سقط أربعة قتلى في معارك ضارية بالأسلحة الثقيلة شهدتها مقديشو في وقت متقدم من مساء أول من أمس بين ميليشيات إسلامية وعشائرية والقوات الصومالية والإثيوبية، ما يزيد الشكوك في جدوى مؤتمر السلام والمصالحة الذي بدأ في منتصف الشهر الماضي. والمواجهات هي الأعنف منذ المعارك التي دارت في العاصمة الصومالية بين المتمردين والقوات الصومالية والاثيوبية في نيسان أبريل الماضي وأدت إلى سقوط مئات القتلى. واندلعت الاشتباكات قبيل منتصف ليل الخميس - الجمعة واستمرت حتى الساعات الأولى من فجر أمس في جنوب مقديشو، وأسفرت عن سقوط أربعة قتلى وعشرات الجرحى، حسب حصيلة تستند إلى مصادر في الشرطة والجيش وشهود. وقال شهود إن أعنف المواجهات جرى قرب مركز شرطة حلوة داغ. وروى الشرطي حسين محمد فرح الذي كان يحرس المركز خلال الهجوم إن المسلحين"هاجمونا بالرشاشات وقاذفات ار. بي. جي، لكننا هزمناهم"، مشيراً إلى مقتل مدني في أحد المنازل. وقال ضابط إن المتمردين استخدموا قذائف"ار. بي. جي"وقذائف الهاون وهاجموا القوات الحكومية المتمركزة قرب مصنع قديم، ما أسفر عن مقتل اثنين من الجنود الصوماليين. واندلع هذا العنف في وقت تستضيف مقديشو منذ منتصف تموز يوليو الماضي وسط إجراءات أمنية مشددة مؤتمر"مصالحة وطنية". وعلق المؤتمر الذي ينعقد نزولاً عند ضغط المجتمع الدولي عصر الخميس لخمسة أيام لاسباب تقنية. ويشكك البعض في جدواه بسبب مقاطعة"المحاكم الإسلامية"التي تشكل أكبر معارضة في البلاد. ويمثل المندوبون في المؤتمر عشائرهم. وفي غضون ذلك، أغلقت الشرطة الصومالية لبضع ساعات أمس إذاعة"شابيل"التي تعد واحدة من الإذاعات الرئيسية في مقديشو، وأوقفت سبعة من موظفيها قبل أن تفرج عنهم جميعاً، باستثناء صحافي واحد. وقال نائب مدير المحطة جعفر كوكاي:"أمرونا بوقف الإرسال بضع ساعات. أوقفوا سبعة موظفين لفترة قصيرة، لكنهم أفرجوا عنهم جميعا ما عدا صحافي ما زال بين أيدي الشرطة". وأضاف:"قالوا لنا إن المحطة بثت أنباء خاطئة عن أعمال العنف في مقديشو الليلة الماضية". ولم تبرر السلطات الصومالية على الفور سبب إغلاق المحطة ولا توقيف موظفيها. وفي تطور لافت، أعلنت"حركة الشباب المجاهدين"التي تشكل فلول"المحاكم الإسلامية"، المتهمة بالارتباط ب"القاعدة"، مسؤوليتها عن اعتداءات على القوات الإثيوبية في إقليم أوغادين ذي الغالبية الصومالية. وقالت الحركة في بيان على الإنترنت:"تمكنت سرية الفاروق التابعة لحركة الشباب المجاهدين من تنفيذ عمليات متتالية في عاصمة المناطق الصومالية داخل إثيوبيا"، موضحة أنه"تم الهجوم على فرقة من الجيش الإثيوبي، ما أسفر عن مقتل عدد من جيش الأحباش وغنم المجاهدون أسلحة مختلفة". وأضافت أن مقاتليها فجروا"عبوة ناسفة داخل الكنيسة في مدينة جكجكا، ما أسفر عن مقتل أكثر من 50... وجرح أكثر من مئة، إذ كانت الكنيسة مكتظة بحكم اليوم الذي نفذت فيه العملية. وتمكنوا كذلك من تفجير عبوة ناسفة في وسط سوق، ما أسفر عن مقتل 27 من الأحباش وجرح أكثر من تسعين".