سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ارتفاع ضحايا الاقتتال الى 26 وحكومة الوحدة الوطنية مهددة بانسحاب الشريك الثاني فيها . تصاعد خطير في الاقتتال بين "حماس" و "فتح" في غزة : استهداف منزل هنية ومقر عباس ومقار أمن وتلفزة
قتل ثلاثة فلسطينيين واصيب عشرات آخرون امس في اليوم الثالث من أعنف موجة من الاقتتال الداخلي منذ توقيع اتفاق مكة وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية قبل ثلاثة أشهر، ما يرفع عدد القتلى منذ مساء الاحد الماضي الى 26 قتيلاً، 18 منهم سقطوا أول من أمس. وشهد الاثنين الاسود مقتل قائد كتائب شهداء الاقصى الذراع العسكرية لحركة "فتح" جمال أبو الجديان وشقيقه ماجد وأب وأبنيه وعجوز وامرأتين وعدد من قادة"كتائب القسام"الذراع العسكرية لحركة"حماس". وتصاعدت الهجمات المتبادلة امس تصاعداً خطيراً تمثل باستهداف منزل رئيس الوزراء اسماعيل هنية بقذيفة"آر بي جي"بعد ساعات على اطلاق النار على مقر مجلس الوزراء. واعقب ذلك رد من مسلحي"حماس"استهدف مقر الرئيس محمود عباس بأربع قذائف هاون، في وقت امتدت فيه المعارك لتشمل مناطق اخرى من قطاع غزة. وسجل امس حدثان لافتان، تمثل أولهما في اصدار اللجنة المركزية لحركة"فتح"بياناً شنت فيه هجوماً عنيفا على قيادة حركة"حماس"، وذلك قبل ساعات من اجتماع تعقده اللجنة ليل الثلثاء - الاربعاء تقرر فيه نهائياً هل ستبقى في حكومة الوحدة الوطنية والمجلس التشريعي ام لا. اما الحدث الثاني فتمثل في إنذار غير مسبوق وجهته حركة"حماس"الى الاجهزة الامنية في القطاع، باستثناء الشرطة، بإخلاء مواقعها والرحيل عنها فوراًَ قبل أن تقتحمها وتسيطر عليها. وفي تطور لافت آخر، نادت"كتائب القسام"والقوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية عبر مكبرات للصوت محمولة ومن خلال المساجد على عناصر"فتح"ومقاتليها طالبة استسلامهم، فيما اعلنت عن منطقة وسط قطاع غزة شهدت اشتباكات عنيفة"منطقة أمنية مغلقة"في اجراء يعيد الى الاذهان اجراءات مماثلة كانت تتخذها قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد الفلسطينيين في القطاع، ولا تزال تستخدمها في الضفة الغربيةالمحتلة. وقالت مصادر فلسطينية ل"الحياة"ان القتلى الثلاثة هم اثنان من"كتائب القسام"أحدهما عمرو الرنتيسي 20 عاما ابن شقيق زعيم حركة"حماس"الشهيد عبدالعزيز الرنتيسي، وسعيد نصار العضو في القوة التنفيذية. وفيما اتهمت حركة"حماس"مسلحين ممن تصفهم ب"التيار الانقلابي الدحلاني"نسبة الى عضو المجلس الثوري للحركة محمد دحلان بإعدام الرنتيسي بعد ساعات على خطفه، قتل نصار مع عنصر من قوات الامن الوطني محمد صافي في اشتباكات عنيفة وقعت شرق مدينة دير البلح وسط القطاع. وشهدت منطقة ابراج المقوسي شمال مدينة غزة، حيث يقطن الناطق باسم فتح ماهر مقداد أعنف الاشتباكات امس. وقال شهود ل"الحياة"ان الاشتباكات المسلحة بدأت عند الفجر واستمرت طول نهار امس. واضافوا ان الهجوم الذي شنته"كتائب القسام"والقوة التنفيذية كان هدفه اقتحام منزل مقداد، الذي دافع عنه نشطاء من"القوة التنفيذية"التابعة لحركة"فتح"، وهي قوة حديثة التأسيس. كما دارت اشتباكات عنيفة في المربع الأمني الممتد من منطقة مجمع الاجهزة الأمنية"السرايا"وسط مدينة غزة وصولا الى شاطئ البحر غرباً وحي الشيخ عجلين جنوباً وأطراف حي الزيتون شرقاً، بما فيه حي تل الهواء، الذي شهد اشتباكات عنيفة متقطعة. وانتقلت الاشتباكات الى دير البلح وسط القطاع وخان يونس جنوب القطاع اللتين شهدتا توتراً نسبياً، فيما سيطرت القوة التنفيذية على موقع"القوة 17"في منطقة معن شرق خان يونس. وسيطرت حركة"حماس"سيطرة شبه تامة على شمال القطاع جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون فيما حاصرت عناصرها مقر المخابرات العامة الرئيس في منطقة السودانية شمال مدينة غزة وقصفته بقذائف الهاون و"آر بي جي". وجاء هذا القصف في سياق تهديدات"حماس"بالسيطرة على مقار الاجهزة الامنية الرئيسة في القطاع باستثناء الشرطة، ومنحت الموجودين فيها مهلة حتى الثانية من بعد الظهر، معلنة انتهاء المهلة وانها تسيطر على محيط هذه الاجهزة. ويوجد في مدينة غزة مقار رئيسة وفرعية للأمن الوقائي والمخابرات العامة وقوات الأمن الوطني و"القوة 17"والحرس الرئاسي. واحتل مسلحون من"حماس"مقر محافظة خان يونس ونصبوا حواجز على الطرقات وفتشوا بعض السيارات ودققوا في بطاقات هوية بعض الركاب. ومارست الامر نفسه حركة"فتح"في سبيل التعرف على نشطاء كل طرف وخطفهم او حتى إعدامهم. وتوعدت كتائب شهداء الاقصى باستهداف قادة"حماس"في الضفة في حال واصلت"حماس"المس بحياة قيادات"فتح"وكوادرها في القطاع. وتنفيذا لتهديداتها، خطف مسلحون من كتائب الاقصى الوكيل المساعد لوزارة النقل والمواصلات المنتمي لحركة"حماس"فيضي شبانة ونقلته الى جهة غير معلومة. واتهمت حركة"حماس"الحرس الرئاسي باقتحام مكتب فضائية"الأقصى"التابعة للحركة في رام الله ومصادرة اجهزتها واعتقال ثلاثة من العاملين فيها وضيف كان موجوداً صدفة في المقر. وبعد الظهر حاصرت قوات الأمن الوطني المؤيدة ل"فتح"مقر تلفزيون"الاقصى"التابع ل"حماس"في حي النصر بمدينة غزة. وجاء ذلك بعد ساعات على اتهام حركة"فتح"مسلحين من"حماس"بتدمير احد مكاتب فضائية فلسطين الرسمية. في غضون ذلك، لم تلق دعوة الرئيس عباس امس الى وقف النار فوراً آذاناً صاغية لدى المتصارعين في حرب دامية على السلطة، اذ تواصلت الاشتباكات العنيفة في أماكن عدة من القطاع. كما لم تلق مبادرة من حركة"فتح"اطلقها الناطق باسمها توفيق أبو خوصة ليل الاثنين - الثلثاء لوقف النار فوراً أي استجابة من حركة"حماس"، فضلا عن ان أياً من الفريقين المتحاربين لم يستجب لاتصالات أجراها رئيس الوفد الامني المصري المقيم في غزة اللواء برهان حماد بعقد اجتماع بينهما ليل الاثنين - الثلثاء. واضطر حماد الى توجيه الدعوة عبر شاشة فضائية"فلسطين"ليل الاثنين - الثلثاء لعقد لقاء بين الحركتين في مكتبه ظهر امس، مصحوبة بعبارات المناشدة والرجاء والتلويح باللجوء الى الشارع الفلسطيني لتنظيم تظاهرة شعبية ضد الفريقين. ولم يتم عقد اللقاء ظهر أمس، نظراً لعدم حضور ممثلي الفريقين الى الاجتماع على رغم الاتصالات الحثيثة التي أجراها قياديون في الجبهة الشعبية لعقد لقاءات بين الحركتين والوفد الامني المصري. وخلافا لهذه الدعوات فإن الاجنحة العسكرية لحركة"فتح"أعلنت امس حال الاستنفار العام في صفوفها رداً على اعلان القوة التنفيذية حال الاستنفار وتعبئة كل عناصرها ليل الاثنين - الثلثاء، ما يعني أن الوضع الميداني والامني يتجه نحو مزيد من التصعيد بين الطرفين. ورفض الطرفان الاستماع الى دعوات من عدد من الفصائل لوقف نزيف الدم ووضع حد لحمام الدم المستمر منذ شهور طويلة، وتبادلت الحركتان الاتهامات عن عمليات قتل وخطف وتدمير منازل وحرقها. واتهم مصدر في رئاسة الوزراء "جهات مرتبطة بجهات معادية أرادت اسقاط حكومة الوحدة الوطنية في شكل مسلح".