طالب العراق أمس باتفاقية بين الدول التي تتشارك في نهري دجلة والفرات. ويلتقي النهران الكبيران في العراق، وهما مصدر المياه الرئيسي له. ويتدفقان جنوباً من تركيا، ويجري نهر الفرات أولاً عبر سورية بينما يتدفق دجلة مباشرة في شمال العراق. وقال عبداللطيف الرشيد وزير الموارد المائية العراقي إن مشكلة المياه"تسوء ونحتاج الى اتفاقية. البعض يتكلم عن أن الحرب المقبلة ستكون حرب مياه، ولكن هذا لن يحل القضية. كلما تأخرنا كلما تفاقمت مشكلة المياه". واضاف:"يجب أن نتعاون مع دول الجوار من أجل الحصول على كمية عادلة من المياه". وزاد:"إذا لم ننسق ونحصل على حصص عادلة من المياه، فالعراق في خطر". وأكد أن"الخطر الذي يلوح جاء من تركيا التي تبني سدوداً على نهر الفرات لاستخدامها في ري الأراضي، ما يفاقم مشكلة نوعية المياه في دولة المصب". وقال بعد محادثات مع مسؤولين سوريين:"أملي ألا تستغل قضية المياه لأمور سياسية"، مشيراً الى انخفاض المنسوب في نهر الفرات في العراق. وقال:"نحتاج إلى ضمانات بأن المشاريع التي يبنونها تركيا لن تؤثر سلباً علينا". وتابع أن كمية المياه التي تصل الى العراق تراجعت الى 30 بليون متر مكعب سنوياً، وهي نصف الكمية التي كانت تصله قبل عقود قليلة، أي قبل أن تزيد تركيا وسورية عدد السدود. وقال الرشيد، وهو كردي كان عضواً بارزاً في المعارضة العراقية في عهد الرئيس السابق صدام حسين، إن الوضع بالنسبة إلى نهر دجلة أفضل قليلاً على رغم أن إيران تحتجز المياه في بعض فروعه، وهناك حاجة للتحدث مع طهران بهذا الصدد. واستطرد:"نريد أن نعرف المشاريع المستقبلية لهذه الدول، فكل مشروع هو حجز لكميات المياه لدول الجوار ويؤثر في نوعيتها في العراق. بناء السدود في تركيا وكذلك في سورية وبعض المنشآت على فروع نهر دجلة في ايران كلها ذات تأثير مباشر في كمية المياه في العراق ونوعيتها". وقال الرشيد إن المحادثات مع تركيا نشطت بعد غزو العراق، لكن العراق لا يزال يفتقر الى معلومات عن حجم المشاريع التركية على المنابع وتوسيع رقعة الأراضي الزراعية. وتزايدت التوترات بين تركياوالعراق بسبب الانفصاليين الأكراد الذين ينشطون انطلاقاً من منطقة كردستان. وكانت الموارد المائية منذ فترة طويلة محور منازعات بين تركيا ودول المصب، خصوصاً بعد اكتمال بناء سد أتاتورك في التسعينات. وقالت تركيا آنذاك انه لا يحق لجيرانها أن يسألوا عما تفعله بأنهار تنبع من داخل حدودها، لكنها لن تستغل تحكمها في نهري دجلة والفرات كسلاح ضد سورية والعراق.