جرياً على عادتها، استبقت إسرائيل وصول وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى كل من القدسالمحتلة ورام الله، اليوم بخفض سقف توقعاتها من الزيارة التي وصفتها محافل سياسية رفيعة المستوى ب"زيارة صيانة". وقالت إن الغرض منها الوقوف عند المزاج العام في المنطقة وفحص إمكانات استئناف العملية السياسية. ونقلت الإذاعة العبرية العامة عن مسؤول إسرائيلي قوله إن رايس ستتناول في محادثاتها مع رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت ووزيرة خارجيته تسيبي ليفني والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز الترتيبات للمؤتمر الدولي الذي دعا الرئيس الأميركي إلى عقده في الخريف المقبل، ومسألة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل التي تقررت زيادتها إلى ثلاثة بلايين دولار سنوياً. وأضافت ان رايس ستسمع من المسؤولين الإسرائيليين عن"اللفتات الطيبة"التي قدمتها إسرائيل لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وبحسب المسؤول الإسرائيلي فإن إسرائيل ليست مطالَبة أميركياً بشيء جديد"بعد أن لبت المطالب الأميركية المتعلقة باتخاذ الحكومة الإسرائيلية خطوات لتقوية مكانة الرئيس عباس وحكومة تسيير الأمور برئاسة الدكتور سلام فياض. ووصف المسؤول المصالح الأميركية والإسرائيلية ب"المتلازمة إلى حد بعيد". إلى ذلك، أفادت صحيفة"هآرتس"العبرية أمس ان المفوضيات الديبلوماسية الإسرائيلية في العالم استأنفت أخيراً اتصالاتها بنظيراتها الفلسطينية بعد أن كانت مجمدة منذ مطلع العام الماضي بقرار من وزارة الخارجية في أعقاب فوز حركة"حماس"في الانتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني وتشكيلها الحكومة. وتابعت ان قرار تجديد الاتصالات الديبلوماسية يندرج ضمن السياسة الإسرائيلية القاضية بتعزيز العلاقات بالسلطة الفلسطينية وبالحكومة الجديدة. من جهتها وجهت منظمات إسرائيلية وفلسطينية ناشطة في مجال حقوق الانسان دعوة مشتركة إلى إسرائيل والاتحاد الأوروبي والسلطة الفلسطينية ومصر من أجل القيام فورا بفتح حدود غزة لتمكين الآلاف من العالقين من المرور"بغض النظر عن الأجندة اليومية السياسية لحركة حماس". وأكدت المنظمات انه يحظر أن يصبح سكان غزة رهائن في الصراع على السيطرة في غزة، مشيرة إلى حقيقة ان أكثر من عشرين شخصا توفوا خلال انتظار السماح لهم بالعودة إلى منازلهم في قطاع غزة. كما دعت المنظمات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى الاهتمام باحتياجات سكان القطاع وطالبت إسرائيل بفتح معبر رفح. وزادت أنه يقع على عاتق قيادة"حماس"في القطاع التي تسيطر على أجهزة الأمن"واجب تمكين فتح آمن للمعبر من ناحية غزة والالتزام بالحفاظ على حقوق سكان القطاع وقضاء مصالحهم".