بدأ ثمانية آلاف جندي أميركي وعراقي عملية عسكرية واسعة النطاق جنوب العاصمة تهدف إلى تأمين مناطق"مثلث الموت"جنوببغداد ومنع تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين"من نقل مراكزه اليها. يأتي ذلك فيما استمرت الاشتباكات بين"الجيش الاسلامي"وتنظيم"القاعدة"لليوم الرابع على التوالي في ناحية جرف الصخر التابعة لقضاء المسيب الكائن في المنطقة ذاتها. وقال الناطق باسم الجيش الاميركي الاين كونوي إن"آلاف الجنود الاميركيين والعراقيين شنوا هجوماً واسع النطاق على معاقل تنظيم القاعدة في مناطق زراعية جنوببغداد ضمن عملية عسكرية جديدة تنفذها قوات مشتركة وتستمر أسابيع". وأضاف كونوي خلال مؤتمر صحافي في بغداد أن"العملية تهدف الى وقف تدفق المتمردين الى المنطقة واتخاذهم ملاذات آمنة فيها، ومنع نقل الاسلحة والذخائر الى مركز العاصمة". وأوضح بيان للجيش الاميركي أن"طائراته المقاتلة بدأت قبل فجر اليوم أمس قصف مواقع تضم مسلحين بعدد من القنابل الموجهة"، فيما أنزلت مروحيات قوات تشارك في العملية الهادفة الى القضاء على نشاطات المسلحين ومنعهم من نقل عملياتهم من منطقة عرب جبور وجنوببغداد الى داخل العاصمة. وأفاد شهود في المنطقة ل"الحياة"أن"قوات أميركية وأخرى تابعة لوزارة الداخلية اقتحمت المنطقة منذ الصباح وأعلنت قوات لواء الصقر العراقية عبر مكبرات الصوت فرض حظر للتجول داخل المنطقة، ثم تبعت ذلك عمليات دهم وتفتيش في المنازل المنتشرة داخل المناطق الزراعية". وقال مدير مركز القيادة في وزارة الداخلية اللواء عبدالكريم خلف إن"هذه العملية تأتي لتأمين حزام أمني حول بغداد"، وأضاف في تصريح إلى"الحياة"أن"هناك خطة شاملة تسعى الى تأمين محيط العاصمة من الاوكار الارهابية بعدما كشفت التقارير أن المسلحين يجدون في أطراف العاصمة ملاذات آمنة لهم كونها مناطق زراعية مفتوحة". وتابع أن"عمليات سابقة في المنطقة كشفت عن وجود مراكز للارهابيين في هذه المناطق"، مشيراً الى أن"الاتجاه الجديد للقوات العراقية يكمن في ضرب معاقل المسلحين وليس ملاحقتهم، وبالتالي فإنهم لن يجدوا مكاناً يلجأون اليه". ورأى أن وقوف العشائر إلى جانب القوات العسكرية أخيراً أسهم في اتخاذ هذه الاستراتيجية الجديدة وتعهدهم عدم إيواء أي عنصر من المسلحين وقيامهم في بعض المرات بملاحقتهم وضربهم بأنفسهم". وفي هذه الأثناء، استمرت الاشتباكات بين فصائل"الجيش الاسلامي"وعناصر"دولة العراق الاسلامية"لليوم السادس على التوالي في ناحية جرف الصخر التابعة لقضاء المسيب جنوب العاصمة. وقال قائد شرطة بابل اللواء قيس المعموري إن"الاشتباكات بين هذين الفصيلين ما زالت مستمرة في مناطق جرف الصخر والقادسية والفاضلة والعويسات"، مضيفاً أنها أسفرت عن مقتل مقاتلين من الجانبين. وأشار إلى أن قوات الأمن القريبة من المنطقة لم تتدخل في تلك الاشتباكات. وتشير تقارير حكومية عراقية وأخرى أميركية الى أن عدداً من التنظيمات المسلحة وتنظيم"دولة العراق الاسلامية"ينفذان عمليات قتل وتهجير في القرى والمدن المحاذية للعاصمة، ولا سيما بلدات المحمودية واليوسفية واللطيفية وجرف الصخر والمناطق الممتدة حتى الدورة. من جهتها، وصفت لجنة الامن والدفاع في مجلس النواب شن القوات الاميركية عمليات عسكرية ضخمة بأنها محاولة لتحقيق نتائج جيدة قبل تقديم قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بيترايوس والسفير الاميركي رايان كروكر تقريراً عن تقدم الاستراتيجية الأميركية الجديدة في منتصف أيلول سبتمبر المقبل. وقال عباس البياتي نائب رئيس لجنة الامن والدفاع ل"الحياة"إن"الجيش الاميركي والقوات العراقية تسعى الى عدم منح تنظيم القاعدة فرصة لنقل عملياته ونشاطاته من مراكز له تعرضت للتدمير على يد القوات الاميركية والعراقية"، لافتاً إلى أن"ضرب مناطق يُحتمل أن يلجأ اليها هذا التنظيم، من شأنه أن يشتت عناصره ولا يعطيه فرصة للنهوض مجدداً". وأوضح أن"البدء بتنفيذ عمليات عسكرية ضخمة في معاقل تنظيم القاعدة، كما يجري في ديالى، وأمس في جنوب العاصمة، يهدف الى احتواء حدة التوتر الأمني في العاصمة، وتهيئة ظروف ملائمة للقوات العراقية قبل انسحاب مرتقب للقوات الاميركية من العراق. وتشهد مدينة كربلاء استنفاراً أمنياً مشدداً اثر حصول أجهزة الأمن على معلومات تفيد أن عناصر ارهابية تسللت الى المدينة، لتنفيذ أعمال تخريبية. كما تشهد مناطق شمال بابل المطلة غرباً على كربلاء توتراً أمنياً واشتباكات مسلحة.