سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عزة الدوري في شريط صوتي : القوات الأميركية تنهزم في العراق ... ويونس الأحمد خائن . تيار الصدر يعلن الطلاق مع حكومة المالكي وطالباني يؤكد التوصل الى تحالف شيعي - كردي
ينفتح الواقع السياسي والأمني في العراق على المزيد من التصعيد بوصول العلاقة بين رئيس الوزراء نوري المالكي وتيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الى طريق مسدود. وتبادل الطرفان الاتهامات، وأعلن كل منهما براءته من الآخر. واعتقلت القوات الأميركية مساعدين للصدر، ما أثار موجة استياء شعبية عبرت عنها تظاهرات حاشدة، في حي البياع، للمطالبة بإطلاقهما. وتوقع أحد القياديين في التيار"نهاية الحكومة في الأيام القليلة المقبلة". وفيما يحاول الرئيس جلال طالباني تحقيق ما يسميه"مبدأ المشاركة في الحكم"بتقوية هيئة الرئاسة مقابل صلاحيات مجلس الوزراء، وتشكيل كتلة سياسية جديدة، علمت"الحياة"أن قوى خارج الكتلة المقترحة تسعى الى اطاحة الحكومة دستورياً. وبعد غياب طويل تخلله إشاعات عن وفاته، أطلّ عزة الدوري نائب الرئيس العراقي السابق صدام حسين من خلال شريط صوتي حصلت وكالة"أسوشييتد برس"على نسخة منه، مشدداً على أن حزب"البعث"المنحل سيواصل القتال حتى رحيل آخر جندي أجنبي عن أرض العراق. كما شن الدوري في الشريط هجوماً على القيادي السابق في"البعث"محمد يونس الأحمد، واصفاً اياه بأنه"خائن"، مشيراً الى أن القوات الأميركية تنهزم في العراق. أمنياً، استمرت دوامة العنف، بعد يوم موغل في الدم سقط فيه نحو 150 مدنيا بينهم عائلات بكاملها وجرح أكثرمن 250 آخرين في بلدة طوز خرماتو شمالاً. وقتل ما لا يقل عن 35 شخصاً وجرح عشرات آخرون في هجمات بينهم 24 متطوعاً في الشرطة، وأصيب 27 في هجوم بشاحنة مفخخة في الفلوجة. وتعرضت بغداد أمس لهجومين بسيارتين مفخختين. وبعد أقل من 24 ساعة على هجوم المالكي على تيار الصدر واتهامه بإيواء"بعثيين وصداميين"، تظاهر الآلاف من أنصار الصدر، مطالبين بإطلاق مساعديه جاسم الحسناوي وناصر الساعدي، والأخير يعتبر أبرز القياديين في التيار وثلاثة من أبنائه. واتهم الناطق باسم الصدر في النجف الشيخ صلاح العبيدي"المالكي بإعطاء الضوء الاخضر لقوات الاحتلال لضرب التيار الصدري، وقد باشرت هذه القوات بالاعتداء على مدينة الشعلة مساء السبت". وقال ان رئيس الحكومة"يحاول إرضاء الإدارة الاميركية للبقاء في السلطة"، وأضاف ان"تصريحات المالكي أراد بها إقحام حكومته في مؤامرة تشارك فيها قوى خارجية وداخلية أفصح عنها أكثر من مرة، لذلك حاول استرضاءهم بالتصريح ضد التيار". وزاد:"نحن نعلم ان المالكي وعد بوش بالقضاء على تيار الصدر في لقاء عمان". وواصل المقربون من التيار كيل الاتهامات الى الحكومة، وأعلنوا سحب ثقتهم فيها، بعد اعتقال الساعدي في بغداد. وقال الشيخ احمد الشيباني، منسق العلاقات العامة في مكتب الصدر ان"حكومة المالكي منتهية وستشهد الايام القليلة المقبلة ذلك. هي منتهية بالنسبة إلينا، خصوصاً بعد تصريحاته التي أراد فيها ان يبين للقوات الاميركية انه يضرب الجهة التي أوصلته الى سدة الحكم لأن التيار هو من أوصله الى الحكم". وتساءل:"هل يعقل ان من أوصل المالكي الى رئاسة الوزراء هم البعثيون والصداميون، الايام القليلة المقبلة ستشهد نهاية حكومته". وكان المالكي شن هجوماً لافتا على تيار الصدر متهماً إياه بإيواء"بعثيين وصداميين ينفذون أعمال قتل وتهجير"، ما اعتبر نهاية ل"شهر العسل"مع الصدر الذي أوصله الى السلطة بعد جدل سياسي طويل أقصى مرشحين آخرين هما ابراهيم الجعفري وعادل عبدالمهدي بداية عام 2006. ويلفت مراقبون الى سلسلة من المتغيرات طرأت على موقف المالكي من الصدر بعد تسلمه رئاسة حزب"الدعوة"خلفا للجعفري في انتخابات داخلية. اذ بدأ يبتعد عن التحالف معه ويتقرب من"المجلس الأعلى الاسلامي"بزعامة عبدالعزيز الحكيم الذي شكل مع"الدعوة"هيئة سياسية مشتركة. ويكثف الصدر اتصالاته مع رئيس الوزراء الذي نُحّي عن زعامة"الدعوة". وتؤكد المصادر ان المالكي ضمن تأييد"المجلس"والأكراد للاستمرار في رئاسة الحكومة. الى ذلك، أكد طالباني قرب إعلان كتلة سياسية جديدة تضم الحزبين الكرديين و"المجلس"و"الدعوة"وتعمل على استقطاب"الحزب الاسلامي"لتشكيل حكومة جديدة. جاء ذلك بعد اجتماعه ونائبيه عادل عبدالمهدي وطارق الهاشمي برئيس الحكومة في اطار لجنة 3+1 التي يخطط لها لتشارك في اتخاذ القرارات الاستراتيجية. وأكد طالباني في مؤتمر صحافي امس عودة وزراء جبهة"التوافق"السنية إلى الحكومة بعد مقاطعة استمرت ثلاثة اسابيع، احتجاجاً على مذكرة اعتقال وزير الثقافة اسعد الهاشمي الذي ينتمي إليها. وكانت"التوافق"علقت مشاركتها في البرلمان والحكومة احتجاجاً على إقالة رئيس مجلس النواب محمود المشهداني، وملاحقة الهاشمي بتهمة التورط في قتل نجلي النائب مثال الألوسي. ولم تتسن معرفة تاريخ الشريط الذي ظهر فيه الدوري الذي وصف الرئيس السابق صدام حسين ب"الشهيد"، ما يعني أن الشريط سُجّل بعد إعدامه في 30 كانون الأول ديسمبر الماضي. واعتبر أن قيادة"البعث"أعلنت أن"خيارها الوحيد هو الجهاد، وتصعيده حتى يفر آخر جندي من جنود العدو أرض العراق". ووضع عدداً من الشروط لإنهاء"المقاومة"بينها"الانسحاب غير المشروط للقوات الأجنبية وتحملها مسؤولية كل الجرائم التي ارتكبت ضد الشعب العراقي ودفع تعويضات للخسائر الناجمة عن الاحتلال". وجاء في الشريط:"أيها الرفيق العزيز، عدوك ينهار وينهزم، وكذلك أتباعه وعملاؤه وجواسيسه نتيجة لزحفك الجهادي العملاق". وانتقد الحكومة العراقية لفصلها آلاف البعثيين من وظائفهم في اطار قانون"إجتثاث البعث"، متهماً الأميركيين والايرانيين بالوقوف وراء هذه الخطوة. كما انتقد الدوري الأحمد الذي يتهم بدعم المقاومة، قائلاً إن"الخائن محمد يونس"كان في سورية"حيث تهتهم به الاستخبارات السورية للأسف بالتنسيق مع الاستخبارات الأميركية وعملاء الحكومة، ويعاملونه جيداً ويحضرونه للعب دور الخائن ضد الحزب والشعب والمقاومة الباسلة".