لا يعرف المشاهد على من يلقي اللوم في استمرار بعض البرامج مثل برنامج "ميشو شو" لميشال قزي على تلفزيون المستقبل طوال سنوات. هل يلقيه على الجمهور الذي يتابعه؟ أم على إدارة المحطة المصرّة على تقديم البرنامج في صورته المكرورة، أم على قزي نفسه الذي يبدو أنه لا يريد أن يخرج من تلك الصورة حتى ولو بدأ كثر يرونها سطحية؟ هذا المقدم الشاب الذي يزداد يوماً بعد يوم حباً لنفسه محتفلاً بها على الشاشة ويصر على الظهور في برنامجه"ظريفاً"و"محبباً"، يود أن يقول للمشاهد إنه مقدم متميز عبر غمزاته التي قد لا تحمل أي معنى خصوصاً أن المصور والمخرج يتواطآن معه عشرات المرات في الحلقة الواحدة، فتدنو الكاميرا من وجهه ليغمز المشاهد، بضرورة ومن دون ضرورة. وكذلك يراه المشاهدون لا يتوانى عن الرقص والقفز والغناء والهتاف لنفسه اولاً وثانياً للمشاركين من الضيوف وللمتصلين... حتى انتقلت عدواه الى بعض مشاركيه في البرنامج وفي الفرقة الموسيقية ممن نسخوا عنه فنون الغمز و"الظرف"! غريب أمر هذا المقدم الكثير الضحك واللعب الذي يبدو كأنه يفجر عبر الشاشة رغبات لازمته طويلاً، وكأنه طفل يفرّ بعيداً عن أنظار أسرته الصارمة ليؤدي مع زمرة من الأصحاب لهواً وضحكاً غير مسموح بهما في المنزل. انه يفترض أن الاستوديو الذي يسجل فيه برنامجه، الذي أحياناً ما يكون مباشراً، هو ذاك المكان المغلق الذي يرتع فيه مع أصحابه. لا شك في أن برامج المنوعات مطلوبة بشدة، خصوصاً في لبنان هذه الأيام الحبلى بالنكبات السياسية والأمنية. ولا شك أيضاً في ان ميشال قزي ابتدأ بدايات جيدة وظريفة شاقاً أسلوباً جديداً بالتقديم... ولكن مع الوقت أصبح كل هذا مملاً ونسخة تتكرر. صحيح أن دور البرامج أن تقدم شيئاً للمشاهد يسليه ويفرحه، لكن من غير المنطقي أن يمضي المشاهد ساعة يشاهد خلالها غمزات ميشو وحديثه عن نفسه و"آه يا مان"... ناهيك بمستوى بعض ضيفاته من اللواتي أقل ما يمكن قوله عنهن انهن يبررن لنقيب الفنانين السوريين صباح عبيد ما فعله من منع بعض الفنانات بحجة"الحد من تفشي ظاهرة التلوث الأخلاقي والبصري وتدني مستوى الذوق الفني وانتشار موجة إفساد الذوق العام صوتاً وصورة". صحيح أن هذا الموقف سياسي ولا علاقة له بالمبررات المذكورة، ولكن حين يشاهد المرء كل هذا الكم من"الفن الجميل"، يدرك أننا في لبنان بتنا نحتاج الى قرار مماثل يضع حداً لمغنيات ومقدمين ومقدمات قد يبررون للآخرين اللعب على نغمة"التلوث الأخلاقي والبصري"ناشرين"موجة إفساد الذوق العام صوتاً وصورة"حقيقية ولكن ليس من طراز تلك التي جاءت في القرار السوري!