يعتبر الفستق الفول السوداني من أهم الأغذية التي تتحكم بها الشركات انتاجاً وتسويقاً وتصريفاً، نظراً الى ما يتمتع به من مزايا صحية. ومنشأ الفستق أميركا الجنوبية، وبالتحديد البيرو، إذ ان حبوباً متحجرة منه، عُثر عليها في خرائب هيكلية يعود تاريخها الى أكثر من ألف عام. وبعد غزو الاسبان مناطق أميركا الجنوبية، حملوا الفستق معهم الى بلادهم، ومنها وجدت طريقها الى البلدان الأوروبية ومن ثم أفريقيا وبقية بلدان العالم. ويروى ان اميركا الشمالية المتاخمة للجنوبية، لم يحصل لها شرف معرفة الفستق إلا في القرن الثامن عشر. لاقى الفستق استحسان الناس له منذ القديم، فكان الغذاء المفضل للكثيرين، خصوصاً لدى الطبقات الفقيرة، فهو طعام بخس الثمن، سهل التحضير وتؤكل حباته نيئة أو محمصة. ويقبل عليه الفتيان والفتيات بنهم شديد، وهو حاضر دوماً في مجالس التسلية والاسترخاء مقشوراً أو من دون قشر. يضع الناس الفستق في خانة المكسرات، إلا انه في الواقع ينتهي الى عائلة البقوليات، وأطلق عليه الانكليز اسم جوز الأرض لأنه ينمو تحت الأرض تماماً كالبطاطا. ينتمي الفستق الى الاغذية الغنية بالسعرات الحرارية. فمئة غرام منه تعطي حوالى 600 سعرة، وإذا باشر الشخص في أكله فإنه يتناول منه كمية كبيرة من دون وعي. ان ست حبات من الفستق تحتوي على 72 سعرة حرارية، أي ما يعادل الطاقة التي تعطيها بيضة واحدة، وفي مقدور الشخص أن يلتهم مئة حبة خلال دقائق قليلة، أي ما يساوي 600 سعرة حرارية، وإذا أضيف الى هذه الكمية ما هب ودب من المقبلات والمشروبات، كان الله في العون، لأن الطاقة الناتجة منها ستكون مرتفعة للغاية، وبما ان الشخص لا يحتاجها فإنها ستتكدس حتماً على شكل مخازن شحمية، ومن أجل هذا يوضع الفستق على قائمة الممنوعات للمصابين بالبدانة، أو للراغبين في إنزال أوزانهم. يعتبر الفستق حليفاً ممتازاً للقلب والشرايين، وذلك على عكس ما يعتقده البعض، فالاستهلاك المنتظم له يؤدي الى خفض مستوى الكوليسترول السيئ في الدم وبالتالي الى دفع شر خطر التعرض للأمراض القلبية الوعائية، أما السبب فيرجع الى غنى الفستق بالأدهان الجيدة غير المشبعة التي تسهم في حماية القلب، وحول هذا الأمر أجرى الدكتور بيني - كريس ايتيرون من جامعة بنسلفانيا الأميركية دراسة أظهرت ان اضافة الفستق الى النظام الغذائي تترك صورة ايجابية تتضمن الآتي: نقص مستوى الكوليسترول الكلي، نقص مستوى الكوليسترول السيئ، بقاء الكوليسترول الجيد على حاله، هبوط مستوى الشحوم الثلاثية التري غليسيريد. والى جانب منافع فستق العبيد القلبية - الوعائية، فهو غني بالعناصر المغذية التي قلما نجدها مجتمعة في غذاء واحد في آن معاً، ولهذا لا غرابة في أن نجده من بين المواد الغذائية الأكثر استهلاكاً في العالم. يحتوي الفستق على كمية عالية من المواد البروتينية المهمة لإنتاج الخلايا واصلاح التالف منها، اضافة الى نسبة مرتفعة من الأحماض الدهنية غير المشبعة المفيدة للصحة، ناهيكم عن حفنة من السكريات وكمية من الألياف، وطائفة واسعة من المعادن والفيتامينات من بينها الصوديوم والبوتاسيوم والمغنيزيوم والفوسفور والزنك والسيلينيوم والكلس والفيتامينات ب1، ب2، ب3، ب 6 وحامض الفوليك. أما في ما يتعلق بزبدة الفستق فهي لا تقل شأناً عن الفستق نفسه المصنوعة منه، إذ تحتوي على العناصر نفسها التي توجد في الحبيبات، أي البروتينات والأدهان والمعادن والفيتامينات والألياف. بقي أن ننوه بثلاثة تحذيرات حول الفستق: الأول هو انه يمكن ان يكون مصدراً للحساسية، خصوصاً عند الأطفال الصغار. والثاني موجه الى أولئك الذين يعانون من الحصيات في الكلية، إذ عليهم تحاشي الفستق لأنه غني بمادة الاوكزالات التي تشجع على تكوين الحصيات. أما التحذير الأخير، فهو ان الفستق قد يتلوث بالعفن غير المرئي الذي يولد سماً مسرطناً اسمه افلاتوكسين.