خوض المنتخبان السعودي والياباني بطل الدورتين الماضيتين مواجهة قوية يمكن أن تطلق عليها تسمية"أم المعارك"الكروية اليوم في نصف نهائي كأس آسيا الرابعة عشرة الكرة القدم، والذي يشهد أيضاً مواجهة مثيرة بين العراقوكوريا الجنوبية. المنتخبان السعودي والياباني يحتكران ألقاب كأس آسيا في الدورات الست السابقة، ففاز به الأول أعوام 1984 و1988 و1996، والثاني أعوام 1992 و2000 و2004. ويتضمن سجل منتخب كوريا الجنوبية لقبين أيضاً في النسختين الأوليين عامي 1956 و1960. وحده العراق من بين فرسان المربع الذهبي للبطولة الحالية الذي لم يتوج بطلاً، وكان أفضل انجاز له فيها المركز الرابع عام 1976.وفضلاً عن السعي للوصول إلى المباراة النهائية وإحراز اللقب، فإن حسابات أخرى تدخل ضمن اهتمامات المنتخبات الأربعة، إذ إن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قرر أن يتأهل الثلاثة الأوائل في البطولة الحالية مباشرة إلى نهائيات الدورة المقبلة عام 2011. السعودية - اليابان إنها من دون شك معركة كروية منتظرة بين منتخبين يعتبران الأفضل على الساحة الآسيوية منذ سنوات، وسيكون للفائز فيها حظ وافر في إحراز اللقب والانفراد بالرقم القياسي لعدد مرات الفوز به برصيد أربع مرات. قدم المنتخبان عروضاً جيدة حتى الآن لكنها كانت متفاوتة بين مباراة وأخرى، فبدأ الياباني بطيئاً بتعادله مع قطر 1-1، قبل أن يرفع أوسيم الصوت مبكراً في وجه لاعبين قائلاً لهم:"لا أريد هواة داخل الملعب"، فانتفضوا وحققوا فوزين على الإمارات وفيتنام، قبل أن يتخطوا أستراليا التي رشحها الجميع لإحراز اللقب في مشاركتها الأولى في البطولة الآسيوية، وذلك بركلات الترجيح 4-3 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي 1-1. ويتميز المنتخب الياباني بقدرته على السيطرة على الكرة وتمرير الكرة أكبر قدر ممكن بين لاعبيه ثم الانطلاق بالهجمات السريعة وتمرير الكرات بعرض الملعب من الجهتين اليمنى واليسرى. من جهته، سار أداء المنتخب السعودي في خط تصاعدي، فالبداية كانت مقبولة بتعادل مع كوريا الجنوبية، قبل أن يقتنص فوزاً ثميناً من إندونيسيا على أرضها، ثم كشف لاعبوه إمكاناتهم بفوز كبير على البحرين بأربعة أهداف نظيفة، وكانت المباراة مع أوزبكستان المعروفة بقوة لاعبيها البدنية محطة مهمة للسعوديين لإظهار موهبتهم في التمرير وتبادل الكرات وسهولة صناعتهم للهجمات أمام المرمى. العراق - كوريا الجنوبية العراق ممثل العرب الثاني في نصف النهائي يسعى إلى تحقيق انجاز تاريخي بالفوز على كوريا الجنوبية والوصول إلى المباراة النهائية للمرة الأولى، إذ انه سقط في المحاولة الماضية عام 1976 أمام الكويت 2-3 قبل أن يحل رابعاً في أفضل نتيجة له في البطولة حتى الآن. لفت العراق الأنظار في مبارياته الأربع حتى الآن واستحق بلوغ نصف النهائي قياساً على أدائه الجيد وروح لاعبيه القتالية وفنياتهم العالية، خصوصاً قائده وهدافه يونس محمود ونشأت أكرم وهوار محمد. ميزة المنتخب العراقي أنه لا يخشى مواجهة المنتخبات القوية، وخير دليل على ذلك فوزه الصريح على نظيره الأسترالي 3-1 في الدور الأول في أهم اختبار له في البطولة. ويدرك البرازيلي جورفان فييرا الذي تولى تدريب منتخب العراق لمدة شهرين لقيادته في البطولة أن ما حقق فريقه حتى الآن يعتبر انجازاً، لكنه يبدو مصمماً على متابعة المشوار والوصول إلى النهائي على الأقل. معنويات لاعبي المنتخب العراقي مرتفعة جداً، خصوصا أنهم يعتبرون أن كل نجاح لهم يشكل فرحة للشعب العراقي الذي يمر في محنة صعبة، وهو ما يدفعهم إلى تقديم المزيد. وقد تلقى فييرا أنباء سارة من الجهاز الطبي للمنتخب العراقي عن إمكان مشاركة لاعب الوسط صالح سدير 25 عاماً بعد تعرضه إلى إصابة في ركبته ضد أستراليا. في المقابل، يسعى الكوريون إلى إعادة اللقب إلى سيول للمرة الأولى منذ 47 عاماً، إذ إنهم فشلوا منذ فوزهم باللقبين الأولين في إعادة الوصل مع الكأس، مع أنهم خسروا في المباراة النهائية ثلاث مرات في أعوام 1972 أمام إيران، و1980 أمام الكويت، و1988 أمام السعودية. تحسن مستوى المنتخب الكوري الذي يقوده الهولندي بيم فيربيك، ويتميز بتنظيم جيد، خصوصاً في خطي الوسط والدفاع، لكنه ما يزال يفتقد الفعالية الهجومية، على رغم وجود المهاجمين لي غونغ دوك ويوم كي هون ولي تشون سو. ولم يسجل الكوريون سوى ثلاثة أهداف في أربع مباريات حتى الآن، وجاءت بواقع هدف في كل مباراة في الدور الأول، في حين انتهت مواجهتهم مع الإيرانيين في ربع النهائي بالتعادل السلبي قبل أن تحسم بركلات الترجيح 4-2. ويضم المنتخب الكوري حارساً ممتازاً هو المخضرم لي وون جاي الذي صد ركلتي ترجيح للإيرانيين مهدي مهداوي ورسول خطيبي. فيربيك أعلن مراراً أن هدفه"الوصول إلى النهائي وإحراز اللقب للمرة الأولى منذ 47 عاماً"، معترفاً بپ"وجود مشكلة في خط الهجوم تحول دون تسجيل لاعبيه عدداً أكبر من الأهداف".