تخوفت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة فاو في أحدث تقرير بعنوان "آفاق المحاصيل وحالة الأغذية"، تراجعاً في إنتاج الحبوب في بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المتدني، مع استمرار ارتفاع الأسعار الدولية". ورجحت أن يؤدي ذلك الى"صعوبة في إمدادات الأغذية في هذه البلدان العام المقبل". لكن"فاو"لم تسقط احتمال ارتفاع إنتاج الحبوب في هذه البلدان"بعد أربع سنوات متتالية من النمو القوي نسبياً وهو زاد على واحد في المئة هذه السنة، مقارنة بالعام السابق. لكن هذا المعدل يتدنى عن معدل النمو السكاني". وباستثناء أكبر بلدين منتجين هما الصين والهند، توقع التقرير أن يتراجع إنتاج الحبوب الإجمالي في بقية بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المتدني في شكل طفيف مقارنة بالسنة السابقة". شمال أفريقيا وعن منطقة شمال أفريقيا، أفاد التقرير أن محاصيل الحبوب في المغرب"تضررت بسبب الجفاف"، مقدراً حجم الإنتاج ب"ربع ما وصل إليه العام الماضي". فيما لاحظ أن نتيجة موسم الحصاد في الجنوب الإفريقي كانت"متباينة". ففيما تراجعت المحاصيل في شكل حاد في زمبابوي وناميبيا وليسوتو وسوازيلند نتيجة الجفاف، سجل الإنتاج في دول ملاوي وأنغولا وموزمبيق ومدغشقر وزامبيا"زيادة قياسية". وتراجع الموسم الزراعي في منطقة الساحل بغرب القارة الأفريقية، ل"عدم انتظام هطول الأمطار". لكن آفاق محاصيل الحبوب للعام الجاري تبدو"مواتية"في معظم بلدان شرق أفريقيا، باستثناء الصومال الذي يتوقع أن تتراجع فيه المحاصيل نتيجة عدم انتظام هطول الأمطار في المناطق الزراعية الرئيسة. آسيا واختلفت معدلات الإنتاج في آسيا، بحسب ما أورد التقرير إذ لمس أن آفاق المحاصيل للموسم الرئيس للعام الجاري من الحبوب الخشنة والأرز"مواتية عموماً في الشرق الأقصى بعد تساقط أمطار الأعاصير الموسمية في مواعيدها". يشار الى أن الصين والهند وباكستان"شهدت موسماً وفيراً في محصول القمح هذه السنة، في حين تراجع في بنغلاديش بتأثير الظروف المناخية غير المواتية. بلدان الأزمة وبين تراجع المواسم في دول إفريقية وارتفاعها في دول آسيوية، قدّرت المنظمة أن 28 بلداً"تواجه صعوبات خطيرة"في المجال الغذائي. إذ أدت فترات الجفاف الطويلة وعدم انتظام هطول الأمطار في كل من زمبابوي وسوازيلند وليسوتو الى"أسوأ مواسم حصاد رئيسة فيها". وتوقع أن يتراجع خلال العام الجاري حجم الإنتاج من المحصول الغذائي الأساسي وهو الذرة في البلدان المذكورة بنسبة 43 في المئة تقريباً في زمبابوي و 51 في المئة في ليسوتو و 60 في المئة في سوازيلاند مقارنة بإنتاج عام 2006. وحذرت"فاو"في تقريرها من أن تؤثر الأسعار الإقليمية والمحلية المتزايدة وتراجع الإنتاج من الأغذية"سلباً في الأمن الغذائي لما يزيد على 4 ملايين إنسان مهدد بالأخطار في زمبابوي". إذ كشف أن تجاوز معدل التضخم بنسبة 4500 في المئة خلال أيار مايو الماضي، أضعف القوة الشرائية في شكل دراماتيكي، وحدّ في شكل لافت من فرص الحصول على الإمدادات الغذائية المتاحة للأسر ذات الدخل المتدني والدخل المتوسط. فيما اعتبر ان الحال الراهنة في شرق القارة الأفريقية، والجزء الجنوبي من الصومال تحديدا،ً تشكل مصدر قلق خاصاً نتيجة العنف المتواصل وتأثيره في هذا البلد خصوصاً في العاصمة مقديشو، حيث يتعرض مئات الألوف من الأشخاص الى التشرد، فضلاً عن تقييد النشاط التجاري والاقتصادي. أما في السودان، فيبقى انعدام الأمن عاملاً رئيساً يعوق فرص الحصول على الأغذية خصوصاً في منطقة دارفور المضطربة وأوردت"فاو"أن حال الإمدادات الغذائية في جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية"تبقى غير مستقرة"، وتغير التقارير أن دفعة من 400 ألف طن من الأرز كانت تعهدت بها جمهورية كوريا على شكل معونات غذائية، وصلت فعلاً نهاية حزيران يونيو الماضي. أما في نيبال فيقدر التقرير أن 42 منطقة من أصل 75"تعاني عجزاً غذائياً"، وعزا ذلك الى"انعدام الأمن الغذائي المزمن". فيما لفت الى أن حال الأمن الغذائي في العراق"تبقى متأثرة سلباً بالصراعات والمشاكل الأمنية". وأشارت الوكالات الإنسانية الى أن ما يزيد على 1.8 مليون إنسان، مشردون داخل البلاد، فضلاً عن فرار مليونين الى خارج البلاد أما في بوليفيا فتؤمن المعونات الإنسانية الى غالبية الأسر الريفية المهددة، إذ تضررت نتيجة الخسائر الخطيرة التي تكبدتها في المحاصيل والثروة الحيوانية، بسبب الجفاف والفيضانات خلال الموسم الزراعي الرئيس في وقت مبكر من العام الجاري.