لم يتخيل أكثر المتفائلين في الاهلي ان فريقهم سيفوز بسهولة تامة على ضيفه الاسماعيلي 2-صفر، في نصف نهائي كأس مصر في ملعب القاهرة الدولي اول من امس، ولكن الخاسر قدم أسوأ مبارياته منذ سنوات طويلة، ولم يصل نهائياً الى مرمى الاهلي، وأفلت من هزيمة ثقيلة، وتأهل حامل اللقب بطل الدورى الاهلي الى المباراة النهائية للكأس، لمواجهة جاره القاهري الزمالك مساء الاثنين المقبل، في تكرار للنهائي الماضي الذي فاز فيه الاهلي 3-صفر. فاجأ المدير الفني البرتغالي للاهلي مانويل جوزيه الجميع بإراحة اثنين من أهم وأحسن لاعبيه في قائمة البدلاء، وأشرك أمير عبدالحميد واحمد السيد بدلاً من عصام الحضري ووائل جمعة، وأدخل مفاجأة ثانية بتغيير مكان لاعبه الدولي محمد بركات من الهجوم الى يسار خط الدفاع. ومن الدقيقة الاولى هاجم الاهلي مستغلاً الحماسة الجماهيرية الفائقة لاكثر من خمسين ألفاً من انصاره في المدرجات، وسرعان ما نال بغيته عندما ارتكب مدافع الاسماعيلي مخالفة الاعاقة ضد عماد متعب في منطقة الجزاء، ولم يتردد الحكم الدولي السويسري ماسيمو بوساكا في احتساب ركلة جزاء للاهلي في الدقيقة الخامسة، سجل منها كابتن الاهلي شادي محمد هدف التقدم، الذي رفع معنويات لاعبي الفائز، وسادوا المباراة تماماً، ولم يستغل محمد أبو تريكة، البعيد عن مستواه العالي، سلسلة من الركلات الحرة امام منطقة الجزاء، وفي الشوط الثاني عوض أبو تريكة ما فاته وسجل الهدف الثاني لفريقه من تمريرة بديعة لإسلام الشاطر خلف مدافعي الاسماعيلي في الدقيقة الخمسين. وعندما اطمأن جوزيه الى الفوز بدأ في اراحة نجومه الاساسيين تباعاً، خوفاً من الانذار والايقاف او الاصابة، وأخرج متعب وابو تريكة والانغولي فلافيو، وظل الاهلي بعد خروج مهاجميه الثلاثة الاخطر، وكاد بركات واحمد صديق يحرزان اكثر من هدف. واختارت اللجنة المنظمة للمباراة مهاجم الاهلي عماد متعب للفوز بجائزة احسن لاعب في المباراة. وعقب المباراة اعترف المدير الفني الفرنسي للاسماعيلي باتريس نوفو بالتفوق التام للاهلي، وأحقيته الكاملة في الفوز والتأهل، وبرر ذلك بالتركيز في اللقاء، ووعد نوفو بتوقيع عقوبة رادعة على لاعبه السيد معوض الذي اعتدى بالضرب على زميله عبدالله السعيد خلال اللقاء، لأن الاخير لم يمرر له الكرة في احدى الهجمات. ومن جانبه، وجّه جوزيه الشكر للاعبيه، مشيراً الى ان الاهلي فاز عندما لعب كاملاً وفي ظل تحكيم جيد، على عكس ما حدث في الهزيمتين في الدوري، وحرص المدرب البرتغالي على الاشادة بفريق الاسماعيلي ومدربه الخبير بالكرة الافريقية. وأشاد جوزيه بالروح العالية للاعبه المخلص محمد بركات، الذي لعب امام الهلال السوداني ظهيراً ايمن ولعب امام الاسماعيلي ظهيراً ايسر، وانتقل في نهاية المباراة وسط الملعب ثم رأس الحربة، وكان حريصاً باستمرار على اللعب لمصلحة الفريق، وهو ما يعكس الروح القتالية للاعبي الاهلي.