نشأ إبراهيم معلوف في عائلة امتهنت الفن والثقافة فوالده هو عازف الترومبيت المعروف نسيم معلوف ووالدته عازفة البيانو ندى معلوف، فيما الكاتب أمين معلوف هو عمه والصحافي الشاعر وعالم الموسيقى رشدي معلوف جده. ويعتبر معلوف العازف الوحيد في العالم القادر على استخدام الترومبيت من أجل إصدار نغمات وإيقاعات ومقامات عربية، إذ أنه يلجأ إلى الترومبيت ذات «ربع التون» وهي الآلة التي اخترعها والده في الستينات من القرن العشرين خصوصاً لهذا الغرض. كبر معلوف في ضاحية باريسية بعدما قدمت عائلته إلى فرنسا في عز أحداث لبنان. وهو بدأ في تعلم الموسيقى منذ السابعة على يد والده الذي حرص على تلقينه أصول الموسيقى العربية والغربية على السواء. وهكذا تلقى تربية موسيقية أصيلة تأرجحت بين الكلاسيكية والباروك واللون المعاصر والمقامات العربية. وباكراً بدأ معلوف في تكوين شهرة في دنيا الموسيقى لا سيما العزف على التروميت، إذ كان لا يزال في التاسعة من عمره عندما راح يصطحب والده فوق المسارح مكوناً معه ثنائي «معلوف» للترومبيت عبر جولات أوروبية مخصصة للموسيقى الكلاسيكية أولاً. وفي سن الخامسة عشرة شارك معلوف في جولة مع أوركسترا شهيرة عزف فيها على الترومبيت أصعب مقطوعة في الوجود وهي الكونشرتو الثاني لباخ، حاصداً التهنئة من أكبر الأساتذة الموسيقيين. وقرر التفرغ لفنه واعتزال التعليم المدرسي. وشارك معلوف منذ ذلك الحين في أكبر مسابقات موسيقية على المستوى العالمي وفاز 15 مرة متتالية بالمرتبة الأولى، ومن بينها مسابقة «موريس أندريه» الباريسية التي تعتبر إحدى أهم مسابقتين موسيقيتين في العالم. وإذا كان معلوف مشغولاً إلى حد كبير بالمسابقات والجولات الموسيقية الكلاسيكية التي يمزج فيها المقامات العربية بفضل آلة الترومبيت التي اخترعها والده، فهو من ناحية ثانية من المولعين بلون الجاز ولا تفوته مناسبة لحضور الحفلات التي يحييها فنانو هذا النوع الموسيقي في باريس. غير أنه يعزف الجاز بنفسه أيضاً ويحرص في شكل دوري على المشاركة في سهرات موسيقية مخصصة للجاز، وهو كوَّن في مطلع الألفية الحالية فرقة جاز شرقية بإسم «فرح» عزفت في النوادي المتخصصة لكنها لم تستمر طويلاً بسبب انشغال كل عضو من أعضائها بمشواره الفني الفردي. والواقع أن معلوف يتميز بفضول موسيقي يجعله لا يعرف الحدود وهو بالتالي يحتك باستمرار بكل الألوان مع ألمع الأسماء لكل لون منها، خصوصاً أن موهبته المتعددة الوجوه تسمح له بخوض مثل هذه التجارب. فهو على سبيل المثال عزف إلى جانب ماثيو شديد (ذي الجذور المصرية - اللبنانية وإبن المغني المعروف لويس شديد وحفيد الكاتبة أندريه شديد) وجان شرهال وأرثر أش وأنجل بارا ومارسيل خليفة وغيرهم. في العام 2008 شارك معلوف في أوبرا «مرحبا في الصوت» ووقف فوق المسرح إلى جوار نجم الغناء ستينغ بالمشاركة مع إلفيس كوستيلو وسيلفيا شوارتز، ودار الحدث فوق خشبة مسرح «شاتليه» الباريسي العريق. وأدت هذه التجربة بمعلوف إلى اصطحاب ستينغ في ما بعد في إحدى أغنياته فوق أسطوانته الجديدة. وفي جولته مع المغني الفرنسي فنسان ديليرم، عزف معلوف على آلات متعددة ومختلفة مثل البيانو والفورليتزر والفايبرافون والباتري والترومبيت، الأمر الذي يضعه في مرتبة عباقرة العزف الموسيقي المعاصرين. وأصدر معلوف حديثاً أسطوانته الجديدة بعنوان «دياكرونيزم» ذات الإيقاعات المتعددة والمتميزة في شتى الحالات مثل كل ما يفعله معلوف، بجذوره العربية الأصيلة.