تعتبر عشائر الدليم المنتشرة في العراق والمتمركزة في المناطق الغربية منه من القبائل الحاضرة في الدفاع عن استقلال العراق وسيادته، وكانت هدفاً للمنظمات الإرهابية المدعومة من الخارج. التقينا في عمّان الشيخ ماجد عبدالرزاق العلي السليمان رئيس قبائل الدليم في العراق… ورئيس بيت العراق في الأردن، البيت الذي يحتضن أبناء الجالية العراقية وينظم نشاطات اجتماعية وثقافية وإنسانية لرعايتهم من دون استثناء. سألناه عن دور مجلس إنقاذ الأنبار، فقال:"بعد افتضاح دور القاعدة وارتباطاتها الخارجية، وأجندتها التي تمولها جهات دولية لا تريد للعراق وأهله إلا الشر، من خلال تدمير البنية التحتية للبلاد واستهداف الرموز الوطنية والعشائرية، انتفضت عشائر الأنبار دفاعاً عن شرفها، وليس دفاعاً عن أحد آخر، لأن أهل الأنبار في مقدم أبناء العراق الذين قدموا تضحيات جسيمة منذ بداية الاحتلال ولغاية هذه اللحظة. واجتمع رؤساء العشائر وقرروا طرد الدخلاء الذين دمروا المحافظة وألحقوا أضراراً بالغة بأهلها وبمصالحهم، إذ تعتبر هذه العشائر نفسها امتداداً لكل العشائر العربية الأصيلة من أقصى شمال العراق الى جنوبه، ومن شرقه الى غربه، وهي تعمل بروح وطنية بعيداً من أي توجه طائفي أو عنصري، وهذا ما تربينا عليه وتعلمناه من آبائنا وأجدادنا ومضايفنا، لا ننظر إلا بعين الوطنية العراقية لكل العراق وأبنائه، ونحن ضد أي توجه طائفي عنصري لأن ذلك تجارة خاسرة للسياسيين الجدد. وكيف ينظر الى تحركات المقاومة العراقية؟ يجيب الشيخ ماجد: كل شعب يتعرض للاحتلال لا بد من أن يقاوم الاحتلال، وشعب العراق بمكوناته كلها له تاريخ طويل ومشرّف في مقاومة الاحتلال، ولكن، منذ سنوات، اختلطت المسميات والمفاهيم وأصبح هناك خلط بين المقاومة والإرهاب. نحن مع المقاومة الوطنية الشريفة التي كفلتها القوانين الدولية، وضد أي نوع من أنواع الإرهاب الذي يستهدف المواطنين الأبرياء ومصالحهم والبنية التحتية للدولة التي تحقق النفع العام للمواطن العراقي. المقاومة حق شرعي، ولا يشرف أي شعب في العالم ان تحتل أرضه وتنتهك مقدساته ولا يقاوم الاحتلال. وعن أوضاع أهل السنّة في العراق، تحفّظ الشيخ ماجد عن التسمية قائلاً: أنا شخصياً أكره هذه التسميات، فنحن عراقيون، هذا عنواننا الوحيد الذي نعتز ونفتخر به، فضلاً عن انتمائنا العربي لهذه الأمة العظيمة، إنها تسميات عنصرية أو طائفية تستهدف شعب العراق ووحدته، وتماسكه، فلقد تعايشت القوميات والأقليات والمذاهب كافة على هذه الأرض المقدسة، وامتزجت دماؤها دفاعاً عن أرض العراق عبر التاريخ، ولقد أطلق أعداء العراق هذه التسميات بهدف تدمير النسيج العراقي الجميل، فأي قطرة دم عراقية تنزف هي خسارة لكل العراق. ولكن، ما مستقبل العملية السياسية في العراق؟ يقول الشيخ ماجد: مستقبل العراق يقرره أهله الأصليون وعشائره المتماسكة، فمصير الدخلاء معروف، إذ سيتمكن العراقيون بعون الله أولاً، ثم بوحدتهم وقوة تماسكهم ثانياً من القضاء على الحالات الشاذة التي لا تنتمي الى العراق وشعبه الأصيل. وقد بنيت العملية السياسية في العراق هذه الأيام على أساس خاطئ يستند الى المحاصصة الطائفية التي هي أبعد ما تكون عن السلوكية والتربية العراقية التي نشأ وتكوَّن عليها الشعب، ولذلك فإن هذه العملية تتعثر وستبقى كذلك ما لم يتم إعادة بنائها بالشكل الصحيح الذي يستنهض مقومات القوة لدى شعب العراق والمحافظة على وحدته واحترام خصوصيته التي بناها عبر التاريخ، ولأنه شعب الحضارات الذي قدم للإنسانية الكثير، ولا يستحق ما يجرى له الآن. يضيف: هناك أخطاء العملية السياسية منذ مرحلة بريمر لا تزال تلحق ضرراً كبيراً بالعراق وتقوده نحو مستقبل مملوء بالأخطار والكوارث، ما لم تتم العودة الى الطريق الصحيح الذي يعاد بموجبه بناء مؤسسات الدولة، وخصوصاً العسكرية والأمنية، بعيداً من أي توجه طائفي أو عنصري، ليكون أداء هذه المؤسسات عراقياً وطنياً لكل أبناء العراق وليس لفئة دون أخرى، مع المحافظة على ثروات العراق ومقدراته من العبث والسرقة، التي باتت علنية، بحيث استشرى الفساد في عموم مؤسسات الدولة. وعن المفاوضات الأميركية - الإيرانية التي أجريت أخيراً في بغداد:"لا مشكلة في أن تتفاوض أميركا مع إيران ولكن ليس في بغداد العروبة، لأننا نرفض أن يكون للعرب حضور في أي مفاوضات بين هذين الطرفين تخص العراق، لأنه واقع الآن تحت احتلالين، احتلال أميركي، واحتلال إيراني". وما المطلوب من العرب؟ "الحضور العربي مهم جداً لأننا لا يمكن أن نتخلى عن انتمائنا العربي، الحضور هذا ضمانة لنا لإيقاف التآمر على العراق، لأن هناك دولاً عربية معينة اهتمت ولا تزال تضع العراق في أولويات اهتماماتها، وخصوصاً الأشقاء في المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية. هاتان الدولتان تحديداً تتأثران سلباً أو إيجاباً بالأوضاع في العراق، ونحن نثق بصدقية حرصهما على وحدة العراق. ولا ننسى مصر وما تمثله من ثقل في التأثير بالأوضاع العربية، وكذلك الدور الذي تقوم به دول الخليج العربي الأخرى".