ظهرت الممثلة الأميركية الجذابة سيينا ميللر في السنوات الخمس الأخيرة في أفلام متوسطة المستوى باستثناء "كازانوفا" الذي أخرجه لاسي هالستروم في العام 2005، والفيلم الجديد الذي أخرجه الممثل ستيف بوتشيمي تحت عنوان"حديث صحافي"ويمثل بنفسه الدور الرجالي الأول أمامها. وإذا كانت سيينا لم تلمع بفضل جودة أفلامها في الماضي، فهي نجحت على الأقل في تكوين شهرة واسعة من 2004 إلى 2006، كخطيبة النجم البريطاني المعروف جود لو. وازدادت هذه الشهرة عندما خانها لو مع مربية أولاده من زواجه الأول، وراحت الصحف الفضائحية تنشر هذه الحكاية من الألف إلى الياء وتقارنها بالفضيحة التي كان النجم البريطاني هيو غرانت عاشها قبل ذلك عندما شوهد وهو يخون شريكة حياته إليزابيث هارلي، مع بائعة هوى في سيارة. ومثلما بدت هارلي في حينه ضحية غرانت، كتب الإعلام الأميركي والبريطاني عن ضحية جود لو، المسكينة سيينا ميللر. وقطعت ميللر علاقتها مع لو إثر هذه الحادثة إلا أنها عادت إلى الارتباط به ثانية بعد ثلاثة شهور، لكنه غادرها بعد سبعة شهور من علاقتهما الجديدة، ما جعل ميلر تكسب عطف الإعلام من ناحية، ولكن أيضاً ثقة أهل المهنة السينمائية الذين بدأوا ينظرون إليها على اعتبار أنها فنانة جيدة وممثلة موهوبة. بعدما كان التركيز يتم على علاقاتها العاطفية ومدى جاذبيتها وانتمائها إلى قائمة أكثر الممثلات الشابات إثارة، بحسب التصنيف الذي تجريه مجلات رجالية شعبية. ولا شك في أن ميللر فنانة موهوبة، فهي عملت في مسارح نيويوركولندن، وقد أثبت فيلم"كازانوفا"مدى قدرتها على تمثيل الدراما، مثلما يقدم فيلمها الجديد"حديث صحافي"الدليل على موهبتها الكوميدية والرومانسية بعيداً عن الإغراء الرخيص. زارت ميللر باريس للترويج لفيلم"حديث صحافي"، فالتقتها"الحياة"وحاورتها مبتدئة بسؤال يدمج بين واقع حياتها والدور الذي تمثله في الفيلم. تؤدين في فيلم "حديث صحافي" شخصية ممثلة موهوبة، لكن سجينة إطار أدوار سطحية جداً، فهل هناك أي تشابه بين هذا وما تعيشينه في واقع حياتك الفنية؟ - نعم إلى حد ما، لكنني أعتمد إلى حد كبير على فيلم"حديث صحافي"بالتحديد من أجل كسر القاعدة والحصول على اعتراف جدي بموهبتي الفنية. وأود التركيز على أن المقارنة بيننا وبين بطلة الفيلم تظل نسبية إلى درجة كبيرة، لأنها لا تظهر إلا في مسلسلات تلفزيونية ذات نوعية رديئة ولا تنجح في إثارة اهتمام الإعلام إلا بفضل جاذبيتها وجمالها الفذ ومغامراتها العاطفية الملتهبة. ومن ناحيتي فأنا أمثل في أفلام لا بأس بها على الإطلاق، لكنني إلى الآن لم أنجح في إثارة اهتمام الصحافة من طريق هذه الأفلام بقدر ما فعلته لمجرد أنني كنت خطيبة جود لو. وأمنيتي الغالية الآن تتلخص في الحصول على اعتراف دولي بقدراتي التمثيلية وبصرف النظر عن علاقاتي العاطفية. يقال إنك بدأت تحصلين على اهتمام أهل المهنة السينمائية والمسرحية إثر انفصالك عن جود لو، فهل هذا صحيح؟ - نعم، الخبر صحيح، ومن دون أن اعرف في الحقيقة إذا كانت المسألة تتعلق بالصدفة البحتة، أم إذا كانت المهنة الفنية قد ركزت اهتمامها فعلاً على موهبتي وعلى شخصيتي الفنية بسبب انفصالي عن جود لو وكنوع من الشفقة علي إثر ما كتبته الصحافة في هذا الشأن. وما الذي كتبته الصحافة بالتحديد؟ - مسكينة سيينا ميللر المغلوبة على أمرها بعدما خانها خطيبها وغادرها في ظروف صعبة. هل تعتقدين فعلاً بأن المخرجين والمنتجين يتأثرون بمثل هذه الحكايات التي تنشرها الصحف الفضائحية؟ - مبدئياً لا، ولذلك أقول أنني لا أعلم إذا كانت الحكاية تتعلق بالصدفة أم فعلاً بانفصالي عن جود لو. حدثينا عن فيلم"حديث صحافي"؟ - إنه يروي قصة صحافي كبير متخصص في التحقيقات السياسية الدولية، يرتكب غلطة مهنية كبيرة تؤدي به إلى تغيير تخصصه والتحول إلى صحافي يلتقي الفنانات لحساب صحيفة تهتم بالنجوم والفضائح الفنية. وأمثل أنا شخصية ممثلة موهوبة لكن متخصصة في الأدوار التلفزيونية السطحية جداً، ومشهورة لمجرد أنها تبرز مفاتنها في كل المناسبات وتعيش علناً مغامرات ساخنة مع نجوم كبار. ويضطر الصحافي إلى إجراء مقابلة معي على رغم انه لا يفقه أي شيء في الفن ولا في الأفلام ولا في الفنانات المثيرات، فيتعامل معي مثلما يتعامل مع رؤساء الدول عندما يلتقيهم ويحاورهم ثم يقع في غرامي. والفيلم فكاهي إلى حد كبير، ومملوء بالمواقف الطريفة بين البطلين، غير أن نهايته غير متوقعة وتشكل نقطة أساسية في جودة الحبكة. كيف عشت علاقتك الفنية مع المخرج ستيف بوتشيمي الذي يمثل أيضاً الدور الرئيس أمامك؟ - هو الذي اختارني لأمثل الدور أساساً، وكانت علاقتنا ممتازة طوال فترة التصوير، وهي لا تزال كذلك بما أننا أصبحنا أصدقاء. أنا أقدر بوتشيمي منذ سنوات طويلة، أولاً كممثل لأنه أثبت جدارته في هذا الميدان عبر أفلام كثيرة جيدة رفع هو من شأنها ومن مستواها بمجرد وجوده فيها، ومن ثم كمخرج من طريق الفيلم الأول الذي نفذه بنفسه قبل خمس سنوات، والآن لما رأيته من روعة فنية في"حديث صحافي". هل تعتبرينه أول من يعرض عليك شخصية سينمائية حلوة في مضمونها منذ بدايتك الفنية؟ - لا، أنا أعتبره أحد الذين عرضوا علي شخصية جذابة، لكنه ليس الوحيد طبعاً، فيجب ألاّ ننسى أن دوري في فيلم"كازانوفا"في العام 2005 بإدارة المخرج الكبير لاسي هالستروم، تميز بالقوة والجمال وجلب لي النقد الإيجابي في أفضل المجلات السينمائية. وهذا كله غير عملي في المسرح في كل من نيويوركولندن، وفي أعمال جيدة أيضاً. أنا إذاً أدين لبوتشيمي بالدور الجميل الذي منحني إياه في"حديث صحافي"، لكنني لن أتمادى إلى درجة التصريح بأنه الرجل الوحيد في العالم الذي اقتنع بموهبتي وفكر في منحي شخصية روائية جذابة كي أمثلها. أجر خيالي لمناسبة الحديث عن المسرح، هل تنوين العودة إليه في المستقبل القريب مثلاً إذا حصلت من ناحيته على عروض جذابة، أم أن النجاح السينمائي لا سيما في فيلم"حديث صحافي"، سيجعلك تركزين اهتمامك على الشاشة الكبيرة أولاً؟ - أنوي بلا أدنى شك، الاستمرار في السينما قبل كل شيء، ولكن من دون التنازل عن العمل المسرحي إذا تلقيت ما يثير اهتمامي من عروض في هذا الميدان. وأنا لست مستعدة للتضحية بدور سينمائي ولا أجر سينمائي من أجل العمل في مسرحية متوسطة المستوى. والمسرح، خصوصاً في نيويورك، يجذبني إلى أبعد حد، ولكن إذا مارسته مثلما فعلت زميلتي سافرون بوروز في العام 2006 حينما تولت بطولة مسرحية"بعض الفتيات"في لندن أولاً وثم نيويورك، وكانت كل المقاعد بيعت في المدينتين قبل الافتتاح ببضعة أشهر، وتقاضت بوروز عن عملها أجراً خيالياً في كل عرض. أما غير ذلك فأفضل الاستمرار في السينما على الأقل في الوقت الحالي، خصوصاً لأنني لا أزال في مرحلة البداية من ناحية بناء شهرة جيدة لنفسي فوق الشاشة الفضية. وطبعاً قد تراني غداً في مسرحية حلوة وتسألني عن سبب تغيير رأيي وعدم احترامي كلامي، وسيكون ردي أنني وقعت على أجمل مسرحية في الوجود ولقاء أجر قليل، ولم أستطع مقاومتها إطلاقاً، وهذا سحر المهنة الفنية غير الموجود في أي عمل أخر بتاتاً. هل أنت أميركية أم بريطانية؟ - أنا أميركية الجنسية ومولودة في نيويورك، لكنني بريطانية في قلبي وكبرت في إنكلترا وأقضي معظم وقتي في لندن، إلا إذا ناداني العمل إلى الولاياتالمتحدة مثلما حدث في شأن فيلم"حديث صحافي"، أو إذا سافرت إلى نيويورك لمجرد حضور مسرحية إستعراضية جديدة تشارك فيها إحدى صديقاتي مثلاُ، فأنا أعشق المسرح في نيويورك على رغم كون المسرح اللندني لا يقل جودة أو روعة عن ذلك المقدم في"التفاحة الكبيرة"الاسم الذي يطلق على مدينة نيويورك. صدق الأحاسيس ما هي نظرتك إلى سينما هذه الأيام من حيث مضمون الحكايات التي ترويها الأفلام عامة؟ - أراها تجرد الحياة من الشاعرية تماماً، فالعنف أصبح مسألة طبيعية، والقتل أيضاً، أما المشاعر السامية فاختفت من فوق الشاشة وحلت الخيانة مكان الحب والإخلاص. إننا نعيش في زمن يلغي القيم ويشجع المرء على تنمية غرائزه الحيوانية البشعة، والسينما تعكس هذا الواقع الاجتماعي بصدق يفوق حد المعقول في رأيي. لذا يمكننا أن نرى كيف بنى بوتشيمي فيلمه"حديث صحافي"على أسس المحبة وروح المرح وصدق الأحاسيس لدى الرجل والمرأة وفي إطار فيلم يمس العائلة كلها بمن فيها الكبار والصغار. وكون الفيلم جذب الجمهور العريض فور ظهوره في الصالات الأميركية، هو شيء أثبت لي مدى حاجة الجمهور العريض إلى مشاهدة حكايات تتعدى الواقع اليومي الصعب وترفع معنوياته وتعيد إليه الثقة في المبادئ والقيم الحقيقية، وهذا ما أتمناه من كل قلبي بالنسبة إلى سينما المستقبل. هل تعيشين حكاية حب جديدة الآن؟ - لا، فأنا أعيش فراغاً من الناحية العاطفية وأركز جهدي على عملي أولاً وأخيراً. ارتبط اسمك بالممثل الشاب هايدين كريستنسن بطل سلسلة افلام"حرب الكواكب"، فما تعليقك على الأمر؟ - ارتبطنا مهنياً لأننا مثلنا بطولة فيلم"فتاة المصنع"معاً، وهذا كل ما في الأمر. وكل ما قيل وكتب غير ذلك مجرد كلام صحف.