أرجأ الأفرقاء الصوماليون مؤتمراً للمصالحة الوطنية يعول عليه المجتمع الدولي كثيراً، للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع، بعد مقتل ستة مدنيين في قصف بقذائف المورتر استهدف مقر المؤتمر الذي هددت"حركة الشباب المجاهدين"المتهمة بالارتباط ب"القاعدة"، باستهداف المشاركين فيه. وقال رئيس الوزراء الصومالي علي محمد جيدي للوفود التي تجمعت في مجمع سابق للشرطة في شمال مقديشو، إن الصومال ينبغي أن يبدل سمعته كملاذ للإرهاب. وأضاف في كلمة مقتضبة:"لقد فقدنا الثقة. ونحتاج إلى اعادة سمعة الصومال مجدداً في نظر العالم... إذا انتهى هذا المؤتمر بنجاح سننظم مؤتمراً سياسياً آخر". وأشار إلى أن المحادثات السياسية ستركز على خريطة طريق للدستور الاتحادي وتشكيل سلطات اقليمية وتنظيم اجراء احصاء رسمي وانتخابات وطنية. وأضاف:"أنا سعيد للغاية برؤية زعماء الفصائل مجتمعين لحل مشاكل الصومال. نريد أن نظهر للمجتمع الدولي أننا سنحل السلام والاستقرار في بلادنا". ويرى ديبلوماسيون أن المؤتمر هو آخر أمل للحكومة لتعزيز شرعيتها والحصول على تأييد تحتاجه لتحقيق السلام بين الفصائل الصومالية. واستمرت أعمال المؤتمر أربع ساعات تقريباً قبل أن يعلن ارجاؤها إلى السبت. وكان الإرجاء الأول تقرر رسمياً بهدف إتاحة الفرصة أمام المشاركين كافة للوصول إلى مقديشو، إذ كان عدد الواصلين نحو 800 من أصل 1300 مدعو. وبلغ عدد المشاركين أمس أكثر من 1000 مندوب. وأطلق مسلحون صواريخ وقذائف المورتر وقنابل على القوات الصومالية التي تقوم بدوريات في السوق الرئيس في وسط مقديشو، وأعقب ذلك إطلاق نيران بالأسلحة الآلية استمر نحو ساعة. وقال صاحب متجر:"اضيئت السماء بالانفجارات. كانت أعنف هجمات حتى الآن ضد القوات". وأضاف شاهد آخر:"أطلقت ست قذائف مورتر على الاقل على مكان عقد المؤتمر. وأخطأت هدفها وسقطت على حي شيبيز. قُتل خمسة أطفال على الأقل. وكان هناك مسن قتل أيضا". وقالت عائشة حسين، وهي قريبة أحد الأطفال القتلى، إن قذيقة أخطأت هدفها وانفجرت قرب مكان يلعب فيه الأطفال. وأكد مصدر أمني أن جيدي غادر مقر الاجتماع قبل هجوم المورتر. وأغلق جنود صوماليون تدعمهم قوات إثيوبية جميع المداخل المؤدية إلى مكان انعقاد المؤتمر الذي استهدفه هجوم مماثل الأحد الماضي. وقال سكان قبل الانفجارات إن رجلاً قتل وامرأة جرحت عندما ألقى مهاجمون قنبلة على جنود ردوا بإطلاق النار في سوق بكارا، أحد أكبر أسواق السلاح المفتوحة في العالم. وفي حادث منفصل، فجر آخرون لغماً استهدف نائب قائد الجيش الصومالي الجنرال احمد عبد السيد الذي جرح في رأسه.