توجه الناخبون في السنغال الى صناديق الاقتراع امس، للإدلاء بأصواتهم في انتخابات اشتراعية قاطعتها احزاب المعارضة الرئيسية، بسبب احتجاجها المستمر على فوز الرئيس عبدالله واد بالانتخابات الرئاسية التي اعتبرتها غير نزيهة. وتؤدي مقاطعة 17 حزباً معارضاً الانتخابات، الى فوز الحزب الديموقراطي بزعامة واد في الانتخابات التي يتنافس فيها أكثر من 4 آلاف مرشح على 150 مقعداً في البرلمان. وكان الحزب الديموقراطي يشغل 90 من اصل 120 مقعداً في البرلمان المنتهية ولايته، قبل تعديل دستوري اضاف 30 مقعداً إلى المجلس. غير أن التزام الناخبين بالمقاطعة سيعني إقبالاً ضعيفاً على الاقتراع، ما يهدد شرعية واد ويضطره إلى تقديم بعض التنازلات للسياسيين المعارضين. وينظر إلى السنغال التي يمثل فيها المسلمون غالبية على أنها نموذج للدولة الأفريقية الديموقراطية، وهي الوحيدة في غرب أفريقيا التي لم يحدث فيها انقلاب. وتولى ثلاثة رؤساء الحكم في السنغال بوسائل سلمية منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960 . وفي مدرسة ابتدائية في حي غران يوف في ضواحي دكار، اعلن رئيس احد مراكز الاقتراع عبد الله ديوب ان عملية الاقتراع"تسير بشكل جيد". وخلت باحة المدرسة التي تضم 12 مكتب اقتراع، من الناس. وفي بعض المكاتب وقف نحو عشرة اشخاص في طابور ينتظرون دورهم للاقتراع، في حين خلت مراكز اخرى من الطوابير. وقال باب بيكاي ندايي الممثل المحلي للجنة الانتخابية:"في الانتخابات الرئاسية كانت حشود تجمعت في التوقيت ذاته، لكن حتى الآن لم يأت احد". وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 25 شباط فبراير الماضي، 70 في المئة.. ويبدو فوز تحالف"سوبي"التغيير بلغة ولوف الأكثر انتشاراً في البلاد الذي يضم الحزب الديموقراطي وحلفاءه، اكيداً في هذه الانتخابات التي يشارك فيها 14 حزباً وائتلافاً. ودعي نحو خمسة ملايين ناخب الى المشاركة في الاقتراع في 12 الف مركز اقتراع، في حين حذرت المعارضة من ان المقاطعة غير المسبوقة في تاريخ هذا البلد، قد تدفع السلطة الى التلاعب بعملية الاقتراع عبر زيادة نسبة المشاركة.