تلقت "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" دعوة من الحكومة المصرية لإجراء حوار معها في القاهرة، في إطار المساعي التي تبذلها مصر لتهدئة الأوضاع عشية الانتخابات الإسرائيلية المرتقبة في 28 من الشهر المقبل. وسيتوجه وفد يمثل الجبهة إلى العاصمة المصرية في غضون الساعات القليلة المقبلة لإجراء الحوار. وكشف عضو المكتب السياسي ل"الجبهة الديموقراطية" رمزي رباح ل"الحياة" في غزة أمس أن الأمين العام للجبهة نايف حواتمة سيرأس وفد "الجبهة الديموقراطية" إلى القاهرة، مضيفا أن "اللقاءات لن تقتصر على لقاء مع رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان، وانما ستشمل ايضا عقد لقاءات مع مسؤولين في وزارة الخارجية المصرية". وفي حال عقد مثل هذه اللقاءات، فإنها ستكون المرة الأولى التي تشارك وزارة الخارجية في مثل هذه الحوارات، علماً ان سليمان هو الذي يدير الحوارات مع الفصائل المختلفة في الساحة الفلسطينية ويشرف عليها. ولعب سليمان دوراً مهماً وبارزاً إبان الانتفاضة في جهود الوساطة بين الفلسطينيين والدولة العبرية من جهة، وداخل الساحة الفلسطينية من جهة أخرى. وأشار رباح إلى أن "اللقاءات ستتناول سبل تعزيز الوحدة الفلسطينية وترتيب البيت الداخلي وتمهيد الطريق أمام حوار وطني شامل للتوصل إلى اتفاق حول البرنامج السياسي الموحد في ضوء مجمل التطورات الجارية محليا وإقليميا ودوليا، خصوصا الإعداد الاميركي لشن عدوان على العراق". ولفت إلى أن "اللقاءات ستتناول أيضا سبل تفعيل الموقف العربي المساند والداعم للشعب الفلسطيني وحقوقه الثابتة وانتفاضته ومقاومته من اجل انتزاع حقوقه في الدولة وتقرير المصير والعودة". وشدد على أن الوفد "سيبحث سبل تفعيل قرارات القمة العربية والدعم العربي للقضية الفلسطينية". ويعتبر حواتمة ارفع مسؤول فلسطيني وأول أمين عام لفصيل فلسطيني يرأس وفد فصيله إلى حوارات القاهرة. وكان حواتمة رأس وفدا يمثل الجبهة إلى حوارات القاهرة مع حركة "فتح" عام 9919. ويأتي الحوار الجديد مع الجبهة في أعقاب جولات من الحوار عقدتها الحكومة المصرية مع حركة "فتح" و"حركة المقاومة الإسلامية" حماس و"حركة الجهاد الإسلامي"، وقبل أيام مع "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين". وتهدف هذه اللقاءات والحوارات إلى التوصل إلى تفاهمات بين القوى الخمس الرئيسة في الساحة الفلسطينية لوقف العمليات الفدائية ضد الأهداف الإسرائيلية لفترة من الوقت غير محددة حتى الآن لتهيئة الظروف لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل، على قاعدة المبادرة الأميركية المسماة "خريطة الطريق" التي ستطرح في شباط فبراير أو مارس آذار المقبلين كما هو متوقع. إلى ذلك، أبدى مسؤول كبير في حركة "فتح" في حديث مع صحيفة "الأيام" المحلية الفلسطينية "تفاؤلا بامكان أن تنتهي جولة جديدة من الحوار مع "حماس" في القاهرة، هي الثانية التي تعقد في مصر، باتفاق "بين الحركتين". وشدد على أن ذلك الاتفاق "يلزمه خطوات مقابلة من الجانب الإسرائيلي بوقف الاغتيالات والاعتقالات والملاحقات والتوغلات"، في إشارة إلى احتمال التوصل إلى اتفاق يقضي بوقف "حماس" عملياتها الفدائية ضد الأهداف الإسرائيلية.