الفستق الحلبي معروف منذ أكثر من 4000 سنة، وموطنه الأصلي سورية، وبالتحديد منطقة عين التينة، التي ما زالت حتى الآن تحوي على أشجار مسنّة يقدر عمرها بحوالى 1800 سنة. واسم الفستق الحلبي جاء نسبة الى مدينة حلب التي اشتهرت بزراعته على نطاق واسع. الشعراء العرب تغنوا بالفستق، والأطباء تحدثوا عنه وعن منافعه الصحية، وفي هذا الإطار وصف ابن البيطار الفستق الحلبي بأنه ثمرة طيبة، تنقي الكبد، وتنفع من علل الصدر والرئة، والذي ينال البدن منه من الغذاء يسير جداً، وهو أشبه ما يكون مفرِّحاً مقوياً للقلب، ومن خاصته تطيب النكهة، ويمنع أبخرة الكبد التي ترقى الى أعلى، ويزيل المغص أكلاً. وقشره الخارج الرقيق اذا نقع في الماء وشرب قطع العطش والقيء وعَقَلَ البطن. ان الفستق الحلبي كغيره من المكسرات، غني بالطاقة، فمئة غرام منه تعطي 635 سعرة حرارية، وهي طاقة عالية تفوق تلك التي نجدها في الكمية نفسها من الفستق العبيد واللوز. من هنا على الذين يعانون من فرط في الوزن أن يحسبوا حسابهم لعدم المبالغة في أكله. والمشكلة في الفستق الحلبي أنه لا يقمع الشهية، وآكله يستطيع التهام كمية منه من دون أن يدري، فالبحث عن حبته عبر فتح القوقعة المشقوقة المحيطة به يترك نوعاً من الاسترخاء المشوب باللذة، الأمر الذي يدفع الى فتح المزيد والمزيد وبالتالي الى التهام عشرات الحبات من دون وعي، فتكون النتيجة شحن الجسم بطاقة تعادل التي نحصل عليها من وجبة غذاء كاملة مكملة، هذا ان لم يكن أكثر. والفستق الحلبي غني بالسعرات الحرارية لأنه يحتوي على كمية مرتفعة من الأدهان، وميزة هذه الأخيرة أنها تتألف من 70 في المئة من الأدهان غير المشبعة التي لها أهمية خاصة كونها تحمي من الأمراض القلبية الوعائية. وفي هذا الإطار كشفت دراسة أميركية حديثة ان الفستق الحلبي يخفض معدل الكوليسترول السيئ في الدم المتهم الأكبر في قضية تصلب الشرايين. وفي الفستق نسب مهمة من المواد البروتينية، وكمية متواضعة من النشا، وكمية جيدة من الألياف. أما المعادن فحدث ولا حرج، فالفستق الحلبي هو من أغنى المكسرات بها، خصوصاً في ما يتعلق بمعادن البوتاسيوم والفوسفور والكلس والحديد، ولهذا يعتبر من أهم الأغذية لتقوية الدم والأعصاب. ويستخرج من الفستق الحلبي زيت يقارب زيت الزيتون، ويستعمل في الغذاء، ويوصف لتسكين الآلام العصبية، ولكن عيبه أنه سريع الفساد وباهظ الثمن. أما قشور الفستق الغضة، فهناك من ينزعها ويجففها ويحفظها الى وقت الحاجة ليصنع منها مغلياً، يشبه مغلي الشاي، يستفاد منه لتهدئة التقيؤات. وفي المختصر، ان مئة غرام من الفستق الحلبي تزود الجسم ب635 سعرة حرارية و21 غراماً من البروتينات و54 غراماً من الدهنيات و19 غراماً من السكريات و970 ملغ من البوتاسيوم و560 ملغ من الفوسفور و130 ملغ من المغنيزيوم و131 ملغ من الكلس و7 ملغ من الحديد.