رفضت سهى عرفات أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات التعليق على قرار تونس سحب جنسيتها التي كان الرئيس زين العابدين بن علي منحها لها العام الماضي، معتبرة أن"هناك قضايا كثيرة مهمة وجدية تستحق التعليق عليها أكثر"من السحب المفاجئ للجنسية التونسية. وقالت السيدة عرفات ل"الحياة"في اتصال هاتفي من مالطا حيث تزور وابنتها زهوة ووالدتها شقيقها غابي الطويل وعائلته، وهو السفير الفلسطيني في لافاليتا، إن"ما يشغل بالي اليوم هو الأوضاع الصعبة جداً التي يعيشها شعبنا من قهر وظلم الاحتلال الإسرائيلي، الى جانب التشرذم والاقتتال والأوضاع المعيشية الصعبة. واسمحوا لي من هذا المنطلق رفض التعليق على هذا الموضوع سحب الجنسية جملة وتفصيلاً". وعلمت"الحياة"من مصادر مطلعة أن خلافاً نشب بين سهى عرفات وليلى بن علي زوجة الرئيس التونسي حول مشروع إنشاء مدرسة. والمعروف أن صداقة متينة ربطت السيدتين منذ أيام إقامة الرئيس الفلسطيني الراحل في تونس التي عادت إليها عرفات مجدداً بعدما نقل الرئيس الفلسطيني الراحل مقر إقامته من غزة إلى رام الله. وأكدت هذه المصادر أن السيدة عرفات قد تختار الإقامة في مالطا إلى جانب شقيقها، نظراً إلى وجود مدارس تستطيع ابنتها الوحيدة زهوة 12 عاماً متابعة دراستها فيها. وكانت تونس سحبت جنسيتها من عرفات بعد 11 شهراً من حصولها عليها. وحملت الجريدة الرسمية التونسية التي صدرت قبل أيام مرسوماً رئاسياً من سطرين"بسحب الجنسية التونسية من سهى داود الطويل"من دون شرح الأسباب. وحمل المرسوم المؤرخ في 2 آب اغسطس الجاري توقيع الرئيس بن علي الذي كان منحها الجنسية التونسية في أيلول سبتمبر الماضي. ولوحظ في الأسابيع الأخيرة غياب الحراسات المعتادة من محيط الفيلا التي كانت أرملة عرفات تقيم فيها على ساحل ضاحية قمرت في شمال العاصمة تونس. وتزامن غياب الحراسات مع مغادرتها البلاد مطلع الشهر الماضي إلى مالطا. وأقامت سهى الطويل في تونس منذ انضمت إلى مكتب عرفات في العام 1984 وقبل أن يتزوجها في العام 1990، ولم تغادرها سوى فترات قصيرة للإقامة في غزة ثم إلى فندق"ريتز"في باريس في العام 2000. وأفادت مصادر مطلعة أن الفيلا التي كانت تقيم فيها ملك للحكومة التونسية، وهي عبارة عن بيت ضيافة كان عرفات يستقبل فيه زواره الأجانب.