عرقلت "القوة التنفيذية" التابعة لحركة "حماس" في قطاع غزة امس توزيع ثلاث صحف يومية فلسطينية واحتجزت ستة من موزعيها ساعات قبل أن تطلقهم وتسمح بتوزيع الصحف الثلاث. وندد صحافيون فلسطينيون وفصائل ومنظمات حقوق الانسان والمجتمع المدني بهذا الاجراء الذي يعتبر الاول منذ سيطرة الحركة على مقاليد الامور في قطاع غزة بعدما الحقت هزيمة عسكرية ساحقة بالاجهزة الامنية وحركة"فتح"المتحالفة معها. وقال المسؤول عن توزيع جريدة"الايام"المستقلة الصادرة في مدينة رام الله حاتم القيشاوي ل"الحياة"ان عناصر"القوة التنفيذية"الموجودين على حاجز يقع على الطريق الرئيسة لبلدة بيت حانون القريب من معبر"ايرز"شمال القطاع، اوقفوا السيارات الاربع التي تحمل آلاف النسخ من الصحيفة وصحيفتي"القدس"المستقلة الصادرة في القدسالمحتلة، و"الحياة الجديدة"الصادرة في رام لله وتعود ملكيتها للسلطة الفلسطينية. واضاف ان افراد القوة اقتادوهم وسياراتهم الى مركز للشرطة في بلدة بيت حانون حيث مكثوا لمدة تزيد عن ثلاث ساعات لم يتم خلالها استجوابهم او التحقيق معهم. ونفى القيشاوي ان يكون افراد القوة اساءوا معاملتهم، بل ابدوا تعاطفهم معهم ورفضهم قرار توقيفهم الذي جاء ب"أوامر عليا"على حد قوله. وبعد نحو ثلاث ساعات، اطلقت"القوة التنفيذية"الموزعين الستة وبحوزتهم صحفهم، من دون ابداء اسباب احتجازهم. لكن الامر لم يدم طويلاً، اذ قال الناطق باسم القوة اسلام شهوان ان احتجازهم وصحفهم"رسالة الى القائمين على هذه الصحف ورؤساء تحريرها لوقف التحريض ضد القوة التنفيذية". وتتهم"حماس"الصحف الثلاث بأنها تخرج عن التقاليد المهنية وتكيل لها اتهامات كاذبة. وقالت مصادر من"حماس"ل"الحياة"ان الصحف الثلاث تستخدم مصطلحات واوصاف مرفوضة في حق القوة التنفيذية و"حماس"، كما تنشر معلومات غير صحيحة في احيان كثيرة. واضافت ان بعض الصحف يخرج بشكل شبه يومي بعناوين عريضة مانشتات تستخدم خلالها اوصاف مثل"ميليشيات حماس السوداء"، و"المليشيات الدموية"، أو"القوة التنفيذية غير الشرعية"و"الخارجة على القانون"، و"القتلة"وغيرها من الاوصاف. واتهمت بعض الصحف باستقاء معلومات من مصادر قد تكون كاذبة او غير دقيقة، او نشر موقف طرف من دون الآخر، او نقل اخبار عن مواقع اخبارية محلية ليست ذات صدقية او تابعة لحركة"فتح"وتعمل ضد"حماس"في شكل واضح. وفهمت"الحياة"ان عرقلة توزيع الصحف الثلاث في القطاع عبارة عن رسالة تحذير للسلطة الفلسطينية وحركة"فتح"من ان الحركة قد تمنع توزيعها نهائياً في القطاع ما لم يتم التراجع عن منع طبع وتوزيع صحيفتي"فلسطين"اليومية و"الرسالة"تصدر مرتين اسبوعياً التابعتين للحركة في الضفة الغربية. وقالت مصادر"حماس"ان ناشطين من حركة"فتح"هددوا في اعقاب سيطرة"حماس"على القطاع بحرق مطابع الأيام التابعة لصحيفة"الأيام"التي يرأس تحريرها اكرم هنية مستشار الرئيس محمود عباس، في حال استمرت في طبع الصحيفة وتوزيعها في الضفة. وفي مقابل سيطرة"حماس"على ثلاث اذاعات تابعة لقياديين وكوادر في حركة"فتح"بعدما فروا الى رام الله ابان الاقتتال الأخير الشهر الماضي، اقدم مسلحون من"فتح"على دهم عدد من المكاتب الاعلامية التابعة ل"حماس"، وهو ما يشكل انتهاكاً صاروخاً من الطرفين لحرية الرأي والتعبير وحرية المواطن في تلقي المعلومات من مصادرها بحرية.