أُدين عسكري أميركي أمس، في كاليفورنيا غرب في قضية قتل مدني عراقي عام 2006 في واحدة من جرائم حرب في العراق لطخت سمعة سلاح مشاة البحرية الأميركية المارينز. ودانت هيئة محلفين في محكمة عسكرية في كامب بندلتون العسكرية، أكبر قاعدة مارينز في العالم 130 كلم جنوب لوس انجليس، الكابورال ترنت توماس بالخطف والتورط مع عصابة إجرامية في اغتيال هاشم إبراهيم عواد في 26 نيسان ابريل عام 2006 في منطقة الحمدانية شمال بغداد. لكنها أسقطت عنه تهم القتل العمد وحنث اليمين والسرقة. واتفق أعضاء هيئة المحلفين التسعة على هذا الحكم بعد أقل من يوم من المداولات لتدخل المحاكمة الآن مرحلة جديدة تحدد خلالها العقوبة التي ستوقع على الكابورال توماس. وكان عنصر المارينز يواجه مبدئياً السجن المؤبد لتورطه في قتل عواد 52 عاماً الذي كان رب عائلة عديدة الافراد وقُتل بدم بارد، لكن إسقاط تهمة القتل العمد عنه يعني أن الحكم في حقه سيكون أخف. ورأى الادعاء أن الجنود المتورطين في اغتيال عواد موهوا ساحة الجريمة للايحاء بأن المدني كان متمرداً. والكابورال توماس هو الأول من ثمانية عسكريين متهمين في تلك القضية يمثل أمام المحلفين في محكمة عسكرية. وكان خمسة متهمين آخرين، هم أربعة عناصر مارينز وممرض في البحرية أقروا بتورطهم في الجريمة طالبين الاستفادة من إجراءات سريعة. وصدرت في حقهم أحكام بالسجن العسكري تتراوح بين سنة واحدة وثماني سنوات في نهاية عام 2006 وبداية 2007. وإضافة إلى توماس، دفع عنصران آخران من المارينز، أحدهما قائد المجموعة السارجنت لورنس هاتشنس، ببراءتهما، ولا تزال محاكمتهما مستمرة. وأكد بعض الجنود الذين أقروا بالتورط ووافقوا على التعاون مع القضاء العسكري في مقابل حكم مخفف، أن هاتشنس هو المحرض على الجريمة. وكان توماس أقر أول الأمر بالجريمة قبل التراجع وفي نهاية جلسات محاكمته الثلثاء الماضي، أكد الادعاء أنها أثبتت أن"الكابورال ترنت توماس قاتل". وأعلن المدعي العام الكولونيل جون بيكر أن"الكابورال توماس أخل بمهمته عندما شارك في هذه العصابة الاجرامية لتمويه الجريمة والكذب". وأكد محامو المتهم أن توماس يعاني من انهيار عصبي حاد بسبب ما عاشه من صدمات في العراق، ولم يكن قادراً وقت الحادثة على اتخاذ قرار سليم. وأكد فيكتور كيلي المحامي المدني لتوماس أن كل ما فعل موكله هو الامتثال لأوامر مرؤوسيه. ومعلوم أن الجيش الأميركي متورط في سلسلة فضائح في العراق حيث يشتبه في ارتكاب عدد من جنوده جرائم حرب، ولا سيما قتل مدنيين عراقيين أو إساءة معاملتهم. وعلاوة على قضية الحمدانية، تنظر محمكة"كامب بندلتون"في وقائع تتعلق بمذبحة الحديثة عام 2005 التي قُتل فيها 24 عراقياً، واتُهم فيها ثلاثة من عناصر المارينز بالقتل وأربعة ضباط بعدم التحقيق في الجريمة. ومنذ مطلع تموز يوليو الجاري، أعلن القضاء العسكري في كامب بندلتون التحقيق في احتمال ارتكاب عناصر من المارينز انتهاكات في مدينة الفلوجة العراقية عام 2004 قُتل فيها أسرى حرب. وفي هذا السياق أيضاً، أعلن الجيش الاميركي في بيان أنه وجه تهمة القتل العمد إلى جنديين أميركيين لقتلهما عراقياً في حزيران يونيو الماضي قرب مدينة كركوك شمال البلاد. وأوضح بيان للجيش أن"تهمة القتل العمد وجهت الى السارجنت تيري كورالس والجندي كريستوفر شور". واستبدل الجيش قائد الوحدة اللفتنانت - كولونيل مايكل برودر بضابط آخر"بسبب فقدان الثقة بقدرته على القيادة بفاعلية"، بحسب البيان. وتابع الجيش أنه لم يوجه أي اتهام إلى برودر، لكن الجنديين كانا تحت إمرته. وتأتي هذه الفضيحة بعد شهر من توجيه الاتهام الى جنديين أميركيين بقتل ثلاثة عراقيين في الاسكندريةجنوببغداد. وكان الجيش الأميركي أعلن اتهام السارجنت مايكل هينزلي والجندي جورج ساندوفال بقتل ثلاثة عراقيين عمداً في ثلاثة حوادث.