تأسست مجموعة «مغرب يونايتد» الغنائية عام 2009، من فنانين من المغرب العربي يعيشون في باريس، بإدارة مغني الراب الشهير ريم كا، وسرعان ما بلغ عدد أفرادها 40 مغنياً ومغنية سجلوا أسطوانة تحت شعار المجموعة لاقت رواجاً كبيراً في الأسواق وعلى شبكة الانترنت. وبينما كانت المجموعة تثير إعجاب جمهورها المتزايد اعترضت السلطات الفرنسية على كلمات بعض الأغنيات المسجلة بحجة أنها تجرح المبادئ والقيم الأخلاقية التي تنادي بها الجمهورية الفرنسية كونها تؤيد العنف والاعتداء على كل ما يمثل السلطة مثل أجهزة الشرطة مثلاً. واضطر ريم كا والمغني سيف يو وغيرهما من أعضاء الفرقة، إلى توضيح الموقف الملتبس مؤكدين أن أغنياتهم لا تزيد عن كونها عبارة عن نداء عاطفي لتقوية الأواصر بين المهاجرين وبينهم وبين الفرنسيين الأصليين، وأن المسألة لا تتعدى سوء تفاهم، متخذين رد فعل الجمهور الذي يشجعهم ويحبهم كدليل قاطع على حسن نيتهم. وبدأت المجموعة منذ مطلع العام الحالي تزور المدن الفرنسية في إطار جولة استعراضية ضخمة، مقدمة وصلاتها فوق أكبر المسارح وأمام حشود متحمسة إلى أبعد حد لمشاهدة كنزة فرح وريم كا وديامز ومحمد الأمين وغيرهم من نجوم ألوان الراب والراي و«الأر أند بي»، الذين يشكلون المجموعة. لكن حرصاً على سلامة الجولة امتنعت الفرقة عن ترديد أي أغنية فوق المسرح من الأغنيات التي سببت سوء التفاهم المذكور، ولكن على رغم ذلك لم تستطع المجموعة تقديم برنامجها الغنائي الاستعراضي في مدن ليون ومرسيليا وسيسان لأن عُمَدَة هذه المدن قرروا منعها، الأمر الذي يعجز هؤلاء الفنانون عن إدراكه جيداً خصوصاً أن أشخاصاً من طراز كنزة فرح ومحمد الأمين وديامز يبيعون ملايين النسخ من أسطواناتهم كلما غنوا خارج إطار المجموعة، فهم من أكبر النجوم في فرنسا حالياً ولا يمنعهم أحد من تقديم وصلاتهم الفردية في أي مدينة. ومن ناحية ثانية استطاعت المجموعة تقديم عرضها في باريس، وفوق خشبة مسرح «زينيت» الضخم، أمام حشد كبير رقص وغنى مستمتعاً بأنماط موسيقية مختلفة. لكن سرعان ما سلطت وسائل الإعلام الضوء على موضوع منع الفرقة من دخول المدن المذكورة معتبرة أن الأمر يعود الى رغبة شديدة من السلطات في نشر صورة سلبية عن المغنين المتخصصين في لون الراب. وذهبت التحليلات الى حد القول إن هناك تضخيماً للمسألة خلفياته سياسية لإثارة غضب جمهور الراي و «الآر أند بي» ضد السلطات، فكنزة فرح مثلاً عضو المجموعة، هي الفنانة القابلة للغضب ربما أكثر من غيرها بسبب قيام مدينة مرسيليا بسد أبوابها أمام جولة المجموعة، خصوصاً أنها رددت فوق مسرح في باريس أغنيتها الشهيرة «أنا أكافح» التي تروي بكلمات جميلة وقوية مشوار فتاة عربية الجذور ترغب في فرض شخصيتها وهويتها النسائية ووجودها الفني في بلد غربي يدرك المتفرج والمستمع أنه فرنسا. ولقد باعت هذه الأسطوانة أكثر من 75 ألف نسخة، وحصلت على شرف «الأسطوانة الذهبية»، ما دفع محطات إذاعية باريسية إلى إقامة سهرة ضخمة احتفالاً بالمناسبة ونقل الحدث مباشرة على الهواء، إضافة الى أن الأسطوانة احتلت منذ الأسبوع الأول لصدورها في الأسواق المكانة الثانية في أرقام المبيعات الخاصة بأسطوانات الشباب من نوع «أر أند بي»، وصار عرب فرنسا خصوصاً الذين يقيمون في مرسيليا، مسقط رأس الفنانة، يلقبون كنزة فرح ب «كنز مرسيليا الصغير».