تعتبر الفليفلة غذاء شهياً من الطراز الرفيع وهي تؤكل لوحدها أو مخلوطة مع غيرها لإضفاء النكهة اليها وزيادة القابلية على التهامها. أما عن منشأ الفليفلة فيقال أنه أميركا اللاتينية ومنها أدخلت الى أوروبا والقارات الأخرى، واذا حاولنا الغوص في بحر الفليفلة نجد انها تتمتع بالمواصفات الآتية: ان الفليفلة فقيرة بالسعرات الحرارية فكل 100 غرام منها لا تعطي سوى 21 سعرة فقط وهي كمية ضئيلة جداً تعادل ما يوجد في حبتين من الفستق، من هنا يوصى بالفليفلة عند اتباع أي نظام غذائي للتخسيس خصوصاً لأولئك الذين يأكلون بشراهة ومن دون حساب. ان الفليفلة غنية بالفيتامين ث، فخمسون غراماً منها تزود الجسم ب75 في المئة من حاجته اليومية الموصى بها. ان عملية الطهو تدمر قسماً لا بأس به من هذا الفيتامين السريع العطب بالحرارة والضوء. تعتبر الفليفلة مصدراً جيداً للفيتامين بيتا - كاروتين الذي ينتمي الى مجموعة الفلافونيدات المهمة جداً للصحة كونها تسهم في دفع شر الأمراض القلبية الوعائية والسرطان. وتنسب مادة بيتا - كاروتين مع الفيتامين ث الى عائلة مضادات الأكسدة التي تشكل عقبة أمام الجذور الكيماوية الحرة التي تقف وراء الكثير من الأمراض التي تنال من أعضاء الجسم منفردة أو مجتمعة وعلى الأخص جهاز المناعة العين الساهرة لصد أي عدوان يحاول النيل من الانسان. الى جانب الفيتامين بيتا - كاروتين والفيتامين ث تحتوي الفليفلة على الفيتامين ب والفيتامين E. ان الفليفلة غنية بالألياف الغذائية المتنوعة، خصوصاً السيللوز والهيميسيللوز. توجد في الفليفلة رزمة مهمة من المعادن من بينها البوتاسيوم والمغنيزيوم والفوسفور والحديد والكلس والنحاس والزنك والمنغنيز. يشكل الماء 91 في المئة من الفليفلة الا ان هذه تحتوي على كميات ضئيلة جداً من السكريات والبروتينات والدهن. هذا عن الفليفلة بشكل عام، أما الفليفلة الحارة فهي تتمتع بمواصفات خاصة، لهذه الفليفلة التي تلدع الفم واللسان والتي تهيج أسفل الأبدان تساعد على ازالة الاحتقان من المجاري التنفسية، وفي درء شر البرد وفي التخفيف من وطأة العوارض الناجمة عنه، ولدى محاولة الباحثين معرفة السر وقعت أيديهم على مادة تبين انها هي التي تقف وراء ذلك، وقد أطلق عليها اسم كابسايسين، ومن باب التنويه فإن هذه الأخيرة هي المسؤولة عن الطعم الحار للفليفلة، اذ متى لامست هذه اللسان أدت حالاً الى انطلاق رسائل عصبية تصل الدماغ فيعطي هذا أوامره الى الغدد التي تفرش المجاري التنفسية والعينين فتنسكب الدموع ويسيل الأنف ويطري القشع بسهولة وهذا من شأنه أن يفتح المجاري الهوائية فيجري الهواء بحرية من دون صعوبة. والفليفلة الحارة لا تساعد على فتح المجاري التنفسية فقط بل تسهم في خفض مستوى كوليسترول الدم وعند اعطاء حيوانات المختبر مادة الكابسايسين الى جانب غذائها الفقير بالأدهان المشبعة سجل العلماء انخفاضاً في مستوى الكولسترول السيئ عندها. والى جانب هذا وذاك فالفليفلة الحارة تميع الدم اذ اكتشف البحاثة انها تحول دون تكوّن الخثرات الدموية من طريق رفع زمن تجلط الدم وهذا يعني بكل بساطة انها الفليفلة تلعب دوراً في الوقاية من الأزمات القلبية والدماغية. وفي الختام فإن بعض الباحثين ينصح بإعطاء الفليفلة الحارة للدواجن بدلاً من اعطائها المضادات الحيوية عندما تتعرض لأوبئة جرثومية قد تجد طريقها الى البشر، اذ ان استعمال هذه المضادات لا يخلو من عواقب وخيمة أهمها ظهور المقاومة الجرثومية التي باتت مشكلة المشكلات في السنوات الأخيرة، لقد استطاع العلماء أن يلاحظوا ان الفليفلة يمكنها أن تحل مكان المضادات الحيوية لأنها تسبب ارتكاساً التهابياً في الغشاء المبطن للأمعاء وهذا ما يمنع عبور الجراثيم عبر الجدار المعوي الى الدم وبالتالي الى بقية أنحاء الجسم، واذا اعتقد بعضهم ان الفليفلة الحارة قد تغير من طعم الدجاج فليطمئن أصحاب الذوق الرفيع بأن هذه الاضافة لا تقدم ولا تؤخر في طعم الدجاج، فكلوا هنيئاً واشربوا مريئاً.