سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المرحلة الاولى من الانتخابات تجرى في اجواء هادئة ... وإقبال في حدود 28 في المئة مع دعوة عون والارمن و "الكتائب" الى المقاطعة . لوائح الحريري تضمن انتصاراً كاملاً في بيروت رغم الاقبال الضعيف خصوصا من المسيحيين
دارت المعركة السياسية في المرحلة الأولى من الانتخابات النيابية اللبنانية في العاصمة بيروت امس على مدى ارتفاع او انخفاض نسبة الاقتراع، في ظل انخفاض منسوب المنافسة على المقاعد ال 19 المخصصة لها، لمصلحة"تيار المستقبل"بزعامة سعد الدين رفيق الحريري وحلفائه، والتي كان فاز منها 9 مرشحين بالتزكية، قبل حصول عمليات الاقتراع لغياب المرشحين او انسحابهم في مواجهتهم. واقتصرت المعارك الانتخابية على بعض المقاعد في الدوائر الثلاث لبيروت، لكنها ظلت من دون تكافؤ، لأن هدف منافسي لائحة آل الحريري، التي شكل التعاطف الشعبي المتواصل معها بعد 106 ايام على اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري رافعة انتخابية لها، كان تسجيل ارقام انتخابية عالية، اما بأمل اختراق اللائحة او لتأكيد رفض احادية الزعامة في العاصمة. راجع ص 4 و5 ولم تسجل اي حوادث امنية خلال الاقتراع التي جرت في ظل وجود مراقبين دوليين ومحليين اشادوا باجواء الهدوء التي رافقت العملية. كما ان الشكاوى القليلة التي سجلت تعلقت غالبيتها بقضايا القيد. إلا ان الدعوة التي اطلقها"التيار الوطني الحر"بزعامة العماد ميشال عون وحزب الطاشناق الأرمني، ورموز"القاعدة الكتائبية"المعارضة وبعض المرشحين المنفردين في المناطق المسيحية من العاصمة، احتجاجاً على قانون الانتخاب الذي يجمعها مع مناطق اخرى ذات الأكثرية الإسلامية في دائرة واحدة، أدت الى خفض نسب الاقتراع عما كانت عليه في انتخابات العام 2000 اكثر من خمس نقاط. وجاءت الأرقام الأولية التي اعلنها مساء وزير الداخلية حسن السبع لتشير الى ان متوسط نسبة الاقتراع العامة في دوائر بيروت الثلاث كانت زهاء 28 في المئة عدد الناخبين 419 ألفاً، مقارنة بنيف و33 في المئة في العام 2000 وجاء هذا الانخفاض بسبب استجابة قطاع من الناخبين المسيحيين لدعوة المقاطعة، على رغم النشاط الذي بذله تيار"القوات اللبنانية"والكتائب الموالين للرئيس السابق امين الجميل و"لقاء قرنة شهوان"المتحالفين مع لائحة"تيار المستقبل"والممثلين بصولانج بشير الجميل والزميل جبران تويني، لتأمين كثافة الاقتراع، وبدا الانقسام المسيحي واضحاً في هذا المجال اذ وقف شبان تيار عون مقابل شبان تيار"القوات"في ساحة منطقة الأشرفية التي تضم اكبر تجمع مسيحي في العاصمة ليدعو الفريق الأول المواطنين الى المقاطعة ويطالبهم الآخرون بالاقتراع. ونتيجة لذلك جاء متوسط نسبة الاقتراع في المناطق المسيحية زهاء 15 في المئة وفق احصاءات اولية لماكينة الحريري الانتخابية، في مقابل 29 في المئة في العام 2000. اما في المناطق السنية من بيروت فجاء متوسط النسبة في الدوائر الثلاث قريباً من ال 47 في المئة، وسط تقديرات بأن الإقبال وسط الناخبين الشيعة كان اقل من المتوقع، على رغم التزام جمهور"حزب الله"باللائحة التي يترأسها الحريري وتضم امين شري مرشحاً عنه في عدادها. إلا ان ارتفاع نسبة الاقتراع وسط السنّة لم يمنع تسجيل حصول منافسة على المقعد الأرثوذكسي في دائرة بيروت الثانية بين النائب السابق نجاح واكيم الخصم التقليدي لآل الحريري، مقابل النائب عاطف مجدلاني، عن المقعد الأرثوذكسي، على لائحة"تيار المستقبل"، التي بدا اعضاؤها غير الفائزين بالتزكية متقدمين على منافسيهم بأشواط. وأشارت الأرقام التي كانت بدأت ترد مساء الى تقدم مجدلاني بآلاف الأصوات على واكيم. وفي انتظار صدور النتائج الرسمية صباح اليوم، فإن الساعات المقبلة ستنقل الاهتمام بالمعركة الانتخابية الى المناطق الأخرى، خصوصاً في جبل لبنان والبقاع والشمال. وكان الوزير السبع، جال صباحاً على اقلام الاقتراع برفقة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، فيما تواجد المراقبون الدوليون في اقلام الاقتراع، حتى تلك التي شهدت مقاطعة شبه كاملة. وقال السبع في مؤتمر صحافي ان الانتخابات أجريت بعيداً من أي ضغوط او اكراه وأن القوى الأمنية وفرت الأمن للمواطنين وأنه لم يحصل أي مشكلة. وأكد انه تلقى تهنئة من مراقبين دوليين على نموذجية الانتخابات، ورفض الرد على اتهام النائب واكيم له بأنه منحاز. وتلا السبع نسب الاقتراع في دوائر بيروت الثلاث وبعض احيائها كالآتي: بيروت الأولى 32 في المئة، بيروت الثانية 31 في المئة وبيروت الثالثة 21 في المئة حيث المقاطعة الأرمنية شبه الكاملة، وقال ان بعض المناطق شهد اقبالاً بنسبة 11 في المئة فقط مثل الرميل والمرفأ والمدور ناخبون أرمن ومسيحيون. عون: نتائج محسومة سلفاً وتعليقاً على النسب غير النهائية التي اعلنها وزير الداخلية عن نسب المقترعين قال العماد ميشال عون: اعتقد انها ما زالت عالية لكن النسبة الحقيقية هي التي سجلت في"الشرقية"يقصد المناطق المسيحية ما بين 10 و11 ومعدلها، اما في"المنطقة الغربية"فهناك حال عاطفية مؤثرة دفعت الناس الى الانتخاب. خصوصاً ان القانون كان حسم النتائج سلفاً ولم يكن هناك أي تشاور لتأليف اللوائح لتصحيح ما حدث من خلل في قانون الانتخابات". وقرأ عون نسب المشاركة سياسياً قائلاً:"انها تعبر إما عن عدم اهتمام أو عن يأس من الوضع الراهن لأنه لا يبشر بأي تغيير او اصلاح". ورد"عدم التجاوب مع الدعوات الى الانتخاب الى ان اصحاب الدعوة هم من التقليديين الذين لم يتغيروا ولم يتغير اسلوبهم. وهذا الخط حكم البلد 15 سنة وظهر الفساد في زمنه ولا يزال مستشرياً"، معتبراً"ان تيار المستقبل فشل انتخابياً، اذ على رغم الحال العاطفية تدنى مستوى المشاركة". وعن تناقض موقفه بين المقاطعة في بيروت والمشاركة في مناطق اخرى رد الأمر الى"ان النتائج محسومة في بيروت". وكرر رفضه"تهميش قسم من اللبنانيين"، وقال:"نحن نريد تمثيلاً صحيحاً". واعتبر ان ما سيحصده نجاح واكيم من اصوات دليل على نجاحه برأيي على رغم الجهاز الانتخابي والوسائل المدمرة من بترودولار الى الإعلام وغيره". واعتبر ان الناس ستقبل في جبل لبنان على انتخاب مرشحي"التيار الوطني الحر"وخطه. نتائج غير نهائية وأفادت مصادر ماكينة الحريري الانتخابية ليلاً ان اكثر من 116 ألف انتخبوا في العاصمة من اصل 420 ألفاً مسجلين على اللوائح الرسمية يشملون المغتربين والمهاجرين. وقالت المصادر ان فرز 73 في المئة من اقلام الاقتراع في دائرة بيروت الأولى ادى الى حصول سعد الحريري على 34028 صوتاً وعمار الحوري على 27539 مقابل حصول منافسه احمد دباغ على 5122، وجبران تويني على 26179 مقابل حصول منافسه خليل برمانة على 6003. وفي بيروت الثانية ادى فرز 72 في المئة من الأقلام الى حصول بهيج طبارة على 18849 صوتاً ووليد عيدو على 17493، ومنافسه عدنان عرقجي على 5245، وعاطف مجدلاني على 17519 مقابل 9416 لمنافسه نجاح واكيم، ونبيل دي فريج على 21158 مقابل حصول منافسه على 3122، وأمين شري على 22612 مقابل منافسه ابراهيم شمس الدين 3372. اما في بيروت الثالثة فحصل محمد قباني في 210 اقلام من اصل 273 قلم، على 19157 وغنوة جلول على 18496 مقابل 4255 لمنافسها عدنان طرابلسي. الحريري: بيروت أظهرت وفاءها وغصت دار آل الحريري بحشود كثيرة ليلاً فألقى سعد الحريري كلمة وصف فيها النتائج بأنها انتصار للرئيس الشهيد وقال:"بيروت اظهرت حجم وفائها للرئيس الحريري، وإن شاء الله الوفاء نفسه في البقاع والشمال. إنه انتصار للديموقراطية التي حاولوا اغتصابها وللحرية والاستقلال وللشباب الذين نزلوا في 14 آذار، وعلى رغم ذلك هناك جرح فلو كان رفيق الحريري بيننا لكنا اكثر فرحاً، واليوم نمد ايدينا الى من لم يصوّتوا، فنحن نصر على التواجد مع الآخر ومن اجل فتح حوار، نحن اليوم كرسنا الوحدة الوطنية وصوتنا اليوم سيخيف اناساً كثراً، الناس الذين يحاولون تخبئة الحقيقة، لكننا سنعرف من قتل رفيق الحريري ومن ساعد في قتله ودمه لن يذهب هدراً". وأضاف:"حلفاؤنا واضحون هم وليد بك وقرنة شهوان و"القوات اللبنانية"والكتائب وكل الأحزاب التي كانت معنا في 14 آذار". من جهة ثانية، اعلن الأمين القطري لمنظمة حزب البعث عاصم قانصوه سحب ترشيحه عن المقعد الشيعي في بعلبك الهرمل مؤكداً ان لا مرشح للحزب في هذه الدائرة.