أعلنت مصادر أفغانية رسمية مقتل ثلاثة مدنيين على الأقل وجرح 14 آخرين أمس، في انفجار قنبلة استهدفت قائد شرطة ولاية هلمند جنوبأفغانستان. ونجا القائد الأفغاني من الهجوم. وفجرت العبوة بواسطة جهاز تحكم عن بعد قرب جسر وسط سوق في مدينة غريشك الصغيرة لدى مرور قافلة كان فيها المسؤول في الشرطة محمد حسين أندوال. وقال أندوال:"كنت في القافلة وبعد مرور أولى آلياتنا انفجرت القنبلة. لكننا نجونا، أنا وفريقي". وأصابت العبوة عدداً من المارة. وأكد مسؤول في مستشفى المدينة الطبيب محمد طاهر رسولي أن"14 جريحاً نقلوا إلى المستشفى، خمسة منهم في حال خطرة". وأضاف:"نُقل ثلاثة قتلى أيضاً إلى المستشفى". وتقع مقاطعة غريشك في وسط منطقة تستهدفها هجمات"طالبان"في جنوبأفغانستان. في الوقت ذاته، أعلن الجيش الكندي مقتل اثنين من جنوده ومترجمهما الأفغاني في انفجار لغم في آليتهم جنوبأفغانستان أول من أمس. وأصيب صحافيان في شبكة"راديو كندا"العامة وجندي كندي بجروح في الانفجار، بحسب ما أفاد الجيش الذي أوضح في بيان أن الآلية التي كان يوجد فيها الجنود الكنديون ومترجمهم والصحافيان مرت على اللغم على بعد خمسين كيلومتراً جنوب غربي قندهار. وقال الناطق باسم الجيش الكندي غي لاروش في مؤتمر صحافي:"ليس نقصاً في التزام الحذر، بل إنه الواقع في أفغانستان للأسف". وأصيب الصحافي المعروف في الشبكة باتريس روي بصدمة عصبية، فيما أصيب المصور شارل دوبوا بجروح بالغة في ساقه. ونقل الصحافيان والجندي الجريح إلى المستشفى العسكري في قندهار. وقتل 69 جندياً كندياً في أفغانستان منذ 2002، وقتل جندي في الثالثة والعشرين في انفجار عبوة ناسفة في آليته الأحد. وينشر الجيش الكندي حوالى 2500 جندي في قندهار في جنوبأفغانستان. الألماني من جهة أخرى، ظهر مهندس ألماني خطفه مقاتلو"طالبان"منذ أكثر من شهر في شريط فيديو أمس، مناشداً الحكومة الألمانية وأسرته العمل على إطلاق سراحه. وكان الرجل أحد مهندسين ألمانيين وخمسة أفغان خطفتهم"طالبان"من إقليم وردك جنوب غربي العاصمة الأفغانية كابول، منذ أكثر من شهر، عشية خطف الحركة لما يصل إلى 23 كورياً جنوبياً من باص في ولاية غزني المجاورة. وقال الرهينة الألماني بالإنكليزية في شريط الفيديو الذي بث في قناة"تولو تي في"التلفزيونية الأفغانية الخاصة:"أعيش في الجبال مع طالبان على ارتفاع 3000 متر وتحاول طالبان التفاوض مع الحكومة الأفغانية". وبعدما سمع صوت خارج كادر الكاميرا يهمس بكلمة"الحكومة"، أضاف الرهينة الذي عرف عن نفسه باسم رودولف بليشميت:"لكن الحكومة لا تتحدث مع طالبان وحاولت طالبان الاتصال بالسفارة للإفراج عنا لكن إذا نفد الوقت يريدون قتلنا". وأضاف الرهينة الذي كان يرقد على ملاءة على الأرض ويمسك صدره ويسعل في الفيديو:"نعيش في الجبال على ارتفاع عالٍ جداً وفي ظروف سيئة جداً أرجوكم ساعدونا". وأصيب الرهينة الألماني الآخر بأزمة قلبية بعد وقت قصير من خطفه وحينها قتله الخاطفون بالرصاص. وهم يطالبون الحكومة الألمانية بسحب قواتها من أفغانستان وقوامها 3300 جندي. ورفضت برلين رفضاً قاطعاً الاستجابة لهذا الطلب لكنها تتعرض لضغوط من أحزاب المعارضة ومن الرأي العام الألماني وهي تستعد لتصويت مهم في البرلمان الشهر المقبل، على تجديد التفويض الممنوح للقوات الألمانية في أفغانستان. واستطرد الرهينة الألماني 62 سنة متحدثاً هذه المرة بالألمانية:"أطلب من أصدقائي وأسرتي وابني الاثنين زيادة الضغوط على أجهزة الحكومة الألمانية للعمل على إطلاق سراحنا. وأضاف:"دواء القلب الذي أعالج به سينفد خلال ثلاثة أيام. الوقت آخذ في النفاد". وذكر أنه محتجز مع خمسة أفغان خطفوا معه. وناشد أحد الرهائن الأفغان الخمسة في شريط الفيديو نفسه الرئيس الأفغاني حميد كارزاي العمل على إطلاق سراحهم. وقال الرهينة الأفغاني:"باسم الله... نحن خمسة أفغان وألمانيين خطفتهم طالبان. كان من بيننا ألماني أصيب بأزمة قلبية ومات والألماني الثاني مريض بالسكر وعنده مشاكل في القلب. إنه مريض". وأضاف وهو يقف وسط مجموعة من الرجال أمام خلفية صخرية:"نحن الأفغان نطلب من إدارة كارزاي المساعدة لإطلاق سراحنا من أجل أطفالنا. نحن أفغان وطالبان أيضاً أفغانية ونحن واثقون من أن هناك احتمالاً أن تتمكن حكومة كارزاي من إطلاق سراحنا". وقتلت"طالبان"اثنين من الرهائن الكوريين الجنوبيين وأفرجت عن اثنتين لكنها تحتجز بقية الرهائن التسع عشرة في مجموعات صغيرة متفرقة. وقتل أكثر من 6500 شخص في أفغانستان خلال الشهور ال18 الماضية، وهي أكثر الفترات دموية منذ أن أطاحت حملة قصف جوي أميركية حكومة"طالبان"آخر عام 2001.