لمعت الممثلة الأميركية إيفان ريتشل وود البالغة من العمر 22 سنة، وهي بعد مراهقة في الفيلم الناجح «13» الذي يعالج النمط الدرامي لحياة ومشاكل فتاتين في الثالثة عشرة من عمرهما. ومنذ ذلك الحين لعبت وود في أفلام سينمائية مميزة، بينها «المصارع» الذي تقاسمت بطولته مع ميكي رورك، و «ملك كاليفورنيا» مع مايكل دوغلاس و «الحياة أمام عينيها» مع أوما ثورمان، إضافة إلى المسلسل التلفزيوني الناجح «الخبراء» الذي ساهم في شهرتها في الولاياتالمتحدة وخارجها، بسبب بيع الحلقات إلى شبكات تلفزيونية عالمية. وفي فيلم «طالما أن الأمور سارية» الذي أخرجه وودي آلن تؤدي وود شخصية فتاة عشرينية ساذجة إلى درجة يصعب تخيلها وتقع في غرام رجل في الستين من عمره وتقنعه بالزواج، إلا أن شبابها يطغى على أحاسيسها في النهاية ويحضها على الارتباط بشاب في مثل عمرها والانفصال عن الشيخ الذي أدى دور الأب أكثر مما كان زوجاً حقيقياً لها طوال حياتهما المشتركة. ومن الواضح أن وودي آلن فكر في نفسه وهو يكتب دور الرجل الستيني، ولكنه فضل أن يمنح أداء الشخصية للممثل لاري ديفيد الذي يشبهه بطريقة مثيرة للدهشة، كما أن وود تتمتع في هذا العمل بتقارب ملموس في المظهر مع النجمة سكارليت جوهانسون، وهي التي أدت بطولة الأفلام الثلاثة الأخيرة التي أخرجها آلن. وفي باريس حيث جاءت ريتشل وود بصحبة وودي آلن للترويج لفيلم «طالما أن الأمور سارية»، التقتها «الحياة» في هذا الحوار، في وقت كان آلن يتناول العشاء في قصر الاليزيه وينتهز المناسبة ليعرض على قرينة الرئيس كارلا بروني ساركوزي دور البطولة في فيلمه المقبل، ولكن رد فعل صاحبة الشأن لا يزال في علم الغيب. أنت هنا في باريس للترويج لفيلمك الجديد، حدّثينا أولاً عن مشوارك مع السينما؟ - بدأت في سن الخامسة من خلال إعلان تلفزيوني، بعدما أرسلت والدتي صورتي إلى الشركة المنتجة عندما قرأت خبر تفتيشها عن صبية موهوبة. وهي فعلت ذلك لأنها بدورها ممثلة ولأن والدي من أهم مديري المسارح في لوس أنجيليس، فهما على دراية جيدة بخبايا مهنة التمثيل، كما كانا على علم جيد في طبيعة الحال، بقدراتي الفنية بينما لم أكن أعرف شخصياً في ذلك الحين أنني موهوبة، لكنني فرحت بالذهاب إلى الاختبار وبتمثيل لقطة أمام الكاميرا، فالعملية بدت لي بمثابة اللعبة، والطريف أنني حصلت على الدور. وقد فتحت لي هذه التجربة الأولى الباب أمام الإعلانات ومثلت في ما بعد بطريقة دورية في دعايات للتلفزيون والسينما وحتى الإذاعة، إلى أن جاءتني فرصة العمل في مسلسلات تلفزيونية ثم في الفيلم السينمائي «13» وأنا في سن الرابعة عشرة. وهل شعرت بالغبطة نفسها أمام فرصة العمل في فيلم روائي طويل مثل «13»؟ - نعم إلى حد ما، لكنني كنت قد كبرت بعض الشيء، وبالتالي بدأت أشعر بالمسؤولية التي تتحملها أي ممثلة عندما تتلقى سيناريو الفيلم الذي ستشارك في بطولته. وشعرت بالخوف أيضاً وهو كان شيئاً لم أحس به من قبل أمام الكاميرا أو حتى في الاختبارات السابقة لحصولي على الأدوار، ورحت رغماً عن خبرتي الإعلانية والتلفزيونية في ذلك الحين، أسأل نفسي عن حقيقة قدرتي على ممارسة فن التمثيل إلى أن جاء أول يوم في التصوير فنسيت كل مخاوفي ولم أركز اهتمامي إلا على حسن أدائي لدوري. وهل أنت مقتنعة تماماً الآن بمدى صلاحيتك لمهنة التمثيل؟ - انني فعلاً مقتنعة بمدى صلاحيتي للمهنة، لكنني غير متأكدة أبداً من رغبتي في ممارستها طوال حياتي. لماذا؟ - لأنني أميل بشدة إلى كتابة الروايات والشعر، وأعتقد بأن مستقبلي الفعلي قد يكون في هذا النشاط الكتابي أكثر من التمثيل. كيف دار تصوير فيلم «13» بالنسبة إليك نظراً الى أنك كنت لا تزالين مراهقة في المدرسة؟ - دار بطريقة طبيعية، فأنا لم أحس في أثناء العمل بأي شيء مختلف عن العادة، لكنني شعرت بالخوف حينما رأيت الشريط للمرة الأولى في عرض خاص ورأيت نفسي فوق الشاشة الكبيرة أرتكب كل التصرفات البغيضة التي ترتكبها الشخصية الروائية في السيناريو. وهنا تأكدت من أن الخيال لا يخص فقط أفلام الصغار ولكن أيضاً الأعمال الروائية التي تتجه إلى البالغين. ماذا عن تلاميذ مدرستك، فهل شاهدوا الفيلم؟ - لا، لأنهم كانوا دون الثامنة عشرة، لكنهم كانوا قد سمعوا عنه وظلوا يضايقونني في هذا الشأن بسبب غيرتهم مني وهذا أمر طبيعي في سن المراهقة. ولماذا سمحوا لك بمشاهدة الشريط إذاً؟ - شاهدته في عرض خاص مثلما ذكرت من قبل، لكنني لم أستطع الدخول أبداً إلى دار سينما كانت تعرضه على رغم تأكيدي للمسؤولين أنني بطلة الفيلم، فالقانون يطبق على الجميع. الفتاة التي تؤدين دورها في فيلم «13» تحب الخروج إلى الأماكن العامة والرقص وسماع الموسيقى الصاخبة وإثارة الشغب مع أصدقائها، فهل كنت تشبهينها من هذه الناحية وأنت مراهقة؟ - لا أشبهها إطلاقاً، وهذا لا يعني أنني لم أكن أحب الموسيقى والرقص والخروج إلى الأماكن العامة، لكنني لم أتصرف مثلها، فهي تشرب الكحول وتتعاطى المخدرات وتحب أول شاب تلتقيه في سهرة ما. أنا كنت ولا أزال أميل إلى الرقص على الأنغام القديمة، فكل ما ينتمي إلى الفترة الراهنة من الناحية الموسيقية على عكس بطلة الفيلم، لا يثير مخيلتي ولا يهز مشاعري، ولا أعرف سبب هذا الشيء. أما عن الشرب والمخدرات والحب الطائش وإثارة الشغب فلا علاقة لي بهذه الأشياء إطلاقاً. وماذا عن الحب العاقل؟ - إنه المفضل لدي. محطة عاطفية كيف يمكنك التصريح بهذا علماً أنك كنت مخطوبة وأنت بعد في الثامنة عشرة من عمرك للمغني مارلين مانسون، فهل هناك من يمثل الحداثة الفنية أكثر منه؟ - دعني أؤكد لك أن مانسون يبتكر الحداثة اعتباراً من الأسلوب «القوطي» القديم جداً، وهذا ما أعحبني فيه من الناحية الفنية، ولكن حكايتي معه لم تتوقف على الموسيقى بل كانت محطة عاطفية مهمة في حياتي. هل هذه المرة الأولى التي تزورين فيها فرنسا؟ - لا فقد جئت سابقاً إلى باريس وإلى مهرجان «كان» في الجنوب الفرنسي، وعلى رغم أنني اعتدت هذا البلد الآن في ما يخص تفننه في الوجبات الغذائية، فلا أزال أفاجئ نفسي في كل زيارة جديدة وأقضي معظم وقتي في تناول المأكولات عندما لا أزور «البوتيكات» لاقتناء آخر مبتكرات جان بول غولتييه أو غيره من المبتكرين الذين يثيرون اهتمامي. ما هو لونك السينمائي المفضل؟ - أنت تقصد كممثلة أم كمتفرجة؟ كممثلة أولاً ثم كمتفرجة أيضاً إذا كان الرد مختلفاً؟ - نعم الرد مختلف، فأنا كمتفرجة مولعة بالأفلام الكوميدية التي تسمح لي بنسيان كل مشاكل حياتي اليومية وهمومي، بينما أفضل، كممثلة، المشاركة في أعمال تدور حول قصص الحب الدرامية التي تنتهي بطريقة مأسوية مسيلة للدموع، مثل ما فعلت في «13». ولم يمنعني كلامي هذا من تولي بطولة الفيلم الكوميدي «طالما أن الأمور سارية». ألا تغار الممثلات الناشئات منك؟ - لا شك في أن الغيرة موجودة في الوسط السينمائي وليس فقط عند الناشئات، لكنني شخصياً لا أشعر بها وأرفض أن أترك مثل هذا الإحساس السلبي يسيطر علي. هذا كلام طيب، ولكن ألا تلاحظين أن هناك بين زميلاتك من يشعرن بالغيرة تجاهك مثلاً بفضل نجاحك وعملك مع أكبر المخرجين السينمائيين؟ - لا، لأنني أرفض أن أضيع وقتي في محاولة كشف الحجاب عن مشاعر الزميلات، وعندما تأتيني إشاعة في شأن ممثلة تكون قد قالت عني كل الخير الذي تحمله في قلبها، أرد بأنني في انتظارها إذا أرادت أن تواجهني بكلامها. وغير ذلك فالأمر لا يهمني ولا يشغل بالي اطلاقاً. ألم تغاري أنت في حينه من الممثلة كيرستن دانست عندما اختيرت في آخر لحظة لتحل مكانك في فيلمي «حوار مع مصاص الدماء» و «إليزابيثتاون»؟ - نعم شعرت بغيرة شديدة على رغم أنني كنت بعد صغيرة جداً، خصوصاً في ما يتعلق بفيلم «حوار مع مصاص الدماء». لكنني الآن كبرت ونضجت وصرت أعرف كيف أسيطر على أحاسيسي. لماذا فضلوها عليك بعدما كنت قد فزت بالدور في كل مرة؟ - لا تسألني، فالموضوع في علم الغيب والمنتجين. ما هي هواياتك؟ أنا رياضية جداً أمارس السباحة وركوب الخيل والألعاب الرياضية الآسيوية، لا سيما التاي كويندو، وأنا استحققت حديثاً فيه الحزام الأسود وهو أعلى درجة طبعاً في ممارسته. وغير ذلك أمارس الرقص الكلاسيكي والحديث وأغني كلما سمح لي وقتي بفعل ذلك.