شكلت المونولوجات التي كان يقدمها الفنان الكوميدي اسماعيل ياسين نقداً للواقع الاجتماعي والسياسي في عصره كأن يقول مثلاً في احد أفلامه"قولي يا صاحب السعادة، يعني إيه معنى السعادة"، وبرع الفنان الشعبي شكوكو في اسكتشاته وعروضه في مقاربة الواقع عبر تعابير تهكمية ساخرة"جرحوني وقفلوا الاجزاخانات الصيدليات". وعلى رغم الاعمال الكثيرة التي قدمها الفنانان، الا أن فن المونولوج والاسكتش الساخر تراجع بشدة في مصر وأصبحت الأجيال الحديثة تجهله، إلى أن فوجئ جمهور ساقية عبدالمنعم الصاوي مساء أمس بمن يعيدهم إلى ذلك الفن الراقي والمعبّر عن حال الناس وأزماتهم، والمفارقة أن من أحيا الحفلة لم يكن مصرياً أو عربياً، بل فناناً كوميدياً أميركياً مسلماً اسمه أزهر عثمان ومعه مجموعة من الشباب المسلمين الأميركيين أسسوا بعد أحداث 11 أيلول سبتمبر فريقاً اطلقوا عليه اسم Allah made me funny ليثبتوا للعالم أن المسلمين يعرفون الكوميديا والضحك. ومن خلال المونولوجات التي قدمها، سخر أزهر وأصدقاؤه من السياسة الأميركية تجاه العرب، وما يحدث لهم يومياً في أميركا بعد 11 أيلول، خصوصاً في المطارات. المجموعة لا تتحدث في السياسة، بل تسخر ممن يتحكم في السياسة الأميركية. وتعد هذه المجموعة من أشهر الفرق الكوميدية الأميركية، ويتهافت على حفلاتها الشباب العربي والغربي. وتلك هي المرة الأولى التي يحضر فيها أزهر وفرقته لتقديم عروض في مصر. يذكر أن أزهر قدم اسكتشاته الضاحكة في غالبية الولايات الأميركية وفي دول أوروبية عدّة، وأصبح الجميع يطلق عليه لقبBin laughing نظراً لشهرته منذ أن بدأ عمله عام 2001، وهو ظهر في الكثير من المجلات الأميركية منها:"نيويورك تايمز"و"واشنطن بوست"وفي الكثير من البرامج التلفزيونية.