اسمها"زعفران"سافرون بالإنكليزية لكنها لم ترغب أبداً في تغييره عندما احترفت الفن أو حتى التنازل عنه لمصلحة استخدام اسمها الثاني وهو دومينيك. ربما أنها على حق، فلا شك ان اسم سافرون بوروز يلفت الانتباه أكثر من دومينيك بوروز، على الأقل عند البدء بممارسة أي نشاط يتعلق بالاستعراض أو التمثيل أو عرض الأزياء، علماً أن سافرون انطلقت أساساً كسوبر موديل لدى أكبر دور الأزياء الفرنسية والإنكليزية والإيطالية قبل أن تتحول ممثلة سينمائية ومسرحية وتترك موهبتها تطغى كلياً على اسمها الطريف، لكن ليس على مظهرها الجذاب الموحي بالأناقة الراقية وبالأنوثة الناعمة، فهي مهما مثلت من أدوار قوية تظل في قمة جمالها بأسلوب طبيعي. وبين أهم الأعمال السينمائية التي صنعت مجد سافرون"البحر الأزرق العميق"و"الآنسة جولي"و"فريدا"و"طروادة"و"لغز"و"مؤشر الوقت"و"باسم الأب"غير تألقها في المسرحية الدرامية"كتاب السلطة"للمخرجة المعروفة ديبورا وارنر والتي عرضت على مسارح بريطانية وفرنسية وأميركية وأسترالية بنجاح باهر، وحديثاً في"بعض الفتيات"للمؤلف والمخرج الأميركي نيل لابيوت، وهذا العمل لا يزال يعرض فوق خشبة مسرح"غيلغود"في لندن وفيه تتقاسم سافرون البطولة مع نجم حلقات"فريندز"التلفزيونية الشعبي ديفيد شويمر. وسافرون هي شريكة حياة المخرج السينمائي البريطاني مايك فيغيس وعمرها 33 سنة. ومن الأمور التي لا تتردد سافرون عن التنويه بها في كل حديث صحافي ميولها السياسية ونشاطاتها في منظمات تدافع عن حقوق المرأة والمظلومين في العالم. في فندق"ريتز"الباريسي التقت"الحياة"سافرون بوروز وحاورتها مبتدئة بسؤال عن الزعفران ومدى حب سافرون له في الحقيقة. هل تعرفين أولاً ما سبب حملك هذا الاسم وهل تحبين الزعفران؟ - نعم أعرف ذلك، والحكاية بسيطة جداً في الحقيقة وتتلخص في كون أمي وأبي من محبي الزعفران، وكانا قد عادا من رحلة آسيوية وفي حقيبتهما كمية منه وأنا جئت إلى الدنيا بعد تسعة شهور من هذه الرحلة فورثت اسم سافرون بشكل طبيعي جداً في نظر أهلي. أما عن الزعفران فأنا مثل ابي وأمي أحبه كثيراً من دون أن أربط في قرارة نفسي بين ميلي له وبين اسمي. لماذا أحببت الاحتفاظ باسمك فنياً فضلاً عن اسمك الثاني دومينيك مثلاً؟ - أهنئك على معلوماتك فليس هناك مبدئياً من يعرف اسمي الثاني سوى أهلي وأصدقائي. أنا فضلت الاحتفاظ باسم سافرون نظراً الى طرافته ولأنني أعتبره بمثابة جلاب حظ لي منذ الطفولة. وما رأيك في كونك من مواليد الأول من كانون الثاني يناير؟ - أعتقد بأنني محظوظة أكثر من مواليد 29 شباط فبراير تضحك بصوت عال. هل صحيح أنك أصلاً عارضة أزياء؟ - نعم أنا عارضة أزياء متقاعدة الآن لأنني تجاوزت الثلاثين، خصوصاً لأن التمثيل خطفني من الموضة وأصابني بفيروسه القوي غير الجدير بالمقارنة بمدى حبي لعرض الأزياء. وكيف أصبحت عارضة أزياء؟ - كنت أسير في أحد شوارع لندن عندما تحدث إلي رجل وأعطاني بطاقة عليها رقمه الهاتفي مؤكداً أنه مكتشف ناومي كامبل وأنه يرى في شخصياً"سوبر موديل"المستقبل. ضحكت امامه وابتعدت عنه لكنني خطفت منه البطاقة على رغم كل شيء واتصلت به بعدما تأكدت فعلاً من صحة كلامه في شأن ناومي. وفي أقل من شهر واحد وجدت نفسي مسجلة في وكالة متخصصة في توظيف عارضات الأزياء وعملت لحساب أكبر دور الأزياء، مثل إيف سان لوران وكريستيان ديور وجيافنشي وشانيل وفيفيان ويستوود. وسافرت إلى باريس ونيويورك وميلانو وروما وطوكيو، ما عدا العروض اللندنية التي شاركت فيها، فبدأت أكون لنفسي شهرة طيبة وأتقاضى أموالاً طائلة لقاء العرض الواحد ما سمح لي بكسب استقلالي الذاتي وتسجيل اسمي في مدرسة للدراما لأنني كنت في داخل نفسي أحلم بغزو الشاشة الفضية وخشبات المسارح الحقيقية المختلفة جداً عن مسارح عروض الموضة. هل فكرت في أن نجوميتك كعارضة يمكنها أن تفتح لك باب السينما أو المسرح؟ - لا، لأنني رأيت بعيني الفشل الذي تواجهه نجمة الموضة إذا تحولت ممثلة فسعيت من أجل اقتحام ميدان الفن الدرامي من باب آخر وفعلت ذلك من طريق الانضمام إلى وكالة فنية تهتم بالممثلات والممثلين فقط ما سمح لي بالعثور على أدوار صغيرة أو متوسطة الحجم في التلفزيون والسينما إلى أن جاءتني فرصتي الذهبية الأولى على يد المخرج جيم شيريدان في فيلمه الجميل والقوي"باسم الأب"فكانت الانطلاقة وأدرت ظهري للموضة نهائياً منذ تلك اللحظة، من دون أي شعور بالندم. ممثلات سطحيات ما هو الدور الذي يلعبه جمالك في أدوارك الفنية؟ - إنه الدور نفسه الذي يلعبه مظهر أي فنان درامي في إطار عمله والتمثيل مبني أساساً على الشكل الخارجي، وبعد ذلك على الطاقة والموهبة والقدرة على تقمص شخصية محددة. فالمخرج الذي يفتش عن ممثلة كي تؤدي إمرأة ستينية تعيش مواقف معينة سيختار فنانة تلائم مثل هذا العمر وتناسب أيضاً المظهر الموصوف في السيناريو. أنا أصلح لأدوار معينة بفضل عمري ومظهري وسيتغير هذا العنصر في المستقبل مع تقدمي في السن، وصدقني إذا قلت لك إن الجمال لا يزيد من كمية الأفلام أو المسرحيات المطروحة على صاحبته إلا بالنسبة الى ممثلات سطحيات لا يملكن أدنى موهبة فنية ويعملن أساساً في أفلام غير قيمة أو مبنية على المواقف الإباحية الرخيصة. لكنه لعب دوره في عملك كعارضة أزياء؟ - نعم بطبيعة الحال علماً بأن مهنة الموضة مبنية على جمال المظهر. هل يضايقك الكلام عن جمالك بالتحديد؟ أن الكلام عن مظهري لا يضايقني بشكل خاص لأن شكلي الخارجي هو جزء لا يتجزأ من شخصيتي، لكن هذه الشخصية تتميز في الوقت نفسه بوجود اشياء ثانية غير جمالي أحب التطرق إلى تفاصيلها بين الحين والآخر. فهل تقضي وقتك مثلاً في الكلام مع شخص بدين عن بدانته وحسب؟ حدثني عن ميولي السياسية أو عن موقفي تجاه ما تعاني منه المرأة في مجتمعات معينة على رغم كوننا في القرن الواحد والعشرين. حدثينا عن كل ما يرضيك؟ - أشكرك وأول ما أود ذكره هو كوني كبرت في جو عائلي كانت تسوده المناقشات السياسية إذ إن والديّ كانا يدعوان الى البيت افراداً من الخلايا الاشتراكية التابعة لحزب العمال البريطاني من أجل التحدث عن مشاكل البلد وكيفية حلها عن طريق الدفع بالحزب الاشتراكي إلى الأمام. غير أن أمي ناضلت مع نساء معروفات لمناصرة حقوق المرأة في كل مكان. وكنت انا شاهدة صغيرة وصامتة على كل هذه الاجتماعات، لكنني تشبعت بما سمعته ورأيته وكونت لنفسي شخصية سياسية قوية لا أزال أضعها في المقدمة الآن وفي كل ظروف حياتي حتى المهنية الفنية منها فلا يمكنني قبول المشاركة في فيلم يروج لأفكار رأسمالية بحتة أو عنصرية بأي شكل من الأشكال مثلاً أو منافية لشخصية المرأة ولو من خلال عبارة واحدة في السيناريو. هل تعتبرين نفسك مظلومة مثلاً كممثلة بالنسبة الى زملائك من الرجال؟ - لا يحق لي مثل هذا التفكير لأنني أعيش في نعمة بالنسبة الى غيري من النساء في العالم، وبدلاً من أن أكرس وقتي للشكوى من الأدوار الرديئة المطروحة على الممثلات في بعض الحالات أفضل المشاركة في حركات وندوات ومنظمات تتحرك وتساهم في تغيير وضع المرأة في دول بعيدة وفقيرة. هل تتابعين الوضع السياسي في المنطقة العربية؟ - طبعاً وفي كل أنحاء العالم بقدر المستطاع، وبخصوص العالم العربي هناك ما يقال طوال ساعات وساعات إذا أردنا الدخول في جلسة سياسية طويلة، مثلما يمكن فعله إذا بدأنا نتحدث عن الولاياتالمتحدة الأميركية، لكن الوقت المتاح أمامنا هنا لا يسمح إلا بالتحليق فوق المواضيع، وكل ما أردت فعله هو تسليط الضوء على مدى اهتمامي بوضع عالمنا، وثم بما تعيشه المرأة هنا وهناك حتى لا تكتب عني انني مجرد ممثلة حلوة بدأت حياتها عارضة أزياء وصارت نجمة سينمائية في ما بعد. أنت تمثلين فوق خشبة مسرح"غيلغود"اللندني حالياً فكيف تتصرفين من أجل المشاركة في فيلم يصور في باريس؟ - أركب قطار"يوروستار"في الصباح من لندن إلى باريس حتى أمثل في الفيلم ثم أفعل العملية العكسية في المساء للوقوف فوق الخشبة. انها مهمة متعبة لكنها لن تستغرق أكثر من أسبوع واحد وبالتالي أتحملها من دون أي مشكلة. شريكك في المسرحية هو النجم الأميركي ديفيد شويمر بطل حلقات"فريندز"، فما هي نوعية علاقتك به؟ - لست متأثرة بالمرة بما فعله هذا الرجل في الماضي وبنجوميته التلفزيونية في حلقات لم أشاهدها طوال حياتي أكثر من مرتين. لكنني على صعيد التعامل المسرحي معه أقول إنه يحترف عمله بأسلوب ممتاز وأنه على رغم حشد المراهقات الذي ينتظره في كل ليلة وراء باب كواليس المسرح فإنه يحتفظ بروح فكاهية عالية وبسخرية تجاه نفسه من المفروض أن يُحسد عليها في الوسط الفني، كما أنه يتميز ببساطة متناهية في تصرفاته مع الغير. أنت شريكة حياة السينمائي مايك فيغيس وتظهرين في أفلامه، فكيف تصفين تعاونكما المهني؟ - ان التعامل مع مايك يختلف عن مثيله مع ستيفن سبيلبرغ تضحك ذلك أن أفلامه مبنية حول حبكة درامية قوية وشخصيات معقدة وأنا أحب ذلك وبالتالي أشارك بموافقة مايك طبعاً، في كتابة السيناريو وفي تحديد معالم هذه الشخصيات خصوصاً النسائية منها، ثم أتعاون معه في تأليف موسيقى الفيلم، ولكنني لا أتدخل أبداً في عنصر الإخراج وأكتفي فوق"بلاتو"التصوير بتنفيذ تعليماته مثل زملائي من الممثلين والممثلات.