سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ازدياد الأصوات المطالبة برحيله مع بيريتس ... ووزير بلا حقيبة استقال غداة نشر تقرير لجنة فينوغراد . أولمرت يسعى جاهداً إلى كسب الوقت للحفاظ على منصبه واستراتيجيته تستند إلى التشديد على "اصلاح الأخطاء"
اتفق معظم المعلقين الإسرائيليين غداة نشر تقرير"اللجنة الحكومية لفحص مجريات حرب لبنان الثانية"لجنة فينوغراد على ضرورة استقالة كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود أولمرت رئيس حزب"كديما"ووزير الدفاع عمير بيريتس رئيس حزب"العمل". وغداة نشر التقرير المرحلي للجنة فينوغراد التي حملت أولمرت وبيريتس ورئيس الأركان السابق الجنرال دان حالوتس مسؤولية"الفشل الذريع"في إدارة الحرب على لبنان، حاول أولمرت أمس كسب الوقت للحفاظ على منصبه في مواجهة الأصوات المنادية من كل حدب وصوب باستقالته. وقالت صحف اسرائيلية أمس ان"الخناق يضيق"على أولمرت بعد نشر تقرير فينوغراد. وتوقعت وسائل إعلام اسرائيلية حدوث"زلزال سياسي"من شأنه اجبار أولمرت وبيريتس على الاستقالة. وقالت صحيفة"يديعوت أحرونوت"عن نتائج لجنة التحقيق التي شكلتها الحكومة برئاسة القاضي السابق الياهو فينوغراد:"لم يكتب أبدا مثل تلك الكلمات القاسية عن رئيس للوزراء كما حدث في تقرير فينوغراد". وجاء في صحيفة"معاريف":"يدرك مساعدو أولمرت تلك الحقيقة المريرة وهي أنه لا يمكن أن يبقى رئيسا للوزراء بعد ذلك التقرير". وبدأت رياح عصيان تعصف حتى في صفوف حزب"كديما"بينما يلمح اعضاء في حزب الوسط هذا بمن فيهم وزراء الى انهم سيدعون رئيس الوزراء الى مغادرة السلطة. وأكد مسؤول في حزبه طالباً عدم كشف هويته"انها مسألة ايام قبل ان يدعو احد ما في كديما اولمرت علناً الى الاستقالة". وأعلن الوزير الاسرائيلي من دون حقيبة ايتان كابل خلال مؤتمر صحافي امس استقالته من حكومة اولمرت وقال:"لا يمكنني بعد نشر هذا التقرير البقاء في حكومة برئاسة ايهود اولمرت"، معتبراً ان على رئيس الوزراء الذي"فقد ثقة الشعب ان يستقيل على الفور". وهو اول وزير في حكومة اولمرت يتخلى عن منصبه غداة نشر نتائج التقرير. وأظهر استطلاع للرأي طلبت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي اجراءه ان 69 في المئة من الجمهور الاسرائيلي يعتقدون ان اولمرت يجب ان يستقيل، وان 74 في المئة يرون ان على بيريتس ان يستقيل. وأجمعت الصحف الاسرائيلية على رأي واحد، إذ فيما كتبت"يديعوت احرونوت"في عنوانها الرئيسي"مسدس في رأس اولمرت"، كان عنوان"معاريف"هو"اولمرت يتوجه الى المخرج"، ورأت"هآرتس"ان رئيس الوزراء"فشل". وأكد كاتب الافتتاحية الشهير في"يديعوت احرونوت"ناحوم بارنياع الذي يتمتع بنفوذ كبير ومنح اخيراً"جائزة اسرائيل"، وهي أرفع جائزة في البلاد:"اذا بقي اولمرت في منصبه سيصبح من الصعب ان يتحمل أي شخص مسؤولية شخصية في أي مسألة ويمكن لاسرائيل ان تعلن بفخر انها اصبحت جزءا من العالم الثالث". وفي صحيفة"معاريف"كتب بن كاسبيت ان المقربين من اولمرت"يعرفون الحقيقة وأنها مرة: لا يمكن لرئيس الوزراء البقاء في منصبه بعد تقرير كهذا. يجب ان يرحل". وجاء تقرير لجنة التحقيق الاسرائيلية اقسى من التسريبات الأخيرة للصحف. وقد وجهت انتقادات حادة لوزير الدفاع بيريتس وأولمرت الذي حمّله مسؤولية"فشل ذريع"في ادارة هذه الحرب. وكتبت"هآرتس"ان الأهم هو معرفة"ما اذا كانت هذه الحكومة التي يقودها اولمرت قادرة على خوض الحرب المقبلة وكسبها". واضافت ان"الجواب الذي يكمن في التقرير هو لا من دون أي احتمال للنقض ... لذلك على الحكومة الرحيل بشكل او بآخر". وستنظم غداً الخميس تظاهرة كبيرة للدعوة الى استقالة اولمرت وبيريتس في تل أبيب بدعوات من منظمات يمينية ويسارية وجمعيات الدفاع عن جنود الاحتياط وأسر حوالي 160 جندياً او مدنياً قتلوا في الحرب الأخيرة. وأخيراً، قُدم طلب امس الى المحكمة الاسرائيلية العليا للمطالبة بإقالة اولمرت من مهماته. وفي مواجهة هذه الانتقادات رفض اولمرت مساء الاثنين الاستقالة. وقال في خطاب بثه التلفزيون والاذاعة الاسرائيليان:"لن يكون مناسباً ان استقيل ولا انوي ذلك". وأقر بوجود"اخطاء عدة ارتكبها الذين اتخذوا قرارات، وأنا على رأسهم. يجب تصحيح هذه الاخطاء". وعمد كل المقربين من اولمرت، من وزراء ومستشارين، الى اتباع استراتيجية موحدة في الرد على اسئلة الصحافيين حول هذا الموضوع، إذ استندوا الى اشارته الى انه ينوي تصحيح الأخطاء، وأكدوا جميعاً ان اولمرت الذي اعترف بارتكابه"اخطاء"هو الوحيد القادر على تصحيحها. غير ان رئيس لجنة التحقيق القاضي الياهو فينوغراد حذر من ان التقرير النهائي للجنة المتوقع صدوره في الصيف، يمكن ان يتضمن"توصيات شخصية"بما معناه توصيات بالاستقالة. ويرى المعلقون ان اولمرت يأمل بأن يتمكن من اقناع اللجنة بألا توصي باستقالته عبر تطبيقه الاجراءات التي اوصت بها ولا سيما لجهة حماية المدنيين. وخلال الحرب التي استمرت بين 12 تموز يوليو و14 آب اغسطس اضطر نحو مليون اسرائيلي في الشمال الى الاحتماء في ملاجئ محصنة او النزوح باتجاه الجنوب هرباً من الصواريخ التي اطلقها باتجاههم مقاتلو"حزب الله"اللبناني والتي بلغ عددها نحو اربعة آلاف صاروخ. وكانت غالبية هذه الملاجئ مهملة من دون صيانة منذ سنوات، وفي اماكن كثيرة لم يكن هناك ملاجئ اصلاً، ولا سيما في المناطق العربية في الجليل. وصعق الرأي العام الاسرائيلي لرؤية الأسر والأطفال والعجزة يضطرون الى ترك منازلهم والاقامة في اماكن لا تتوفر فيها الشروط الصحية الدنيا وفي احيان كثيرة في اماكن لا اجهزة تكييف فيها في حمأة حر الصيف. واعتبر وزير الاسكان مئير شيتريت القريب من اولمرت انه"ليس وارداً قطع الرؤوس على الفور". واضاف:"ان القراءة بين سطور التقرير تظهر ان اللجنة تحذر الحكومة من انها اذا لم تتخذ اجراءات قبل الصيف فعندها قد يوصي التقرير النهائي باستقالات". من جهتهما، اشار الوزيران القريبان من اولمرت روني بار اون الداخلية وزئيف بويم استيعاب المهاجرين الى ان استقالة رئيس الوزراء ستؤدي الى انتخابات نيابية مبكرة. وقال بويم:"في هذه الحالة سيكون من المستحيل عملياً تطبيق توصيات التقرير قبل قرابة عام"تنشغل فيه البلاد بالحملة الانتخابية. وفي السياق ذاته، أكد تال سيلبرشتاين المستشار الاستراتيجي لأولمرت ان"ليس هناك افضل من اولمرت لتطبيق توصيات اللجنة"، مشيراً الى ان زعيم المعارضة بنيامين نتانياهو اعلن دعمه شن الحرب، وأن اولمرت كان يحيطه على الدوام بسير العمليات العسكرية. وتأتي هذه التلميحات من جانب فريق اولمرت في محاولة لقطع الطريق على عودة نتانياهو الى السلطة، اذ يمثل الأخير تهديداً جدياً لأولمرت كونه يتصدر قائمة استطلاعات الرأي.