اعتبر معلقون في الشؤون الحزبية في إسرائيل قرار لجنة تقصي الحقائق في الحرب على لبنان لجنة فينوغراد إرجاء نشر تقريرها النهائي بضعة أشهر، أي إلى العام المقبل بمثابة منح فرصة لرئيس الحكومة ايهود اولمرت لالتقاط أنفاسه وإبعاد سيف اللجنة المصلت على رقبته منذ نشر التقرير الجزئي للجنة قبل ثلاثة أشهر الذي حمل اولمرت مسؤولية الفشل في اتخاذ القرارات الصائبة عشية الحرب وخلال الأيام الخمسة الأولى منها ما أنذر بتقرير نهائي أشد وطأة يدين اولمرت بالفشل الذريع في تحقيق النتائج المرجوة إسرائيلياً من الحرب. وكان رئيس اللجنة القاضي المتقاعد الياهو فينوغراد أعلن ان اللجنة ستتيح للأشخاص الذين قد يتضررون جراء الانتقادات الموجهة لهم في التقرير تقديم الاعتراضات أمام اللجنة قبل نشر التقرير النهائي ما يضطر اللجنة إلى إرجاء نشر التقرير بضعة اشهر، علماً انه كان متوقعاً صدوره في تشرين الأول اكتوبر المقبل. ويرى مراقبون أن إرجاء النشر يعني إرجاء هزة سياسية كان لا بد ان يحدثها التقرير بل انتظرتها الحلبة السياسية بفارغ الصبر، وبالتالي إرجاء ما يتوقع أن يكون حكماً على اولمرت بمغادرة منصبه. كما يصب إرجاء النشر في مصلحة زعيم"العمل"وزير الدفاع ايهود باراك المعني بالبقاء في منصبه نحو عام لتعزيز مكانته في الرأي العام الإسرائيلي ك"سيد الأمن"في الدولة العبرية على نحو يمكنه من أن يكون منافساً قوياً لزعيم"ليكود"بنيامين نتانياهو المرشح في استطلاعات الرأي بالفوز في الانتخابات البرلمانية المقبلة وتشكيل حكومة جديدة برئاسته. ووصف احد المعلقين في الشؤون الحزبية إرجاء النشر على انه"بشرى سارة"لاولمرت لا يمكنه توقع أفضل منها بالذات في يوم شن عليه"مراقب الدولة"هجوماً حاداً على إدائه وحكومته وقيادة الجيش للأمور خلال الحرب. وكتب المعلق ان الكرسي تحت اولمرت"سيتوقف عن الاهتزاز"لفترة طويلة متوقعاً أن يفقد التقرير النهائي المتوقع صدوره مع مرور عامين على الحرب من سطوته"بعد أن تزال الحرب ونتائجها عن جدول الأعمال القومي". وأشار المعلق إلى نجاح اولمرت في البقاء في منصبه رغم العاصفة الشديدة التي أثارها نشر التقرير المرحلي وفي أوج استياء شعبي منه ووسط الأصوات الكثيرة، حتى داخل حزبه"كديما"التي طالبته بالانصراف إلى بيته.