عاش سمادج طفولته في مسقط رأسه تونس قبل أن يستقر مع عائلته في باريس ويتعلم العزف على آلة الغيتار ثم يمارسها في إطار فرقة موسيقية صاحبت الكثير من المغنين والمغنيات في فرنسا وبلدان أخرى عبر جولات فنية سمحت له باكتساب خبرة موسيقية واسعة وخوض تجارب مختلفة وطريفة في أسلوب استخدام الغيتار، كانت تهدف إلى كسر الكلاسيكية المعتمدة حتى من جانب كبار أسماء العزف. وفي عيد ميلاده الثلاثين أهدى والد سمادج ابنه الفنان آلة عود، من دون أن يعرف أن الهدية ستغير مجرى حياته وتجعله يترك الغيتار من أجل أن يكرس جهده ليلاً نهاراً ليتعلم كيفية حسن استخدام هذه الآلة «السحرية» بحسب تعبيره، وإن كان الأمر على حساب سلامة أصابعه التي لا تزال تبدو عليها أثار التدريبات الموسيقية المبرحة. وبعدما اعتبر سمادج نفسه قادراً على استخدام العود علناً راح يعزف في فرقة مثلما كان يفعل أيام الغيتار، ولكن سرعان ما انتابته الرغبة نفسها في اختراع طريقة خارقة من أجل استخدام آلته الجديدة، معلناً أن العود يستحق أكثر من مجرد اصطحاب المغنين في وصلاتهم وفي وسط فرقة موسيقية تتضمن الكثير من الآلات تضيع في وسطها عبقرية العود ولذة سماع نغماته. وانطلاقاً من هذا المبدأ، راح سمادج يتفق مع مغنين ومغنيات أبرزهم ناتاشا أطلس، لاصطحابهم بمفرده في وصلات خاصة فوق المسارح ومن دون فرقة كاملة. ثم فعل الشيء نفسه مع عازفين على آلات ثانية مثل الكمان والقانون وغيرهما، واصطحبهم وحده واصلاً إلى نتيجة «مذهلة» في ميدان نقاوة الصوت وبلورة دور العود في وصلة موسيقية أو غنائية. وبين أبرز الفنانين الذين وضعوا ثقتهم في سمادج وأحيوا سهرات في صحبته، هناك مهدي هداب وإبراهيم معلوف وإيريك تروفاز، علماً أن هداب شكل مع سمادج ثنائياً أطلقا عليه «ديوعود» وقدما في إطاره مقطوعات من موسيقى الجاز بواسطة آلة العود، وهما سجلا ثلاث أسطوانات تحوي هذه المقطوعات، إضافة إلى إحيائهما حفلات في نواد ومسارح أوروبية كبيرة. ويصنف خبراء الموسيقى الشرقية سمادج كوريث للعراقي الراحل منير بشير في ميدان العزف المنفرد على العود، وهذه شهادة يعتز بها سمادج كثيراً وسيسعى إلى استحقاقها كلياً أمام جمهور قاعة «بلايال» الباريسية العريقة المتخصصة في الموسيقى الكلاسيكية حيث سيحيي سمادج سهرة بمفرده أو بمعنى أصح في صحبة آلته، في 22 نيسان (أبريل) 2011 وتحت عنوان «العود حسب سمادج»، علماً أن العدد الأكبر من التذاكر بيع في يوم فتح شباك الحجز. ويبدي سمادج أشد الإعجاب بزميله العازف أنور إبراهيم الذي يسعى بدوره ودوماً إلى تجديد أسلوب استخدام آلة العود إلى درجة محاولة تحويلها في حالات معينة إلى آلة موسيقية إلكترونية حال الغيتار ولكن بصوت مختلف وإيقاع شرقي مميز. وغير ذلك قرر سمادج تقسيم وقته بين باريس وإسطنبول في تركيا حيث يلحن لمغنية أسترالية تركية إسمها أسيو كوغور، مؤكداً أن العاصمة التركية هي في نظره ملتقى الفنون الشرقية والغربية.