قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان ما يطمح إليه عبر الديبلوماسية التي قادها خلال شهري حزيران يونيو وتموز يوليو ولقائه معظم الزعماء العرب هو ان يكون "مفيداً". وقال ساركوزي ان"الكل يعرف ان الوضع بالغ التعقيد في لبنان ولا بد من ان يكون هناك مكان يلتقي فيه الجميع ليتحدثوا معاً، وهذا ما نحاول القيام به". وبالنسبة الى القضية الفلسطينية ذكّر ساركوزي بأن فرنسا كانت اول بلد يستأنف تقديم المساعدات المالية لدعم رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس لأنه يمثل السلطة الشرعية، وبأن هذا ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت في اتصال هاتفي ولوزيرة خارجيته تسيبي ليفني في باريس. جاء ذلك في رد لساركوزي على أسئلة"الحياة"خلال لقاء أول من امس مع الصحافيين الذين رافقوه في زيارته تونس والجزائر. وإذ لفت الى ان هناك في المنطقة من يعتبر ان الأحوال سيئة الى درجة لا يمكن إنقاذها، قال ساركوزي:"نحن نفكر انه بسبب الأوضاع السيئة والمتدهورة هناك فرصة للتحرك من اجل الإفادة". وتابع قائلاً:"طبعاً ليس في إمكاننا ان نصنع السلام وحدنا". مشيراً الى لقائه عدداً من كبار المسؤولين العرب في هذا الإطار. ورداً على سؤال"الحياة"عما إذا كان سيرسل مستشاره الديبلوماسي جان دافيد ليفيت الى دمشق، أجاب ساركوزي:"لا". وتدخل وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي حضر اللقاء معلقاً على اجتماع سان كلو لأطراف النزاع اللبناني بقوله:"ان هذا الاجتماع الذي قد يعقد السبت، لأنني غير متأكد من عقده، ما لم يحضر الأطراف المشاركون فيه، هو اجتماع غير رسمي لأطراف لا يتكلمون مع بعضهم بعضاً، ونأمل بأن يوافقوا على التفكير في مستقبل بلدهم الذي قد يكون مستقبل عنف، وآمل بألا يكون كذلك". وعلمت"الحياة"من مصادر مطلعة ان تعليق كوشنير بأن الاجتماع غير مؤكد سببه ما تردد في بيروت عن عدم حضور ممثلي"حزب الله"الاجتماع بسبب تصريحات نقلها الناطق باسم الرئاسة دافيد مارتينون، عن ساركوزي وجاء فيها ان هدفه هو ان يكف"حزب الله"عن الأعمال الإرهابية. وذكرت المصادر ان هذا أثار قلق باريس من احتمال فشل الاجتماع، إلا ان التوضيح الذي صدر في بيان من الرئاسة وجاء فيه ان"حزب الله"ليس على قائمة المنظمات الإرهابية، لأن فرنسا عارضت ذلك، أعاد الأمور الى نصابها. وعن الحوار مع دمشق لفتت المصادر الى ان لباريس سفيراً في سورية وأن لا داعي لإرسال أي موفد قبل ان تصدر عن الجانب السوري رسائل إيجابية بالنسبة إلى ما هو مطلوب منها على صعيد الوضع اللبناني. وأوضحت المصادر ان باريس تأمل في حال نجاح الاجتماع في سان كلو، بأن يستمر ذلك على الأرض وصولاً الى حل فعلي للأزمة اللبنانية، وأن على دمشق ألا تعرقل عبر حلفائها الانتخابات الرئاسية التي ينبغي ان تكون حرة، وتقام في موعدها وألا تساهم في زيادة التوتر على الأرض. وقالت انه عند حصول كل ذلك، فإن فرنسا تفكر في إرسال مبعوث لها الى دمشق.