اعتصم مئات الفلسطينيين في مدينة غزة امس تضامنا مع الاسرى والمعتقلين العرب والفلسطينيين في سجون الاحتلال، وضغطا على المفاوضين واسرائيل لاطلاقهم. واقام المعتصمون خيمة اعتصام مفتوحة في حديقة الجندي المجهول قبالة المجلس التشريعي وسط المدينة، رفعوا عليها الاعلام الفلسطينية ورايات الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية وصورا لعدد من الاسرى والمعتقلين ولافتات تندد بموقف الحكومة الاسرائيلية من قضيتهم، واخرى تدعو الى اطلاقهم من دون قيد او شرط او تمييز. وتعتبر الخيمة باكورة سلسلة من الفعاليات المختلفة، التي تنظمها الهيئة الفلسطينية للدفاع عن الاسرى حديثة التأسيس. وشارك في افتتاح الخيمة قبل ظهر امس عدد من قياديي الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية واركان وزارة شؤون الاسرى والمحررين وجمعية الاسرى والمحررين حسام، فيما غاب عنها وزير الدولة لشؤون الاسرى والمحررين هشام عبدالرازق، الذي كان في طريقه للانضمام الى الوفد الفلسطيني، الذي التقى رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون. وتأتي سلسلة الفعاليات التي تنظمها الهيئة في الوقت الذي يعاني اكثر من ستة الاف اسير ومعتقل الامرين في زنازين وغياهب سجون الاحتلال الاسرائيلي الذي يحاول استخدام ورقتهم للضغط على الفلسطينيين وابتزازهم لتقديم تنازلات في قضايا اخرى، خصوصا وان الدولة العبرية تعرف مدى اهمية قضيتهم بالنسبة الى المجتمع الفلسطيني. ورفضت اسرائيل اطلاق من قتلوا اسرائيليين، ووضع جهاز الامن العام الاسرائيلي شاباك معايير قاسية لاطلاقهم وافقت عليها الحكومة الاسرائيلية قبل نحو اسبوعين. واعلنت اسرائيل اخيرا انها تنوي اطلاق نحو 350 اسيرا، اضافت اليهم نحو 50 من حركتي "المقاومة الاسلامية" حماس و"الجهاد الاسلامي"، بعد ان كانت ترفض اطلاق أي من معتقلي الحركتين. وتقول مصادر فلسطينية ان هناك نحو 6400 اسير ومعتقل فلسطيني وعربي في سجون الاحتلال بينهم نحو 16 لبنانيا، ومواطنون من دول مثل الاردن وقطر والسودان وسورية. وبين الاسرى 1571 محكوماً، و1400 معتقل اداري، و3400 موقوف، و767 اسيراً مريضا، و2500 معتقلون منذ ما قبل الانتفاضة، وثلاثة معتقلين قضوا اكثر من 25 عاما، و286 أسيراً محكومين مدى الحياة. وهناك ايضا 60 أسيرة يعشن ظروفا مأسوية في سجن النساء "نفي ترتسا" في مدينة الرملة وسط اسرائيل. وبين المعتقلين قياديون بارزون في منظمة التحرير والسلطة مثل عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة، نائب الامين العام ل"لجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" عبدالرحيم ملوح، وركاد سالم الامين العام ل"جبهة التحرير العربية"، والنائبين في المجلس التشريعي مروان البرغوثي وحسام خضر، علاوة على الشيخ حسن يوسف احد قياديي "حماس". وفي افتتاح الخيمة تحدث امين سر الهيئة مسعود الراعي، وعضو المكتب السياسي ل"الجبهة الشعبية" جميل مجدلاوي وآخرون. وقال الراعي في كلمته ان الأسرى والمعتقلين يتعرضون الى "هجمة شرسة تشنها إدارة السجون عليهم تستهدف كسر ارادة وصمود هؤلاء الأبطال بفرض سلسلة من الإجراءات العقابية ضدهم، من عزل في زنازين الموت الانفرادية، حيث لا شمس تسطع ولا صوت يسمع، ومن هجوم على انجازاتهم النضالية التي حققوها عبر سلسلة من النضالات التاريخية قدموا فيها شهداء وجرحى سطروا صورا من التاريخ الساطع للحركة الاسيرة". وأشار الى ان "الاخ المناضل الاسير العربي اللبناني سمير قنطار الذي سيحتفل قريبا بمرور ربع قرن على وجوده في الاسر تستقر رصاصة في رئته منذ 25 عاما يتألم ويصرخ، لكن صوته الوحدوي يهز أركان المعتقل ويرعب ويدهش جلاديه السجانين على رغم الالم المتواصل والاهمال المتعمد في علاجه". ولفت الى ان "الاخت المناضلة عطاف عليان التي لم تتوقف لحظة عن نضالها على رغم فترات الاعتقال الطويلة والمتتالية، حيث عرفتها معظم المعتقلات، يترنح جسدها النحيل من شدة الالم وتعاني من امراض عدة جراء الاضرابات البطولية عن الطعام، هذه المناضلة المريضة تعاقب حاليا في زنازين الموت الانفرادية، حيث لا علاج يقدم لها على رغم خطورة امراضها". وفي غمز لجهة حكومة محمود عباس ابومازن قال الراعي في كلمته باسم الهيئة: "نرفض بشدة أي تهاون او تقصير من أي جهة كانت في التعامل مع ملف الاسرى وسنقاوم أي محاولة للالتفاف او القفز عن موضوع اطلاقهم". وباسم القوى والفصائل الوطنية والاسلامية وجه مجدلاوي "التحية لاخواننا ورفاقنا الابطال الذين يقبعون في زنازين العدو الفاشي، واقول لهم انه لا حرية لاحد منا ولا حرية للوطن وللانسان الفلسطيني من دون حريتكم جميعا". وشدد على انه "لن يصمد الامن والسلام والاستقرار الا بحصولكم على حريتكم". وباسم الاسرى والمعتقلين تحدث رفيق حمدونة مدير جمعية "حسام" مشدداً على أن الاسرى سيرفضون "أي اتفاق مع اسرائيل لا يتضمن جدولا زمنيا محددا لاطلاقهم جميعا من دون تمييز".