أكد مصدر فرنسي مسؤول لپ"الحياة" أن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير يعد لجمع ممثلي أحزاب لبنانية مختلفة، في إطار اجتماع يهدف للتفكير في مستقبل لبنان. وذكر المصدر أن الاجتماع سيكون بمثابة ندوة تعقد بعيداً من الاعلام وتضم أكبر عدد ممكن من مسؤولي الصف الثاني في أحزاب الأكثرية والمعارضة والأطراف المؤيدة لسورية. وأوضح ان اختيار هؤلاء الممثلين سيتم من جانب رؤساء الأحزاب اللبنانية، بحيث يكونوا مفوضين عنهم. وأضاف:"ان الاجتماع المتوقع عقده خارج باريس، وفي إحدى ضواحيها، ربما في قصر"لاسين سان كلو"في 28 وپ29 حزيران يونيو الجاري سيكون برعاية كوشنير نفسه". وشدد المصدر على ان الاجتماع ليس مؤتمراً للحوار الوطني، موضحاً أنه يندرج في امتداد الفكرة التي عرضها كوشنير على قوى 14 آذار خلال العشاء معهم في بيروت، حيث أكد وجوب جمع الأطراف المختلفة للتحدث والتفكير. وقال ان كوشنير عرض الفكرة على العماد ميشال عون خلال لقائهما في باريس وان الأخير أبدى موافقته واستعداده لإيفاد ممثل عنه، ولإقناع حلفائه في المعارضة بالمشاركة. وتابع المصدر ان الفكرة هي أن يدعى جميع الأطراف وان يكون الاجتماع على أقصى قدر من الشمولية، مشدداً على انه ليس موجهاً ضد سورية"بل هدفه التفكير بمستقبل لبنان". وحول استعادة الحوار مع سورية، قال المصدر ان الرئيس نيكولا ساركوزي وكوشنير لا يعارضان إعادة فتح الحوار، من خلال إرسال مبعوث خاص الى دمشق، لكنه ركز على عدم امكان فتح الحوار"إلا اذا عملت سورية على خفض التوتر في لبنان وبذلك يصبح في امكان فرنسا العودة الى التحاور مع سورية على مستوى معين". ومضى يقول ان هذا المستوى لم يحدد بعد ويمكن أن يكون عبر مدير في وزارة الخارجية الفرنسية أو عبر مبعوث للرئيس الفرنسي، يكون من أصدقائه أو مبعوث لكوشنير. ورأى أن"كل هذا سابق لأوانه طالما لم يلمس الجانب الفرنسي تهدئة على الأرض". وعبّر المصدر عن قلق فرنسي بالغ حيال ما يحدث بين الجيش اللبناني و"فتح الإسلام"الذي تقول فرنسا ان كونه جماعة كانت مطلوبة قضائياً في سورية،"لا يمنع استخدامه من جانب السوريين لزعزعة الاستقرار في لبنان". وأكد المصدر أن فرنسا منفتحة على الحوار مع سورية"من دون غطرسة ومن دون سذاجة، وانها ستختار التوقيت الملائم لذلك عندما تتحسن الأوضاع في لبنان". وعلمت"الحياة"من مصدر فرنسي مطلع أن ساركوزي يعطي كوشنير هامش تحرك كبيراً في ما يخص لبنان والشرق الأوسط، لأنه يثق بالخارجية وديبلوماسييها، وانه لم يبلور رأيه كاملاً حول موضوع لبنان. وبحسب مصدر ديبلوماسي، فإنه أعطى مؤشرات حول ثقته واستعداده للإصغاء الى آراء وأفكار دائرة الشرق وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية، وانه يأخذ برأيها في مسألة لبنان كما يأخذ برأي السفير الفرنسي في لبنان برنار ايمييه، الذي يقدم أفكاراً حول الاجتماع المقبل والمشاركين فيه.