قُتل عشرة جنود على الاقل وجُرح نحو 35 آخرين، في عملية انتحارية نفذها "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" ضد ثكنة للجيش الجزائري في منطقة الأخضرية التابعة لولاية البويرة 75 كلم شرق العاصمة. وأفادت مصادر محلية أن العملية وقعت في حدود الساعة السابعة صباح أمس، عندما قاد شاب شاحنة - براد محمّلة متفجرات قوية بسرعة كبيرة في اتجاه مدخل الثكنة، قبل أن يُفجر حمولته. وقال تنظيم"القاعدة"في بيان على الانترنت إن الانتحاري صهيب أبو مليح قاد الشاحنة التي كانت"مملوءة بما لا يقل عن طن من المتفجرات واقتحم بها مقر ثكنة القوات الخاصة ... ووصل إلى عمق الثكنة، داخل ساحتها، وفجرها الشاحنة مما أسفر عن تدمير كبير". وزعم أن العملية التي أسماها"غزوة صهيب"أدت إلى مقتل 70 عسكرياً وسقوط عشرات الجرحى"وتدمير ما لا يقل عن 8 آليات عسكرية". وتردد أن الشاحنة التي استخدمها الانتحاري كانت توصل الطعام والمؤن يومياً إلى الثكنة، وأن"القاعدة"خطفت سائقها قبل يوم من تنفيذ العملية، وقادها المهاجم الذي انتحل شخصيته. وتقع الثكنة المستهدفة في منطقة نشاط لتنظيم"القاعدة"في مرتفعات جبال الأخضرية، والتي شهدت خلال السنوات الأخيرة اعتداءات متكررة ضد أفراد الجيش والحرس البلدي. وجاء الاعتداء بعد أسبوع من دعوة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة إلى تكثيف مكافحة الإرهاب، وقبل ساعات من افتتاح دورة الألعاب الرياضية الأفريقية التاسعة التي تستضيفها العاصمة الجزائرية. وقالت الوكالة الرسمية إن القتلى الثمانية جنود، فيما ذكر شهود أن بين الجرحى مدنيين كانوا يعبرون الطريق الرقم 5 الذي يربط العاصمة بمناطق شرق البلاد. وأحدثت قوة الانفجار حفرة عمقها نحو متر ونصف المتر، وأدت إلى حال من الذعر الشديد في أوساط سكان المناطق القريبة. ودوت صفارات الإنذار في المنطقة فور وقوع الانفجار، ونقلت سيارات الإسعاف الضحايا إلى مستشفيات الأخضرية والبويرة، فيما نُقل آخرون إلى مستشفى عين النعجة العسكري في العاصمة. وفرضت قوات الجيش والدرك طوقاً أمنياً في المنطقة الجبلية ومنعت الصحافيين والمصورين من الوصول إلى مكان التفجير. وكانت السلطات كثفت التعزيزات الأمنية تحسباً لاعتداءات مسلحة لمناسبة مرور 90 يوماً على تفجيرات"الأربعاء الأسود"التي استهدفت قصر الحكومة ومركزين أمنيين. وقبل يومين، وضعت مخططاً جديداً لتأمين أكثر من ثمانية آلاف رياضي يشاركون في أكبر تظاهرة رياضية في القارة الأفريقية. والاعتداء هو الأول بهذا الحجم في الجزائر منذ هجمات الحادي عشر من نيسان أبريل الماضي التي نفذها"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"وأسفرت عن سقوط 32 قتيلاً وأكثر من 200 جريح. وقال محللون إن الاعتداء الجديد يؤكد تبني"القاعدة"منهج العمليات الانتحارية في اعتداءاتها، وهو اتجاه كان سبباً لجدل كبير بين قياداتها. من جهة أخرى، قال وزير الشؤون الخارجية الجزائري مراد مدلسي في تصريحات الى"وكالة الأنباء الجزائرية"الرسمية أمس، إن المحادثات التي أجراها الرئيس بوتفليقة مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي الثلثاء كانت"براغماتية"، مؤكداً وجود"عزيمة وصراحة كبيرتين لدى الطرفين". وكان زعيم"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"أبو مصعب عبدالودود فرانس براس انتقد جهود تطوير العلاقات بين الجزائروفرنسا. ودعا باريس إلى"أن تعترف بكل جرائمها المرتكبة في حق المسلمين في الجزائر". وندد عبدالودود في بيان نشر على الانترنت بالجهود الرامية إلى توقيع معاهدة صداقة بين البلدين. وجاء في البيان الذي تزامن مع زيارة ساركوزي للجزائر:"لا يزال بين فرنسا والمسلمين سور عازل من الجماجم والأشلاء وبحر متلاطم من الدموع والدماء"، مضيفاً أن"الدين الإسلامي الصحيح يرفض مصطلح الصداقة مع الكفار".