أعلنت الناطقة باسم الأممالمتحدة أمس ان هولندا ستكون مقراً للمحكمة الدولية المكلفة محاكمة المتهمين باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. في غضون ذلك، أعاد تأكيد البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير أن لا بأس في تعديل الدستور اذا كان هذا التعديل ينقذ لبنان، خلط الأوراق في معركة انتخاب رئيس جديد، خصوصاً ان موقفه هذا جاء معطوفاً على قوله إنه"اذا لم تكن هناك من وسيلة لإنقاذ لبنان إلا بتعديل الدستور فنحن نقبل بذلك"راجع ص6 و7. وجاء موقف صفير من تعديل الدستور وهو الأول من نوعه، ليشكل انعطافاً في استحقاق الرئاسة الأولى، لا سيما ان المرشحين للرئاسة من غير موظفي الفئة الأولى كانوا ينطلقون في تعزيز موقعهم في المعركة من ان بكركي ضد تعديل الدستور، ما يؤدي الى استبعاد مرشحين آخرين، في مقدمهم قائد الجيش العماد ميشال سليمان وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وتزامن موقف صفير المؤيد بشروط لتعديل الدستور مع كلام للعماد سليمان، نوه فيه أمام وفد من الكونغرس زاره أمس في مكتبه في اليرزة، بالجهود الاميركية المبذولة لمساعدة الجيش اللبناني، خصوصاً في المرحلة الحالية والتي أدت الى تسريع وصول المعدات والذخائر الطارئة، خارج إطار المساعدات الأميركية المقررة ضمن برنامج مساعدات للجيش بقيمة 321 مليون دولار، خلال عامي 2006 و2007. وأكد العماد سليمان ان تسريع وصول المساعدات الاميركية"ترك أثره الواضح على سير المعارك التي يخوضها الجيش ضد الارهاب، خصوصاً في نهر البارد". واعتبر كلام قائد الجيش رداً مباشراً على ما كان نقل عنه من ان المساعدات للجيش ما زالت محدودة. الى ذلك، لم يتقرر بعد موعد اللقاء المرتقب بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري والبطريرك صفير، والذي بات أكيداً ان انعقاده يتوقف على مبادرة الأول الى بلورة شيء محدد بالنسبة الى استحقاق الرئاسة، يتجاوز الآلية الدستورية لعقد جلسة انتخاب الرئيس بأكثرية ثلثي أعضاء البرلمان، الى الدخول في صلب المسألة لجهة تسريع الخطوات في شأن الاتفاق على رئيس توافقي، في مقابل استعداد الثاني للدخول في التفاصيل التي من شأنها ان توفر المناخ الداعم لمبدأ التفاهم بين الأكثرية والمعارضة على مرشح قادر على الانتقال بالبلد من إدارة الأزمة الى إنتاج الحلول، من خلال التفاهم على العناوين الرئيسة للمرحلة المقبلة. أما في شأن الشق الإقليمي والدولي والعربي المتعلق بالمعركة الرئاسية، فإن الجهود ما زالت منصبة على ضرورة انتخاب الرئيس في الموعد الدستوري، بينما لم يحصل أي تقدم على صعيد مطالبة المعارضة بتشكيل حكومة وحدة وطنية كأساس للبحث في الاستحقاق الرئاسي، في موازاة إصرار الأكثرية على موقفها بإعطاء الأولوية للانتخابات الرئاسية باعتبار انها أصبحت القضية المركزية الوحيدة، نظراً الى ان الوقت أخذ يضيق ولم يعد من الجائز الانشغال في مسألة ثانوية قياساً الى القضية الأم، أي تقرير مصير الرئاسة الأولى التي يتوقف عليها مستقبل لبنان. وفي هذا السياق استدعت التطورات المتسارعة على الساحة اللبنانية، مغادرة سفير المملكة العربية السعودية عبدالعزيز خوجة بيروت الى جدة، للتشاور مع كبار المسؤولين السعوديين في المستجدات، فيما انتقل السفير الأميركي جيفري فيلتمان ليل اول من امس الى واشنطن، بعد اجتماع تقويمي للوضع جمعه والسفير خوجة. وتزامنت مغادرة خوجة وفيلتمان بيروت مع وصول السفير الفرنسي الجديد لدى لبنان اندريه باران الذي بدأ يحضّر الأجواء لعودة موفد وزير الخارجية الفرنسي جان كلود كوسران الى العاصمة اللبنانية، في محاولة لاستكشاف الأجواء أمام إمكان استئناف باريس جهودها لدى الأطراف اللبنانية للتقريب في وجهات النظر بينها، ولدفع الأمور في اتجاه التوافق على تسوية لإنهاء الأزمة مع اقتراب موعد انتخاب الرئيس الجديد. وكشفت مصادر ديبلوماسية أوروبية ل"الحياة"ان زيارة كوشنير لبيروت تتوقف على ما سيتوصل اليه كوسران من نتائج، تتيح له تحقيق تقدم يشجع على الزيارة. لكنها أكدت ان باريس على توافق مع واشنطن في شأن الإصرار على إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، وان قمة الرئيسين الأميركي جورج بوش والفرنسي نيكولا ساركوزي أظهرت تطابقاً في الموقف من لبنان، على رغم استمرار التباين بين واشنطنوباريس حيال عدد من القضايا في المنطقة وفي العالم. هولندا والمحكمة الدولية في نيويورك أ ف ب أعلنت الناطقة باسم الأممالمتحدة ميشال مونتاس أمس ان مقر المحكمة الدولية المولجة محاكمة قتلة رفيق الحريري، سيكون في هولندا. وأوضحت ان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون"تلقى في الخامس عشر من آب اغسطس رسالة من رئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكينيدي يعلمه فيها استعداد الحكومة الهولندية لاستقبال المحكمة الخاصة من أجل لبنان".