يديران قريطم". وشدد على انه ب"كلامه الاستفزازي لا يكون أبداً مرشحاً توافقياً". وأعلن عضو كتلة"القوات اللبنانية"النيابية جورج عدوان في حديث الى"المؤسسة اللبنانية للإرسال"ان"القوات لغاية اليوم لم تسمح لنفسها ولا لمرة واحدة ان تتهم النائب ميشال عون بأي اتهام". وأمل من العماد عون"أن يبقي الخلاف في منحاه السياسي من دون الذهاب الى اتهام وآخر مضاد، لأن هذا الامر لا يخدم لبنان ولا المسيحيين فيه"، لافتاً الى ان معركة انتخابات الرئاسة"ستكون من أجل استقلال لبنان او عدمه". وأكد ان الانتخابات"ستجري في موعدها وأن لبنان سيشهد لبننة القرار والجرأة باتخاذه لجعله وطناً وليس ورقة بيد الآخرين". وشددت"حركة اليسار الديموقراطي"على ان"الخيار الوحيد اليوم اتمام الاستحقاق الرئاسي بحضور الجميع ان شاؤوا وهو ابسط واجبهم النيابي والا فواجب الأكثرية النيابية إتمام الاستحقاق لان الفراغ هو الاخطر وطنياً". واعتبر المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله, في خطبة الجمعة"أن الولاياتالمتحدة الأميركية لا تزال تضغط على قرارات لبنان الحالية والمستقبلية, حتى أنها تتدخل في تحديد شخصية الرئيس, لتفرض على اللبنانيين بعض الشروط السلبية في عملية اختياره بما يتفق مع مصالحها في الاستحقاق الرئاسي". ورأى"أن الانتماء المسيحي الماروني للرئيس لا يعني ألا يكون للبنانيين الآخرين دور في تحديد شخصيته، في الوقت الذي سيخضعون لقيادته". ودعا الى ان"ينطلق اللبنانيون إلى نظام المواطنة, فهو الذي يؤنسن النظام، ويؤنسن السياسة كلها". وشددت"الرابطة المارونية"على لسان رئيسها جوزف طربيه بعد لقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري على ان"تكون هناك مشاركة فعلية من كل الفعاليات السياسية للوصول الى هذا الاستحقاق الرئاسي الى موعد وانجازه بشكل سليم". واعتبر طربيه أن"الحوار الحاصل نوع من تحسين الشروط نأمل ان يكون في سبيل الوصول الى الاستحقاق وليس غايته تعطيل الاستحقاق".