يدخل الى خشبة مسرح نادي الكوميديا في نيويورك وهو يرقص على ايقاع المزمار البلدي المصري، أمامه جمهور كبير من أعراق وأصول مختلفة. وبطريقة استعراضية معروفة في الثقافة اليومية الأميركية يخبرهم أنه مصري وأن اسمه ليس روني وإنما شاهر، وأن أبويه «الغبيين» عندما أطلقا عليه هذا الاسم لم يدركا ما يمكن أن يجره عليه من متاعب، في بلد مثل أميركا يقوم فيه الناس بتغيير الأسماء التي لا تعجبهم فيقولون «مو» بدلا من «محمد» و«أيب» عوضاً عن عبد الرحيم الذي لن يستسيغوه أبداً. ويقول مستنكراً: لذلك فضلت تغيير اسمي بنفسي! الضحكات التي تفلت في شكل عفوي من الحضور، لم تفرق بين أصحاب الوجوه العربية أو الآسيوية أو غيرها، فالضحك والسخرية من المشاكل والخلافات بين الناس، تؤدي إلى نوع من التفاهم والتلاقي على المستوى الإنساني، روني خليل، الشاب المصري – الأميركي الذي اقتحم عالم الكوميديا في أميركا بأسلوب Stand up comedy وهو شكل فني يمزج بين الاسكتش والمونولوج، هو يرى أيضاً أن الضحك مثل الأكل والموسيقى لغة إنسانية للتواصل بين الثقافات المختلفة، لأن الكلام سيظل مجرد كلام. روني أو شاهر، يزور بلده مصر، هذه الأيام، سيزور الأقارب كما سيقدم حفلة اليوم في ساقية الصاوي ولديه مشاريع فنية أخرى. يقول روني: «سأعلق بالطبع على زيارة الرئيس الأميركي إلى القاهرة(...) بشكل فكاهي، أقرب إلى قصة ألقيها في بضع دقائق وأقطعها بنكت في الحكاية ذاتها والأمر يعتمد على المهارة في إبقاء الجمهور متجاوباً معي». وعن عرض «محور الشر» الذي قدّمه مع مجموعة من الشباب العرب – الأميركي مثل أحمد أحمد (أرون قادر) وأثار ضجة خصوصاً حين عرضه في دبي وبيروت يقول: «الرئيس السابق دبليو بوش هو من اطلق هذا الوصف على إيران وسورية وكوريا الشمالية، وأردف بالعامية المصرية، بوش مخه «زلطة» و «بوظ الدنيا»، ولكن «أوباما مخه نظيف»، أستطيع في أميركا تناول مواضيع حساسة مثل الدين والجيش والسخرية من الرئيس نفسه، ولكن أعرف أن ذلك ممنوع في مصر. لا شك أنه بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) حدثت مضايقات كثيرة للعرب والمسلمين حتى إنني أخفيت أصولي العربية لنحو سنتين وتلقيت بعض التهديدات، ولكن من خلال عروض الكوميديا، كان يأتيني بعض المتفرجين الأميركيين ويتعرفون عليَّ كأول مصري أو عربي يقابلونه في حياتهم، يدرك «روني» أن الكوميديا في المستقبل لن تكون مرتبطة بشخص الممثل كما ستتجاوز المواقف والمفارقات. يراهن روني على أن خفة دم المصريين التى لم يرها في أي بلد آخر، لو استطاع مخرج موهوب أن يظهرها في فيلم سيحقق نجاحاً في العالم كله، ويتذكر روني أن شرح تعبير «يا لهوي» هو أصعب موقف حاول نقله في أحد عروضه في أميركا إذ شرح لهم مفهوم الكلمة عند بعض النساء في مصر ثم لطم خدوده وضرب على صدره وهو يصرخ «يالهوي» قبل أن يسقط على الأرض! وعن رأيه في المذيع أكرم حسني الذي قدّم Stand up comedy في «الساقية» منذ أيام يقول: «لم يعجبني عرض Stand up comedy الذي قدّمه أكرم حسني. هو لا يتمتع بحضور أمام الجمهور وليس لديه مستوى معقول من الاحتراف التمثيلي».