هدّد خلاف بين اثيوبيا واريتريا اللتين تلعبان دوراً في الصومال، بانقسام في منطقة شرق أفريقيا في الوقت الذي اجتمعت فيه دول المنطقة أمس الجمعة لمناقشة الأزمة الصومالية. واجتمع ديبلوماسيون في العاصمة الكينية نيروبي برعاية الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق افريقيا ايغاد المؤلفة من سبع دول. ويتوقع أن تسعى هذه الدول إلى مزيد من الدعم لقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي والمصالحة الوطنية في الصومال. وتتألف كتلة شرق أفريقيا من كينيا وأوغندا وجيبوتي واثيوبيا واريتريا والسودان والصومال. لكن اجتماع وزراء الخارجية سرعان ما تحول الى ساحة تجسّد فيها العداء المتأصل بين اثيوبيا واريتريا الدولتين اللتين لا تزال الخصومة سائدة بينهما بسبب الحرب الحدودية بين عامي 1998 و2000، ويخوضان حالياً ما يعتبره بعضهم"حرباً بالوكالة"في الصومال. واتهمت الصومال وحليفتها اثيوبيا اريتريا بتقويض الحكومة الصومالية الموقتة بتوفير الأسلحة للمقاتلين الضالعين في بعض من أسوأ أعمال العنف التي شهدتها مقديشو في 15 عاماً. واتهمت اريتريا الولاياتالمتحدةواثيوبيا ب"التدخل الخارجي غير المسؤول"تحت ستار مكافحة الإرهاب في الصومال. وقال وزير الدولة الإثيوبي للشؤون الخارجية تيكيدا أليمو للمشاركين في الاجتماع:"تحاول اريتريا تخريب ما نقوم به... اريتريا لا تقوم فقط بدعم وتعزيز الإرهاب في منطقتنا في شكل واضح بل إنها ضالعة فعلياً في الإرهاب". وذكرت تقارير صدرت عن الأممالمتحدة في شأن انتهاكات الحظر المفروض على نقل الأسلحة للصومال أن اريتريا مدت مجلس"المحاكم الإسلامية"السابق الذي تتهمه واشنطن بالعمل مع تنظيم"القاعدة"، بالأسلحة والتدريب. وتنفي اريتريا ذلك، لكن خبراء في المنطقة يقولون ان معظم تقارير الأممالمتحدة تتسم بالدقة. وقال اسماعيل هرة بوبا وزير الشؤون الخارجية الصومالي خلال الاجتماع:"يستطيع المرء أن يدرك بسهولة الدور التخريبي الذي تلعبه حكومة اريتريا... بتقديم الدعم المادي والمعنوي وغيره من أشكال الدعم أولاً لاتحاد المحاكم الاسلامية ثم لفلوله". ودعا الهيئة الحكومية للتنمية لفرض عقوبات على اريتريا. وقال أنديب جبرمسكل مدير الشؤون الخارجية الاريترية لافريقيا وآسيا والمحيط الهادي ان"وصف التطورات في الصومال في إطار الحرب الدولية على الإرهاب أمر غير منطقي وأحمق سياسياً". وفي أسمرا رويترز، قالت منظمة إعلامية حقوقية أمس ان صحافيين يعملان في وسيلة إعلامية اريترية حكومية معتقلان سراً في الصومال بعدما تم اعتقالهما هناك في أواخر العام الماضي.