أعلنت السلطات الأفغانية استعادة منطقة تورا بورا شمال شرق البلاد من مسلحي تنظيم «داعش» الذين سيطروا على المنطقة الجبلية المليئة بالكهوف وكانت ملاذاً لتنظيم «القاعدة» وزعيمه أسامة بن لادن في التسعينات من القرن الماضي. كذلك رحبت كابول بما وصفته ب «قرار الحكومة الأميركية» إرسال 4 آلاف جندي أميركي إضافي إلى أفغانستان، على رغم أن مسؤولين أميركيين أعلنوا أن أي قرار لم يتخذ بعد في قضية التعزيزات التي يتولى وزير الدفاع جيمس ماتيس النظر في شأنها بعدما فوضه الرئيس دونالد ترامب بالأمر. وقال الجنرال طارق شاه بهرامي، وزير الدفاع الأفغاني بالنيابة أمس، إن هذا القرار يتم بالتشاور مع الحكومة الأفغانية، مشيراً إلى أن مهمة القوات الأميركية الجديدة ستكون تدريب قوات الأمن الأفغانية وتقديم المشورة لها. وكان ماتيس أعلن أمام مجلس الشيوخ في 14 الجاري، إنه سيقدم إلى ترامب خلال بضعة أسابيع، استراتيجية جديدة تتضمن قراره في شأن عدد القوات. مقتل 4 جنود أميركيين وقال مسؤول عسكري إن أربعة جنود أميركيين على الأقل قتلوا بالرصاص في هجوم نفذه جندي أفغاني مارق في قاعدة في شمال أفغانستان أمس. وقال عبدالقهار آرام الناطق باسم «الفيلق 209» في الجيش الأفغاني: «أطلق جندي أفغاني الرصاص على أربعة جنود أميركيين داخل القاعدة وقتلهم. ونحن نباشر التحقيق». وأكدت القيادة العسكرية الأميركية في كابول أنها على «علم بوقوع حادث» في «كامب شاهين» وهو مقر «الفيلق 209» في مدينة مزار الشريف شمال أفغانستان، لكنها لم تعط تفاصيل. في غضون ذلك، أعلن الجنرال بهرامي أن قوات الجيش استعادت تورا بورا الواقعة في ولاية ننغرهار شرق البلاد. وقال إن ما لا يقل عن 22 مسلحاً من تنظيم «داعش» قتلوا وأصيب 10 آخرون في عملية تطهير جبال تورا بورا. يأتي ذلك بعدما صعد تنظيم «داعش» هجماته في أفغانستان في إطار سعيه إلى إنشاء «إمارة خراسان» الإسلامية هناك. وكان المسؤولون الأفغان أعلنوا أن مسلحي «داعش» الذين يتعرضون لغارات أميركية، سيطروا بعد قتال استمر أياماً مع حركة «طالبان»، على معقل جديد في منطقة تورا بورا الجبلية المليئة بالكهوف في الولاية المحاذية للحدود مع باكستان. وأكد عطاء الله خوجياني، الناطق باسم حكومة ولاية ننغرهار، أن القوات الحكومية باشرت عمليات جديدة تستهدف طرد «داعش» من تورا بورا، مشيراً إلى أن التنظيم يعمل على تجنيد مسلحين عبر الحدود مع باكستان. وقال: «نقتل عنصراً من داعش فيأتي عشرة عبر الحدود، أو يُجندون هنا». وأعلن أبو عمر الخرساني، أحد قادة «داعش» في أفغانستان، أن عناصره طردت «طالبان» في تورا بورا، وكذلك القوات الحكومية التي تلقى دعماً برياً وجوياً من الأميركيين. وقال: «نحن في تورا بورا، وليس ذلك النهاية فالخطة هي انتزاع مزيد من الأراضي من الحكومة وطالبان». وأقرّ ذبيح الله مجاهد، الناطق باسم «طالبان» بنجاح مقاتلي «داعش» في السيطرة على عدة قرى، «لكن ليس تورا بورا» بكاملها والتي اشتهرت بأنها كانت معقلاً لبن لادن في نهاية 2001، خلال تحصنه في مواجهة القوات الأميركية والأفغانية المتحالفة معها التي أطاحت حكم «طالبان». وكان الجنرال جون نيكلسون، قائد القوات الأميركية في أفغانستان، تعهد هزيمة «داعش» هذا العام، واستخدم في نيسان (أبريل) الماضي، أكبر قنبلة تقليدية يملكها الجيش الأميركي لاستهداف منطقة كهوف يستخدمها التنظيم في أتشين المجاورة لتورا بورا.