دخل المغني الجزائري الشاب نجم 22 سنة الى ساحة موسيقى الراي في باريس منذ 5 سنوات، حينما وصل الى فرنسا من الجزائر، للإقامة مع والدته الفرنسية، وكي يجرب حظّه في ميدان الأغنية. في باريس تحديداً، حيث استطاع الشاب مامي والشاب حسني وخالد وغيرهم من فناني الراي أن يخطوا طريقهم الى النجومية بعدما قدموا وصلاتهم فوق مسارح باريسية، وسجلوا أسطواناتهم سواء كانت باللغة الفرنسية أم بالعربية، لدى شركات إنتاج فرنسية كبيرة سمحت لهم في ما بعد بالانطلاق خارج الحدود الفرنسية. وبعد مرور فترة قصيرة على وصوله الى باريس، استطاع"نجم"تقديم مونولوغات وأغان جزائرية كان أدّاها في مدينة سطيفالجزائرية وفي منطقة برج بوعراريج التي تشهد وصلات غنائية يقدمها عمّ"نجم"الذي يحترف الفن الموسيقي منذ سنوات طويلة هناك. لا يكفّ"نجم"عن ذكر عمه هذا الذي كان المشجّع الأول له في تعلم الموسيقى والغناء وممارستهما، منذ ان بلغ سن السادسة. درّبه عمه وفتح أمامه في ما بعد باب المشاركة في الحفلات الموسيقية التي كان يحييها في الأماكن العامة، وفي إطار الاحتفالات العائلية التي كان العم كون لنفسه فيها سمعة فنية مرموقة. ولد"نجم"في فرنسا من أب جزائري وأم فرنسية، لكن الأب انفصل عن الأم حينما بلغ الطفل الثانية من عمره، الأمر الذي اضطره للسفر الى الجزائر مع والده الذي قرر العودة الى الوطن والاستقرار فيه في صورة نهائية.منذ طفولته، كان"نجم"مشروع فنان. فهو لم يكن يترك مكاناً إلا ويغني فيه، من البيت الى الشارع وبين أصدقائه، ثم مع فريق الكورس التابع للمدرسة التي تعلّم فيها. وفي باريس، كان المؤلف والملحن والمنتج الموسيقي صلاح رحوي، أول من التفت الى موهبة"نجم"فوق المسارح الصغيرة التي استقبلت وصلاته ومونولوغاته، فعرض عليه تسجيل اسطوانة كاملة بصوته حملت عنوان"كنت نحوس"كنت أبحث وضمت مجموعة من الأغاني العذبة المنتمية الى لون"لاف راي"أي"راي الحب"التي لحنها رحوي وتعاون على كتابة كلماتها"نجم"ورحوي سوية. وبيعت من الأسطوانة في فرنسا عشرات الآلاف من النسخ، الأمر الذي شجع رحوي على تولي انتاج سهرات غنائية فوق خشبات مسارح باريسية مرموقة مثل"نيو مورنينغ"و"كاباريه سوفاج"و"جيمناز"يحييها"نجم"، اضافة الى مشاركته في برامج تلفزيونية فرنسية متخصصة في الموسيقى وفي الثقافة في شكل عام. ولم يتأخر النجاح العريض عن طرق باب"نجم"، إذ ان البلدان الأوروبية المجاورة لفرنسا والتي تتكلم الفرنسية مثل بلجيكا وسويسرا، طلبت منه إحياء سهرات لديها والمشاركة في برامجها التلفزيونية والإذاعية، غير انه بدأ يشارك بصوته في مناسبات إنسانية وخيرية مثل دعم الجزائر والمغرب ضد الزلازل، والدفاع عن حقوق الفقراء الذين ينامون في الأماكن العامة ولا يملكون بيتاً، وأيضاً تحرير الرهائن مثل حسين حنون والصحافية الفرنسية فلورانس أوبناس. ومن هنا عرف"نجم"كيف يستثمر شهرته وشعبيته الصاعدة في خدمة الخير، من دون ان يبتعد عن المشاركة في سهرات غنائية يحييها غيره من نجوم الراي الكبار، أهمهم الشيخة ريميتي الملقبة بملكة الراي والتي توفيت العام الماضي، بعد أيام قليلة من حفلة غنائية مشتركة مع"نجم"في باريس. وإضافة الى ريميتي ظهر"نجم"على مسارح مختلفة في باريس ومدن أوروبية أخرى، لمشاركة عمالقة في موسيقى الراي، أمثال فرقة"أليبي مونتانا"والمغني لارسن والشاب صحراوي. كما سجل"نجم"أسطوانة ثانية ايضاً من انتاج رحوي وتأليفه وتلحينه بالمشاركة معه مثلما حدث في الاسطوانة الاولى، وتحمل الاسطوانة الجديدة عنوان"سابا". ويلجأ"نجم"في حفلاته الى كبار الموسيقيين لمشاركته والعزف من حوله، ومن بينهم رضا سامبا وداني لافيتال وبينوا درودولو وإيف إندجوك وميمون الحاجراوي وأحمد بن سيدهم. وهؤلاء كلهم يتعاونون مع نجوم فرنسيين وعرب معروفين أمثال راي شارلز الراحل حديثاً وسليف كيتا وإنريكو ماسياس، والمغنيات فيتا ولام ولورين هيل. ويضع"نجم"نصب عينيه الوصول الى أوسع الجماهير العربية والأجنبية. وفي كل مرة يقف فيها على المسرح يصر على تذكير جمهوره، خصوصاً الأوروبي منه، بمعنى كلمة"نجم"باللغة العربية.